استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

ما لم يُتخذ من قرارات

الخميس 13 يوليو 2023 12:45 م

ما لم يُتخذ من قرارات

المستشار الحالي أولاف شولتس وحزبه الاشتراكي الديمقراطي والائتلاف الحاكم وجدوا ضالتهم للتهرب من تخبط سياساتهم في إلقاء اللوم على ميركل.

في خطابها قبل أسبوع دعت ميركل لأخذ كلام بوتين على محمل الجد كأنها تحث قادة ألمانيا والغرب عامة على الحد من الاندفاعة المتهورة في تسليح أوكرانيا.

المرء لا يؤاخذ فقط بما أتى من أفعال أو قرارات ونجم عنها أضرار، بل يؤاخذ بحالات كثيرة على ما لم يتخذه من قرارات واجبة لتفادي أضرار متوقعة أو غير متوقعة!

* * *

كلما ازدادت وكبرت المهام التي يتولاها المرء، أو المناصب التي يشغلها، تضاعف حجم مسؤوليته عما قد ينجم من خسائر وتبعات مترتبة على أية أخطاء يقع فيها، لأنها ستنال من مصالح جماعات قد تكون كبيرة، لا بل ومصالح أمة برمتها حين يكون الشخص المعني زعيماً لهذه الأمة.

لكن المرء لا يؤاخذ فقط على ما أتى به من أفعال أو قرارات ونجمت عنها أضرار، قد تكون فادحة، وإنما يؤاخذ أيضاً، وفي حالات كثيرة، على ما لم يتخذه من قرارات، كانت واجبة لتفادي أضرار متوقعة أو حتى غير متوقعة.

فطالما عهد إلى نفسه أو عهدت إليه مسؤولية القيادة ورسم السياسات، فإنه يجب أن يتوفر على بصيرة تجعله يرى أبعد دائماً، ويستعد لمفاجآت المستقبل، لا أن يبقى في دائرة الآني، ويغفل عن فعل ما يجب فعله في الوقت المناسب.

قد تقترن أسماء بعض الشخصيات السياسية بنجاحات ملموسة حققوها في الفترات التي كانوا فيها في مواقع المسؤولية، لكن بعد مرور الوقت، تظهر التجربة وأنه ورغم هذه النجاحات، يُحمّلون مسؤولية قرارات خاطئة اتخذوها، أو أنهم غفلوا عن اتخاذ قرارات واجبة في حينها، ليُحمّلوا، بعد أن أصبحوا خارج دائرة القرار، أنهم مسؤولون عن صعاب ومشاكل ظهرت لاحقاً بسبب ذلك.

من أبرز الزعامات الأوروبية التي اقترن اسمها بالنجاح في العقدين الماضيين المستشارة الألمانية السابقة أنغيلا ميركل، وهي التي كانت محط ثناء الكثيرين، داخل ألمانيا وخارجها، ونظر إليها، يومها، كمنقذة لأوروبا خاصة خلال فترة رئاسة ترامب، فإذا ببعض الساسة في بلادها اليوم يحملونها مسؤولية الصعوبات الناشئة، ليس بالضرورة بسبب خطأ قي السياسات التي اختطتها أو القرارات التي اتخذتها، وإنما، وبشكل أساسي، على ما لم تتخذه من قرارات.

كأن من هم في موقع القرار اليوم، وعلى رأسهم المستشار الجديد أولاف شولتس وحزبه الاشتراكي الديمقراطي والائتلاف الحاكم وجدوا ضالتهم للتهرب من تخبط سياساتهم في إلقاء اللوم عليها.

بين ما يؤاخذه خصوم ميركل عليها عدم سعيها للتخلص من اعتماد ألمانيا على روسيا في مجال الطاقة، واستقبالها الواسع للمهاجرين، وزعمهم بتأخرها في مجال رقمنة البلاد، وقلة الانفاق على تطوير البنية التحتية والمرافق العامة.

وهناك من يعزو هذا التحامل على ميركل إلى سياستها «الواقعية» تجاه روسيا، هي التي دعت قبل أسبوع فقط في خطابها خلال افتتاح مؤسسة هيلموت كول، إلى أنه يجب أخذ كلام الرئيس الروسي بوتين على محمل الجد، وكأنها تحث قادة ألمانيا والغرب عامة على الحد من هذه الاندفاعة المتهورة في تسليح أوكرانيا.

*د. حسن مدن كاتب صحفي من البحرين

المصدر | الخليج

  كلمات مفتاحية

ألمانيا ميركل مهاجرين الواقعية روسيا بوتين أولاف شولتس تسليح أوكرانيا