تحليل: خلاف فاغنر وموسكو ولد بسوريا قبل 5 سنوات من تفجره بأوكرانيا

السبت 15 يوليو 2023 07:47 م

سلط تحليل نشره معهد الشرق الأوسط، الضوء على الأسباب الأولي للتمرد المسلح قصير الأمد الذي أعلنته قوات فاغنر شبه العسكرية ضد الجيش الروسي.

ووفق التحليل فإن تلك الخطوة من قبل فاغنر لم تكن مفاجئة، بل تعود إلى عام 2017 أي تقريبا قبل 5 خمس سنوات من شن روسيا حملتها العسكرية ضد أوكرانيا في فبراير/ شباط الماضي.

وأوضح التحليل أن ثمة 4 أسباب رئيسية للخلاف الذي اندلع في سوريا بين قائد فاغنر يفغيني بريغوجين وقادة الجيش الروسي، والذي تفاقم خلال السنوات اللاحقة ليصل إلى نقطة إعلان التمرد المسلح.

معارك تدمر

السبب وفقا للتحليل يعود إلى معركتي تدمر الأولى والثانية خلال نهاية عام 2016 وبداية عام 2017، التي خاضتها فاغنر مدعومة بالجيش السوري لطرد تنظيم الدولة الإسلامية من المدينة الأثرية.

وكان سبب الخلاف وقتها يعود لعدم تزويد القوات الروسية العاملة في سوريا فاغنر بالسلاح الكافي خلال فترة المعركة، ما تسبب في تأخر العملية ووقوع خسائر كبيرة في صفوف فاغنر في معركة طرد التنظيم من المدينة.

السبب الثاني للخلافات، يعود إلى شهر فبراير/ شباط عام 2018، حين دفعت القيادة العسكرية الروسية قوات فاغنر للتقدم إلى منطقة خشام شرق دير الزور والمسيطر عليها من قبل قوات سوريا الديمقراطية والقوات الأمريكية بهدف السيطرة على معمل غاز كونيكو، أهم معامل الغاز في سوريا.

لكن محاولة التقدم فشلت فشلا ذريعا، حيث قامت قوات التحالف الدولي العاملة في سوريا وعلى رأسها الولايات المتحدة بقصف جوي ومدفعي لقوات فاغنر المتقدمة، ما تسبب بمقتل ما لا يقل عن 200 عنصر من تلك القوات وجرح العشرات، إضافة لتدمير عشرات الآليات العسكرية لتلك القوات.

وجاء تقدم فاغنر وتوليهم عملية السيطرة على حقل كونيكو، بعد حصول بريغوجين وعود من قادة القوات الروسية العاملة في سوريا الحماية الجوية الكاملة لقواته المتقدمة على الأرض، سواء من الطيران الروسي أو أنظمة الدفاع الجوي بما فيها "إس-300"، إضافة لتحذيره في حال وجود أي تعديل في الخطة لتدارك تبعات الرد الأمريكي.

لكن جميع تلك الوعود لم تنفذ، وتركت قوات فاغنر تحت رحمة سلاحي الجو والمدفعية الأمريكي، والتي عرفت في روسيا بـ "مذبحة فبراير الأحمر".

اعتبرت فاغنر تلك الحادثة خيانة مباشرة لها من وزارة الدفاع الروسية، خاصة بعد تصريحات جيمس ماتيس وزير الدفاع الأمريكي خلال أفادته أمام الكونجرس في تلك الفترة، أن الروس نفوا علاقتهم بمجموعة فاغنر خلال عمليات تواصل مباشر بين الطرفين في اللحظات الأولى لتقدم تلك القوات لاستهداف مناطق وجود القوات الأمريكية، ما أضطر الأخيرة للرد.

الحسكة

السبب الثالث للخلاف، بدء عام 2020 في محافظة الحسكة شمال شرق سوريا، حين استغلت فاغنر الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي عاشتها المنطقة تلك الفترة، نتيجة سوء موسم القمح وتدهور العملة السورية، إضافة للتضييق الأمني الذي فرضه النظام وقوات سوريا الديمقراطية على شباب المنطقة نتيجة التجنيد الاجباري، ما أدى إلى قيام مئات الشباب من أبناء العشائر العربية هناك إلى التسجيل في صفوف فاغنر.

وتم نقل الشباب السوري إلى ليبيا للقتال في صفوف المجموعة، التي كانت تدعم الجنرال الليبي خليفة حفتر في مواجهة حكومة طرابلس، وبالفعل تم نقل مئات الشباب المجندين إلى الشرق الليبي ضمن عقود "حماية المنشآت النفطية".

هذه الخطوة أثارت ردود فعل رافضة من وجهاء ومثقفي العشائر العربية، التي طالبت قيادة القوات الروسية بالتدخل لوقف تحويل أبناء العشائر إلى مرتزقة عابرين للحدود، وفعلا تم إصدار بيانات من عدة عشائر مثل: حرب، بني سبعة، الشرابين، طي للمطالبة بوقف عمليات التجنيد.

بعد أسابيع حصلت اجتماعات بين وجهاء العشائر مع قيادة القوات الروسية في القامشلي وحميميم، ووفق مصادر محلية تم مناقشة ضرورة وقف عمليات التجنيد ووضع حد لنشاط فاغنر في المنطقة التي حاولت شق صف المكون العشائري، وبالفعل تم إيقاف عمليات التجنيد منتصف صيف عام 2020.

السبب الرابع للخلافات، هو ما تلا بدء الحرب الروسية على أوكرانيا، حيث شهدت محافظة الحسكة أيضا، خلافات بين فاغنر والكتيبة الشيشانية، التي كانت تتمركز في محيط مطار القامشلي إلى جانب القوات الروسية العاملة في المطار.

وتعود أسباب الخلاف إلى قيام الكتيبة الشيشانية برفع صور قديروف واعتباره بطلاً للحرب الأوكرانية، فيما تعتبر فاغنر أن مقاتليها كانوا ومازالوا رأس الحربة وهم من أنقدوا هيبة الجيش الروسي بعد فشل الهجوم على كييف.

 إضافة إلى تلك الخلافات كان المقاتلون الشيشان يمارسون الصلاة والعبادات بشكل جماعي ما أزعج مقاتلو فاغنر وبعض الضباط الروس، وتصاعدت الخلافات.

لكن قيادة الضباط الروس كانت تميل لعدم إزعاج الكتيبة الشيشانية وخاصة أن القوات الروسية في القامشلي تضم مقاتلين مسلمين من داغستان، فيما فاغنر هي شركة خاصة، وهذا ما أدى إلى عدم التعاون بين الطرفيي وفصل نشاط فاغنر هناك عن نشاط القوات الروسية وعملها بشكل مستقل.

 

المصدر | الخليج الجديد+ معهد الشرق الأوسط

  كلمات مفتاحية

فاجنر الخلافات بين فاجنر وروسيا سوريا