استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

الصين وأزمة أوكرانيا

الأحد 16 يوليو 2023 06:07 ص

الصين وأزمة أوكرانيا

رغم تنافسهم، لا يريد الصينيون والغربيون ارتباك الأمور في روسيا البلد الكبير جداً والذي يضم 11 منطقة زمنية ويمتلك 6000 سلاح نووي.

حرب أوكرانيا وطّدت الروابط داخل الغرب، تحت القيادة الأميركية، وأدت لارتفاع أسعار الطاقة والسلع الغذائية، وهو ما لا يخدم مصلحة الصين.

في الصين لا يمكن تصور تطور ميليشيا خاصة إلى هذا الحد، ناهيك عن إقدام زعيمها على انتقاد رئيس هيئة الأركان المشتركة أو وزير الدفاع علانية.

تؤكد التطورات المتلاحقة في روسيا بالنسبة للصين فكرة مؤداها أن هذا بكل تأكيد ليس الوقت المناسب لتخفيف قبضة الحزب الشيوعي على الدولة والمجتمع.

رأت الصين ميزان القوى بينها وبين روسيا يميل لصالحها بسبب مشكلات تتعرض لها روسيا لكن لا تريد انهيار روسيا لئلا يزداد الغرب قوة وتنتشر الفوضى على حدودها.

الصين وروسيا حلفاء ضد هيمنة الغرب على العالم، لكن الصين تريد عالماً مستقراً تتأكد فيه قوتهم بهدوء وثبات وحيث تصبح الصين «طبيعيا» القوةَ العالمية الأولى.

* * *

تابعت السلطات الصينية باهتمام محاولة التمرد الفاشلة التي قادها يفغيني بريغوجين. وأغلب الظن أنها لم تشعر بالاطمئنان صباح يوم السبت 24 يونيو حين رأوا القيادة الروسية تندد بطعنة في الظهر وتدعو الروس للتوحد والالتفاف من حولها.

في تلك اللحظة، كانت هناك محاذير من مواجهة بين الميليشيا والجيش في روسيا، تفضي إلى فوضى، وهذا سيناريو اعتبره البعض مخيفاً في بكين كما في العواصم الغربية الأخرى!

فرغم تنافسهم، إلا أن الصينيين والغربيين لا يريدون ارتباك الأمور في بلد كبير جداً يضم 11 منطقة زمنية ويمتلك 6000 سلاح نووي. ثم إن الأسوأ من ذلك بالنسبة لبكين هو أن ذلك سيعني انتصار «الغرب العالمي»، وفقدان شريك في معركتها من أجل «مكافحة غربنة» العالم.

الصين رأت ميزان القوى الذي بينها وبين روسيا يميل لصالحها أكثر بسبب المشكلات التي تتعرض لها روسيا، لكنها لا تريد انهيار روسيا لترى الغرب يزداد قوة على الصعيد العالمي وتنتشر الفوضى على حدودهما.

ولهذا، أعادت الصين تأكيد دعمها لفلاديمير بوتين ولكنها ما تزال قلقة. فبعيداً عن تصريحات الصداقة «المتينة متانة الصخر»، إلا أن الصينيين قلقون بعض الشيء.

إنهم حلفاء بحكم المصلحة لمواجهة الهيمنة الغربية أو الأميركية على العالم، لكن الصينيين يريدون عالماً مستقراً، حيث تتأكد فيه قوتهم بهدوء ولكن بثبات، وحيث تصبح الصين «بشكل طبيعي» القوةَ العالمية الأولى.

والحال أن حرب أوكرانيا وطّدت الروابط داخل الغرب، تحت القيادة الأميركية، وأدت إلى ارتفاع أسعار الطاقة والسلع الغذائية، وهو ما لا يخدم مصلحة الصين.

لقد تعلّم الصينيون درساً من الإطاحة بميخائيل غورباتشوف مفاده أنه لم يكن ينبغي تقليص سلطة الحزب الشيوعي على المجتمع حتى لا يؤدي ذلك إلى سقوطٍ لا يمكن السيطرة عليه.

وأغلب الظن أنهم يقولون في أنفسهم إن روسيا غامرت حين سمحت لميليشيا خاصة بالنمو والتطور جنباً إلى جنب مع الجيش الرسمي. ففي الصين لا يمكن تصور تطور ميليشيا خاصة إلى هذا الحد، ناهيك عن إقدام زعيمها على انتقاد رئيس هيئة الأركان المشتركة أو وزير الدفاع علانية.

ففي الصين، ما يزال المبدأ الماوي «الحزب يقود بالبنادق»، سارياً وقد امتد ليشمل حتى شركات التكنولوجيا الصينية العملاقة «باتكس» (بايدو وعلي بابا وتانسنت وشاومي).

والواقع أن معضلات روسيا، إذا لم تتعمق، يمكن أن تخدم مصلحة الصين. فهما شريكان ولكنهما أيضا متنافسان في ما يتعلق بالجنوب العالمي.

فقبل الحرب، كان يمكن القول إن روسيا كانت اللاعب المركزي في الشرق الأوسط، اللاعب الوحيد الذي يتحدث إلى كل الأطراف، إلى «حماس» مثلما يتحدث إلى إسرائيل، وإلى السعودية والإمارات مثلما يتحدث إلى إيران.

ولكن في الآونة الأخيرة، حدثت المصالحة بين الرياض وطهران تحت رعاية الصين، مما أظهر اختراقاً استراتيجياً مذهلاً للصين، جاء ليصاحب الانفراج الاقتصادي.

اليوم في أفريقيا، قد يثير التمرد الذي أقدم عليه «بريغوجين» بعض التساؤلات حول شركة «فاغنر» كشريك عسكري للأنظمة الأفريقية التي تعتبرها كذلك.

فأمام روسيا التي بات من الصعب على نحو متزايد التنبؤ بتصرفاتها، وأمام الغرب الذي ما زال لا يتوانى عن إعطاء الدروس وممارسة ازدواجية المعايير، تظهر الصين كشريك يمكننا الاعتماد عليه حقاً.

وتأتي التطورات المتلاحقة في روسيا لتؤكد بالنسبة للصين فكرة مؤداها أن هذا بكل تأكيد ليس هو الوقت المناسب لتخفيف قبضة الحزب الشيوعي على البلاد والمجتمع.

*د. باسكال بونيفاس المدير المؤسس لمعهد العلاقات الدولية والاستراتيجية- باريس

المصدر | الاتحاد

  كلمات مفتاحية

الصين الغرب روسيا بريغوجين فاغنر أوكرانيا هيمنة الغرب حرب أوكرانيا الحزب الشيوعي