هل تستطيع إيران الموازنة بين الاعتماد على الصين والانفتاح على الهند؟

الأحد 16 يوليو 2023 11:10 ص

"هل تستطيع إيران الموازنة بين الاعتماد على الصين والانفتاح الاقتصادي على الهند؟".. كتبت الصحفية الباكستانية سابينا صديقي في موقع "المونيتور"، محاولة سبر أغوار تعقيدات هذه العلاقات المتداخلة، والمرتكزة في الأساس على الاقتصاد، رغم التباينات السياسية، لا سيما بين الهند والصين.

وتقول الكاتبة إنه عندما خطت طهران خطوة أخرى نحو بكين، هذا الشهر، بإضفاء الطابع الرسمي على عضويتها في منظمة شنغهاي للتعاون التي تقودها الصين، فإن مشاريعها مع روسيا والهند تمضي قدمًا أيضًا.

وتضيف: نظرًا لأن طهران ستعمل عن كثب مع الهند وكذلك الصين وروسيا ، فقد لا يكون تحقيق التوازن في العلاقات بهذه البساطة بعد الآن.

وفي 3 يوليو/تموز الجاري، عقد اجتماع ثلاثي بين إيران وروسيا والهند في طهران حول تطوير ممر النقل الدولي بين الشمال والجنوب، وهو المشروع الذي تم إنشاؤه عام 2000 من قبل موسكو ونيودلهي وطهران، ويمكنه ربط المحيط الهندي والخليج العربي ببحر قزوين عبر إيران بمجرد اكتماله.

ومنذ أن زادت التجارة بين روسيا وإيران بنسبة 20% في عام 2022 ، لتصل إلى حوالي 4.9 مليار دولار، اكتسب تنفيذ هذا المشروع بعض الإلحاح.

لكن خط سكة حديد "رشت – أستارا"، الذي يمر عبر أذربيجان، وهو أمر حاسم لربط الأجزاء غير الساحلية من ممر شمال – جنوب، لا يزال حلقة مفقودة.

وفي محاولة لتسريع خط السكة الحديد هذا، وقعت موسكو وطهران اتفاقية في وقت مبكر من هذا العام، حيث ستستثمر روسيا 1.6 مليار يورو (1.75 مليار دولار) من أجل بنائه في غضون 48 شهرًا.

وستظل العقبة الرئيسية أمام المشروع هي استدامة تمويل الاستثمارات واسعة النطاق اللازمة لبناء البنية التحتية المتعلقة به.

ووسط هذه التفاعلات، لا يعد الحفاظ على علاقات متساوية مع روسيا والصين مشكلة بالنسبة لإيران، لأن المصالح الصينية والروسية تتماشى بشكل أو بآخر مع مصالح طهران.

وحتى بعد الصراع في أوكرانيا، لم تتعطل استثمارات مبادرة الحزام والطريق الصينية في روسيا، حيث وصلت إلى 1.6 مليار دولار في عام 2022.

وفي الواقع، أجرت الصين وروسيا وإيران مناورات بحرية مشتركة قبل أشهر فقط.

ومع ذلك، فيما يتعلق بالهند، فإن التعامل مع بكين ونيودلهي على نفس المستوى قد لا يكون ممكناً لطهران بعد الآن، لأن الصين لديها الكثير لتقدمه لإيران اقتصاديا أكثر من الهند.

ولأن نيودلهي قريبة أكثر من الغرب، لا يمكن للعلاقات الإيرانية الهندية أن تزدهر حقًا، إلا إذا كانت إيران على علاقة ودية مع الغرب مرة أخرى، تقول الكاتبة

ومن المثير للاهتمام، أن الهند توازن بين الشرق والغرب مع عضويتها في منظمة شنغهاي للتعاون ومشاركتها في "الرباعي"، وهو تكتل صغير يضم الولايات المتحدة واليابان وأستراليا لمواجهة نفوذ بكين.

وفي الواقع، قد يكون وجود نيودلهي في منظمة شنغهاي للتعاون أمرًا محرجًا إذا أصبح التجمع مناهضًا للغرب بشكل واضح.

وتخلص الكاتبة إلى أن إيران على دراية بالفرص الاقتصادية والدبلوماسية التي يمكن أن تقدمها كل من الهند والصين.

ويُنظر إلى اتفاقية التعاون الإيرانية الصينية التي مدتها 25 عامًا والتعاون الهندي الإيراني في ميناء تشابهار في طهران على أنها أصول استراتيجية.

وفي هذا السياق، ليس من السهل على طهران أن توازن علاقاتها مع كل من نيودلهي وبكين.

وتشير التوقعات إلى أن طهران ستحاول إدارة عضويتها الجديدة في منظمة شنغهاي للتعاون دون الحاجة إلى الاقتراب كثيرًا من الصين أو  الهند، خاصة إذا كان الإحياء النهائي للمحادثات النووية مع الغرب يوفر بدائل اقتصادية مثيرة للاهتمام للقيادة الإيرانية.

المصدر | المونيتور - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

العلاقات الإيرانية الصينية العلاقات الإيرانية الهندية ممر شمال جنوب منظمة شنغهاي