استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

ورقة جديدة لمواجهة أمريكية روسية

الاثنين 17 يوليو 2023 03:18 ص

ورقة جديدة لمواجهة أمريكية – روسية

مناورات متزامنة واحتكاكات روسية - أمريكية متبادلة تكشف عودة سوريا ورقة مواجهة أمريكية - روسية.

هل تحدث المواجهة الروسية - الأمريكية فى سوريا، وهى المواجهة التي ظل الطرفان الأمريكي – والروسي حريصين على تجنبها؟

شهدت المناورات الروسية - السورية احتكاكات روسية - أمريكية وسط مخاوف من أن يؤدى أحدها إلى مواجهة غير مقصودة بين الجانبين.

سوريا عادت ساحة تنافس وصراع بين أمريكا وروسيا ما يعني تعقيدات كثيرة ستتواتر في الساحة السورية بعكس توقعات الانفراج بعد عودة سوريا إلى الجامعة العربية.

هل المناورات إعلان عن مخططات جديدة أمريكية بسوريا ونفي اضطرار أمريكا للانسحاب من سوريا في ضوء ما تتعرض له من خسائر بشرية على أيدى المقاومة ضد الوجود العسكري الأمريكي؟

روسيا تؤكد أن انشغالها بأوكرانيا لن يؤثر سلبيا في مصالحها بالشرق الأوسط وأمريكا تؤكد أن دورها البارز والمتفاقم في دعم أوكرانيا لن يثنيها عن محاصرة النفوذ الروسي بالشرق الأوسط.

* * *

المناورات العسكرية المتتابعة بين روسيا والولايات المتحدة فى سوريا، تثير تساؤلات كثيرة أبرزها ما إذا كان من المحتمل أن تحدث المواجهة الروسية - الأمريكية فى سوريا وهى المواجهة التي ظل الطرفان الأمريكي - والروسي حريصين على تجنبها؟

وإذا لم يكن هذا هو المستهدف فهل هذه المناورات إعلان عن مخططات جديدة أمريكية تخص سوريا، على العكس من معلومات كان قد جرى تسريبها أن الولايات المتحدة باتت مضطرة للانسحاب من سوريا، على ضوء كثافة ما تتعرض له من خسائر بشرية على أيدى المقاومة داخل سوريا ضد الوجود العسكري الأمريكي؟

السبب المباشر لإثارة مثل هذه التساؤلات أن روسيا أجرت مناوراتها العسكرية مع الجيش السوري، بعد يوم واحد من اختتام الولايات المتحدة مناورات مشابهة مع حلفائها في منطقتي «التنف» على الحدود السورية مع العراق وتركيا وفي منطقة شمال شرق سوريا.

بدأت المناورات الروسية – السورية يوم الأربعاء (5-7-2023) واختتمت يوم الأحد (9-7-2023) وشهدت احتكاكات روسية - أمريكية وسط مخاوف من أن يؤدى أحدها إلى مواجهة غير مقصودة بين الجانبين، حيث أعلنت القيادة الجوية المركزية الأمريكية في بيان أن طائرة روسية قامت من جديد يوم الخميس (6-7-2023) بالطيران «في شكل غير آمن وغير مهني» بمواجهة طائرات أمريكية وفرنسية فوق سوريا.

وكانت القوات المسلحة الفرنسية أعلنت بدورها أن طائرتي «رافال» كانتا في مهمة على الحدود السورية - العراقية تعرضتا لاحتكاك «غير مهني» من طائرة «سو 35» روسية.

في ذات الوقت قال نائب رئيس مركز المصالحة الروسي أوليج جورنيوف، في معرض تحليله للمناورات الروسية- السورية إنه «تم تسجيل 9 انتهاكات لسلامة الطيران في الأجواء فوق مناطق شمال سوريا من قبل طائرات بدون طيار تابعة للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.

مثل هذه المناورات المتزامنة وتلك الاحتكاكات المتبادلة تكشف أن سوريا عادت مجدداً « ورقة مواجهة أمريكية - روسية». فروسيا يهمها أن تؤكد أن انشغالها في أوكرانيا لن يؤثر سلبياً في مصالحها في الشرق الأوسط، والولايات المتحدة يهمها أن تؤكد أن دورها البارز والمتفاقم في دعم أوكرانيا لن يثنيها عن محاصرة أي مظاهر للنفوذ الروسي خاصة في إقليم الشرق الأوسط.

هنا بالتحديد يسعى كل طرف إلى محاصرة نجاحات الطرف الآخر. فقد استطاعت روسيا أن تقطع بالتعاون مع إيران، شوطاً مهماً من مثار التطبيع التركي- السوري، والتقريب بين سوريا وتركيا ومن ثم تنظيم الوجود التركي شمال سوريا، بما يسمح بحل معضلة الأمن التركي من ناحية ويعيد الجيش السوري مجدداً إلى الشمال السوري.

لكن الولايات المتحدة وفقاً لوسائل إعلام كردية، تسعى إلى ما وصفته بـ«مشروع متكامل» في مناطق شمال وشرق سوريا، بعد أن تتفق مع تركيا على صيغة محددة، ضمن مساع جديدة لتشكيل إطار واسع يضم مختلف القوى السياسية والعشائرية من مختلف المكونات.

ووفقاً لهذه المعلومات، فإن المبعوث الأمريكي لشرق سوريا يعمل على إنضاج هذا المشروع، وأن المشروع الكامل سيطرح بعد الاتفاق بين الولايات المتحدة وتركيا على صيغة محددة.

لكن البارز في هذا المشروع حتى الآن هو وجود مسعى أمريكي لربط «قاعدة التنف» بمناطق شرق الفرات حيث نفوذ« قوات سوريا الديمقراطية»(قسد) والقواعد الأمريكية المنتشرة هناك مع مناطق الشمال حيث تبذل الولايات المتحدة جهداً لتشكيل جماعات مسلحة تابعة لها.

وسعت واشنطن لإقناع الفصائل في الشمال وفي مقدمتها«هيئة تحرير الشام» وبعض العشائر لتشكيل«جسم جديد» أخذ يعرف بـ«جيش سوريل الحرة»، الأمر الذي كان قد حذر منه سيرجى لافروف وزير الخارجية الروسي في مايو الماضي، وكشف أن لدى الجانب الروسي معلومات تفيد بأن الولايات المتحدة بدأت في إنشاء ما يسمى «جيش سوريا الحرة» بمشاركة «داعش» من أجل زعزعة الاستقرار في سوريا.

مجمل هذه التطورات تكشف أن سوريا عادت مجدداً ساحة منافسة، وربما ساحة صراع بين واشنطن وموسكو، وهذا يعني أن تعقيدات كثيرة ستتواتر في الساحة السورية على العكس من كل توقعات الانفراج التي أعقبت عودة سوريا إلى الجامعة العربية، وهي العودة التي رفضتها واشنطن ودول أوروبية حليفة، والتي تزامنت مع أجواء جديدة لتطبيع العلاقات السورية - التركية.

*د. محمد السعيد إدريس خبير بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام

المصدر | الخليج

  كلمات مفتاحية

سوريا روسيا أمريكا تركيا إيران مناورات احتكاك روسي - أمريكي مواجهة أمريكية – روسية