عماد أديب يتغزل بأردوغان: أنت معلم ومنك نتعلم

الاثنين 17 يوليو 2023 05:25 م

نشر الإعلامي ورجل الأعمال المصري عماد أديب مقالا تغزل فيه بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مشيدا بقدراته في عالم السياسة وحنكته في التعامل مع الغرب.

وقال أديب في مقاله بعنوان "إنت معلم ومنك نتعلم"، إن أردوغان صار واحداً من أكبر لاعبي السياسة الدولية المعاصرين.. وللمرة الأولى يمكن القول أن الرجل استوعب الخلاصة العميقة للعواصف الشديدة التي مرّ بها منذ توليه الشأن العام قبل العشرات من السنوات".

وأشار إلى أن مهارة أردوغان تتلخص في قدرته على فعل ثلاثة أشياء متناقضة شديدة التعقيد؛ أولها "قدرته على فعل الشيء ونقيضه: إشعال الحرب ثمّ الدعوة إلى السلام، الهجوم ثمّ الانسحاب، الدعم ثمّ المنع، التقدم ثم التراجع، الهزيمة ثم الانتصار".

والأمر الثاني -بحسبه- هو قدرة أردوغان على استغلال الأزمات المحلية والإقليمية أو الدولية وتحويلها إلى فرص لتحقيق المكاسب، أما ثالثا فقدرته على "الالتفاف الكامل والتراجع عن أيّ موقف شريطة أن يحصل في النهاية على الثمن المناسب محقّقاً الأهداف المنشودة". 

ولفت أديب إلى أن نشأة أردوغان استندت إلى أربعة مؤثّرات؛ هي "عائلة شديدة الفقر، ودراسة القرآن والفقه في مدارس إمام خطيب، وممارسة كرة القدم في نادي "قاسم باشا"، وقيامه لمدّة 4 سنوات بالانشغال في بيع الخضراوات والفاكهة، وخاصة البطيخ، في شوارع إسطنبول للإنفاق على تعليمه".

وذكر أن أردوغان درس الاقتصاد في جامعة مرمرة وتأثر بشخص نجم الدين أربكان وبقراءاته الإسلامية، و"نهمه في الاطّلاع على الشعر الديني التحريضي شكّل كثيراً من مواقفه".

وتابع رجل الأعمال المصري: "لا يمكن اتّهامي بالانحياز لأردوغان، فلديّ تاريخ حافل من الانتقادات لسياسته، لكن الموضوعية تفرض عليك التقدير المناسب للأحداث والأفعال حتى لو كان ذلك يتعلّق بأكبر خصومك".

براجماتية أردوغان

وعدّد أديب عدة أمور تدلل على "برجماتية أردوغان"؛ منها أنه "تخلى عن السياسة الإسلامية المتشدّدة وأنشأ حزب العدالة والتنمية المحافظ المعتدل عام 2001"، إضافة لفتح باب تركيا أمام الاستثمارات الأجنبية بعد الأزمة العالمية عام 2008، كما أنه اشترى نظام صواريخ "إس 400" الروسي، فيما تقدّم بطلب للحصول على طائرات "إف 16" المعدّلة و"إف 35" الأمريكية المتطوّرة جدّاً.

وأضاف أن أردوغان بدأ من جديد السعي إلى تصفير المشاكل التي خلقها بنفسه مع السعودية والإمارات ومصر وسوريا، و"انقلب من حالة التحرّش العسكري البحري بدول شرق المتوسط، في إطار سعيه الدؤوب إلى الحصول على حصته من غاز المنطقة، إلى التقدّم سرّاً بطلب المشاركة في منتدى غاز المتوسط المؤسَّس في مصر".

وأوضح أديب: "آخر أوراق أردوغان مهارة وعبقرية هي مقايضته موافقة بلاده على انضمام السويد إلى الناتو بتأكيد الاتحاد الأوروبي أنه سيوافق على طلب انضمام بلاده إلى الاتحاد".

ابتزازه للغرب

وتطرق كاتب المقال إلى حنكة أردوغان في مسألة الموافقة على انضمام السويد للناتو، قائلا: "في آخر تصريح لأردوغان قبل أن يستقلّ الطائرة من بلاده إلى اجتماع قمّة الحلف الأطلسي في ليتوانيا رفض عضوية السويد".

لكن فور وصول أردوغان إلى ليتوانيا، التقى سكرتير الحلف الأطلسي وسكرتير الاتحاد الأوروبي ثمّ خرج بصحبة رئيس وزراء السويد كي يعلن موافقة بلاده على عضويتها، بحسب ما جاء في المقال.

واستطرد أديب: "من باب شدّة المهارة في اللعبة أعلن أردوغان أن الأمر معلّق بموافقة البرلمان التركي الذي يملك فيه أغلبية مريحة جداً، والذي سينعقد بعد 70 يوماً".

وختم بالقول: "بالطبع كان من الحكمة الدعوة إلى جلسة طارئة، لكنه أراد أن يبتز الغرب كي يكشف في فترة الـ70 يوماً مدى استجابتهم عملياً للوعود التي قطعوها له".

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

عماد أديب مصر رجب طيب أردوغان تركيا

لقاء أردوغان وبن سلمان.. سيارة تركية هدية واتفاقيات تعاون ثنائية