شهد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل خليفة والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الثلاثاء، التوقيع على بيان مشترك بين البلدين بمناسبة مرور 50 عاما على إقامة علاقاتهما الدبلوماسية.

وقادما من السعودية، زار أردوغان قطر الثلاثاء، ويجري اليوم الأربعاء زيارة للإمارات التي يغادرها إلى جمهورية قبرص الشمالية، رابع وآخر محطات أول جولة خارجية له منذ إعادة انتخابه في مايو/ أيار الماضي لفترة رئاسية جديدة تستمر 5 سنوات.

وبحسب البيان المشترك، شهدت العلاقات التركية القطرية تحولا نوعيا منذ تأسيسها عام 1973، وبفضل آلية اللجنة الاستراتيجية رفيعة المستوى التي تجتمع منذ 2015، وقَّع البلدان 95 اتفاقية ووثيقة تغطي العديد من مجالات التعاون.

وأكد الشيخ تميم والرئيس أردوغان التزامهما بالعمل معا لتعزيز وضعهما على الخريطة الاقتصادية العالمية، واتفقا على تكثيف عمل الفرق الفنية المشتركة بينهما لتحديد الفرص الاستثمارية ذات المنفعة المتبادلة، خاصة في مجالات تمويل الصادرات والسياحة والطاقة النظيفة.

وخلال المباحثات، قدم أردوغان هدية للشيخ تميم، وهي سيارة كهربائية من نوع "توج" تركية الصنع، تعبيرا عن الاعتزاز بالعلاقات الاستراتيجية الوطيدة بين البلدين والشعبين الشقيقين.

واستمع أمير قطر إلى موجز عن مواصفات السيارة ومواءمتها للبيئة، وأعرب عن شكره لأردوغان على الهدية، متمنيا لمشاريع الصناعة التركية في مجال السيارات والمواصلات مستقبلا زاهرا في المنطقة والعالم.

فيما أطلع أمير قطر الرئيس التركي على الكرة التي لُعب بها نهائي كأس العالم لكرة القدم بين المنتخبين الأرجنتيني والفرنسي في 18 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، وتحمل توقيع النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي.

وقطر هي أول دولة في الشرق الأوسط وأول دولة عربية وذات أغلبية مسلمة تستضيف كأس العالم، أضخم وأبرز حدث على مستوى المنتخبات في عالم الساحرة المستديرة، اللعبة الشعبية الأولى عالميا.

وفي شبابه، مارس أردوغان كرة القدم لفترة في فريق مؤسسة المواصلات العامة التركية، ومن حين إلى آخر يلعب الكرة في مناسبات عامة، وحضر حفل افتتاح كأس العالم بالدوحة في 20 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.

وبعيدا عن عدسات الصحفيين، شارك أردوغان في مأدبة عشاء رسمية أقامها على شرفه الشيخ تميم في قصر لوسيل بالدوحة.

وعقب لقائه بضيفه التركي، غرد أمير قطر قائلا: "سعدت باستضافة أخي العزيز الرئيس رجب طيب أردوغان في الدوحة".

وتابع: "نلتقي في إطار رفد تعاوننا الاقتصادي بمزيد من الفرص والآفاق الواعدة، وبما يحقق المصالح المشتركة لشعبينا الشقيقين، كما ناقشنا مختلف التحديات التي تواجهها المنطقة والعالم، وأكدنا أهمية تعزيز التكاتف الدولي للتصدي لها".

وخلال الزيارة، حرصت قرينة الرئيس التركي السيدة أمينة أردوغان على زيارة متحف الفن الإسلامي وقرية كتارا الثقافية في العاصمة القطرية.

المحطة الأولى

وعقب مباحثات ثنائية وموسعة في مدينة جدة شرقي المملكة مساء الإثنين، شهد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس التركي توقيع 9 اتفاقيات تشمل شراء طائرات مسيّرة من تركيا، إضافة إلى خطة للتعاون الدفاعي.

وقدم أردوغان، في أولى محطات جولته الخليجية، سيارتين من نوع "توج" هدية إلى الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد رئيس الوزراء، الذي تفحص السيارة لفترة في ساحة قصر السلام، ثم قادها مصطحبا الرئيس التركي إلى مقر إقامته.

ويرافق أردوغان في جولته وفد كبير يضم عددا من الوزراء وكبار المسؤولين ونحو 200 من رجال الأعمال، ما يعكس أهمية الجولة لاسيما في ظل صعوبات يعاني منها اقتصاد تركيا.

وإلى جانب الرئيس وقرينته، يضم يضم الوفد ووزراء الخارجية هاكان فيدان، والطاقة والموارد الطبيعية ألب أرسلان بيرقدار، والدفاع يشار غولر، والصناعة والتكنولوجيا محمد فاتح كاجر، والتجارة عمر بولاط، ورئيس جهاز الاستخبارات إبراهيم قالن، إلى جانب نواب ووزراء سابقين ومسؤولين في الرئاسة وحزبي "العدالة والتنمية" و"الحركة القومية".

وبالإضافة إلى علاقتها المتميزة مع قطر، بذلت تركيا منذ 2021 جهودا دبلوماسية لإصلاح علاقاتها مع السعودية والإمارات بعد توترات دامت لسنوات، ومن حينها ساعدت الاستثمارات والتمويل من الخليج العربي في تخفيف الضغط على الاقتصاد التركي والاحتياطي من العملة الصعبة.

وسبق وأن تم توقيع صفقات تجارية واستثمارية بمليارات الدولارات بين تركيا وأكبر اقتصادين في دول مجلس التعاون الخليجي، السعودية والإمارات، كما تمتلك قطر استثمارات كبيرة في تركيا وتعد علاقتهما الأوثق بين أنقرة وعاصمة عربية خليجية.