ثورة بريغوجين الفاشلة.. كيف يؤثر تمرد فاجنر على نفوذ روسيا العالمي؟

الخميس 20 يوليو 2023 06:55 ص

سلطت المحللة السياسية، كارولين روز، الضوء على تأثير تمرد مجموعة المرتزقة "فاجنر" على نفوذ روسيا العالمي، واصفة إياه بأنه "ضربة محرجة للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وكشف للثغرات الرئيسية التي يمكن أن يستغلها المنافسون لتقويض ثقة الجمهور في نظامه".

وذكرت كارولين، في تحليل نشرته بموقع "جيوبوليتيكال فيوتشرز" وترجمه "الخليج الجديد"، أن فشل ثورة زعيم فاجنر، يفغيني بريغوجين، الشهر الماضي، تجعل احتمال حل "فاجنر" وتطهير قيادتها مرجحا، ما قد يمتد أثره، ليس فقط على الحرب في أوكرانيا، بل على نفوذ روسيا بمناطق أبعد من العالم.

فمنذ تأسيسها، لعبت فاجنر دورًا كبيرًا في الموقف العسكري الروسي المتقدم، وبالنسبة لموسكو، كانت الميزة الرئيسية لمجموعة المرتزقة هي إمكانية إسهامها في تعزيز أهداف السياسة الخارجية للكرملين، والتي تشمل مواجهة الولايات المتحدة، عبر التواجد في مناطق حول العالم مع توفير مستوى معقول من الإنكار الرسمي.

ومع وجود بعيد المدى من خلال المرتزقة الذين تلقوا تعليمات أساسية من موسكو، طورت روسيا تأثيرًا خفيًا وزاحفًا في المناطق التي تعتبرها حيوية جيوسياسيا.

وتم نشر قوات فاجنر في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك أوكرانيا وفنزويلا وسريلانكا وجمهورية إفريقيا الوسطى والسودان ومالي وليبيا وسوريا، وقاموا بمهام مثل حماية مناجم الذهب والماس وتأمين الأنظمة الاستبدادية ومواجهة التنظيمات المسلحة.

واستخدمت روسيا أيضًا قوات فاجنر في هذه المناطق لمواجهة منافسيها الدوليين، بما في ذلك الولايات المتحدة على وجه الخصوص.

وكان يُنظر إلى أنشطة فاجنر على أنها تساعد في تحقيق هدف روسيا المتمثل في تنمية عملاء تابعين بين الحكومات وجماعات الأمن المحلية في المناطق النائية لتوسيع نفوذ روسيا.

لكن المغامرة الأخيرة لفاجنر تعني أن بوتين لم يعد بإمكانه الاعتماد على المجموعة، ولذا سعت موسكو علنا إلى القضاء على قيادتها وتفكيكها.

دليل بوتين

وتقرأ كارولين الموقف الروسي في ضوء محاولة بوتين إخراج بريغوجين من المشهد، إذ أصدر مذكرة توقيف بحقه في 24 يونيو/حزيران وسمح له بالفرار إلى بيلاروسيا.

واتخذت الحكومة الروسية إجراءات صارمة ضد مسؤولي وزارة الدفاع الروسية المرتبطين ارتباطًا وثيقًا بفاجنر، مثل القائد العام لقوات الفضاء، سيرجي سوروفكين، ونائب وزير الدفاع، يونس بك يفكوروف، الذين تغيبوا منذ تمرد مجموعة المرتزقة.

كما عزز التمرد الحوافز لدى وزارة الدفاع الروسية لتقليص وكالة المتعاقدين العسكريين ككل ودمجهم مع القوات المسلحة الروسية.

لكن دمج المرتزقة سيستغرق بعض الوقت، كما أن تدريبات وخبرات فاجنر الميدانية مختلفة عن الجيش النظامي، وكلاهما يتنافسان على الموارد في عديد الدول، ما يجعل تحقيق الاندماج أكثر صعوبة، حسبما ترى كارولين.  

وأعربت قوات فاجنر عن إحباطها من الطريقة التي تعاملت بها وزارة الدفاع مع الحرب في أوكرانيا، قائلة إنها عانت من سوء إدارة الخدمات اللوجستية والإمداد والأفراد، بينما اعتبرت قيادة القوات المسلحة الروسية فاجنر منافسًا بدرجة خطيرة.

وإزاء ذلك، فالطريق وعر أمام الكرملين لأنه يسعى للتخفيف من هذه الانقسامات ودمج قوات فاجنر بالكامل.

ثمة عامل آخر يؤثر على الموقف العالمي لفاجنر، هو تركيز الكرملين المتجدد على الأمن الداخلي، إذ كانت محاولة التمرد بمثابة جرس إنذار لبوتين ومستشاريه.

 كما تتوقع كارولين أن يسعى بوتين وكبار قادته العسكريين إلى حشد دعم إضافي للمجهود الحربي في أوكرانيا، وتسريع هجومه في الشرق والدفع لتحقيق انتصارات حاسمة لإثبات أن الجيش الروسي يمكن أن يؤدي بنجاح دون فاجنر.

مستقبل المنافسة

 وبسبب هذا التركيز المزدوج على أمن النظام والأداء العملياتي في أوكرانيا، من المحتمل ألا تسعى روسيا على الفور إلى سد الثغرات التي يتركها مرتزقة فاجنر في ليبيا وسوريا وآسيا الوسطى.

ورغم أن موسكو لا تزال تريد الوصول إلى الموارد والموانئ بالإضافة إلى النفوذ في هذه المناطق، إلا أن استمرارية النظام الروسي والحسم في أوكرانيا سيكونان على رأس أولويات الكرملين، حسب تقدير كارولين.

ولا يؤثر حل شركة فاجنر - سواء أكان رسميًا أم غير رسمي - على المشهد الأمني ​​الداخلي لروسيا فحسب، بل يؤثر أيضًا على نفوذها العالمي.

وتخلص كارولين إلى أن تطهير قادة فاجنر واستيعاب أفرادها في القوات المسلحة الروسية سيفتح فراغات محتملة في مناطق الصراع النشطة والكامنة، بما في ذلك ليبيا وسوريا ومنطقة الساحل وآسيا الوسطى.

المصدر | كارولين روز/جيوبوليتيكال فيوتشرز - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

فاجنر روسيا يفغيني بريغوزين باخموت أوكرانيا

4 سيناريوهات لمستقبل فاجنر في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

جرى احتواؤها قبل قطع رأسها.. الجارديان: هكذا تعامل بوتين مع فاجنر بعد تمردها الفاشل