تصدعات أمنية أسرائيلية

هل كانت غارة الطائرات الثمان كافية لعلاج التصدعات الأمنية أم أنها وسعت التصدعات، ورفعت من احتمالات المواجهة؟

أعلن 161 ضابط احتياط في سلاح جو الاحتلال الاسرائيلي نيتهم الانضمام للاحتجاجات والامتناع عن المشاركة في التدريبات الدورية.

تواصل الجدل حول جاهزية سلاح الجو وقدرته على الدخول في مواجهة بالتحذير من انضمام مئات آخرين من الضباط إلى العصيان المدني.

دينامية راهنة تغذي احتمالات المواجهة وتغيير المشهد ما يعمق جراح الاحتلال بالضفة وحدود لبنان؛ حيث يشهد جيش الاحتلال والسلطة معًا تصدعًا أمنيًا.

تصعيد أمني على حدود لبنان والضفة الغربية وضع الاحتلال على حافة مواجهة جديدة يتحمس لها قادة اليمين ويتخوف قادة أمنيون من مواجهة يصعب حسمها عسكريا.

* * *

بعد يوم واحد على إعلان 161 ضابط احتياط في سلاح جو الاحتلال الاسرائيلي نيتهم الانضمام إلى الاحتجاجات، والامتناع عن المشاركة في التدريبات الدورية؛ أعلن موقع /حدشوت بزمان/ العبري، أن ثماني طائرات تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي "قَصفت في سوريا".

في الإعلان عن إشراك 8 طائرات بالغارة على دمشق صباح اليوم الأربعاء، رسائل أراد قادة جيش الاحتلال التأكيد من خلالها على تفوقهم العسكري، وقدرتهم على حشد إمكانات كبيرة، رغم الاعلانات المتكررة عن عصيان داخل صفوف الاحتياط في جيش الاحتلال.

رغم ذلك؛ تواصل الجدل حول جاهزية سلاح الجو وقدرته على الدخول في مواجهة صباح يوم الاربعاء؛ بالتحذير من انضمام مئات آخرين من الضباط إلى العصيان المدني بعيد إعلان حكومة نتنياهو تقديم مشروع (قانون المعقولية؛ لتقييد القضاء) الاسبوع المقبل.

نداءات وزير الامن يؤاف غالانت للجنود ولنتنياهو لتجاوز الازمة، وتحذيرات رئيس الاركان هرتسي هليفي؛ لم تؤدِّ الى نتيجة، سواء على صعيد الشارع الإسرائيلي، أو على صعيد النخبة السياسية، أو على صعيد العسكريين.

فالتصعيد الامني شمال فلسطين على الحدود اللبنانية وفي الضفة الغربية؛ وضع الاحتلال الاسرائيلي على حافة مواجهة عسكرية جديدة يبدي قادة اليمين الديني بقيادة وزير المالية سموتريتش ووزير الامن القومي ايتمار بن غفير ووزير الطاقة كاتس حماسة لها، في حين يبدي القادة الامنيون الاسرائيليون تحفظا وتخوفا من إمكانية الدخول في مواجهة يصعب حسمها عسكريا.

دينامية ستغذي احتمالات المواجهة وتغيير المشهد في الضفة والحدود الشمالية، معمقة جراح لاحتلال على الحدود اللبنانية وفي الضفة الغربية؛ التي تشهد تصدعا أمنيا في سيطرة جيش الاحتلال والسلطة في الآن ذاته.. فهل الطائرات الثمان كانت كافية لعلاج التصدعات الأمنية أم أنها وسعت التصدعات، ورفعت من احتمالات المواجهة؟

*حازم عياد كاتب صحفي وباحث سياسي