كيف تتجه إيران والغرب نحو تفاهم نووي غير رسمي؟

الجمعة 21 يوليو 2023 07:17 م

"إيران والغرب يتجهان نحو تفاهم نووي غير رسمي".. هكذا تؤكد مصادر إسرائيلية، حيث تتوقع أن هذا التفاهم من شأنه أن يقلل التوترات في الشرق الأوسط خاصة فيما يتعلق بالمواجهة النووية.

يقول تحليل لصحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية، وترجمها "الخليج الجديد"، إن هذا التفاهم يثير غضب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وغيره من كبار المسؤولين الإسرائيليين، ودفعهم إلى تصعيد الهجمات على المفاوضات مع إيران إلى أعلى مستوى.

وتشير إلى أنه في منتصف يونيو/حزيران الماضي، ظهرت موجة مدية من التقارير تفيد بأنه تم التوصل إلى تفاهم غير رسمي بين الغرب وإيران، أو سيتم التوصل إليه قريبًا.

ويقال إن صفقة "أقل مقابل أقل" تعني أن كل اليورانيوم عالي التخصيب بنسبة 60% سيبقى، وستبقى كذلك جميع أجهزة الطرد المركزي المتقدمة، وكل ما ستحتاجه طهران هو إيقاف التخصيب الإضافي عند مستوى 60% المرتفع.

وعلى جبهة الشرق الأوسط الإقليمية، ستلتزم إيران بوقف وكلائهم من مهاجمة القوات الأمريكية في المنطقة، وخاصة في العراق وسوريا.

بينما كان النقاش على المستوى العالمي، حول وقف الجمهورية الإسلامية لبيع الأسلحة إلى روسيا، حتى لا تستخدمها ضد أوكرانيا.

وينقل التحليل عن مصادر بصحيفة "واشنطن بوست"، أن العناصر الإقليمية النووية والشرق أوسطية للتفاهم تبدو وكأنها صامدة، إلا أن الجزء الروسي-الإيراني ربما لم يتم تثبيته مطلقًا.

وتعلق "جيروزاليم بوست" على ذلك بالقول: "كان الكثيرون يتكهنون بأن الصفقة غير الرسمية ماتت، مثل الكثير من قبل، بناءً على الهجمات الإيرانية الأخيرة على السفن البحرية التجارية والصراع العام الصاخب بين طهران والاتحاد الأوروبي حول ما إذا كانت العقوبات المفروضة على الصواريخ الباليستية الإيرانية ستنتهي أم ستستمر في أكتوبر/تشرين الأول من هذا العام".

لكن في الوقت نفسه، تصرفت الولايات المتحدة بطرق منحت إيران جزئياً تخفيف العقوبات، خاصة فيما يتعلق بالأموال المستحقة عليها على العراق.

وبالمثل، ربما كان الاتحاد الأوروبي قد فكر في السماح بانتهاء صلاحية العقوبات المفروضة على الصواريخ الباليستية للجمهورية الإسلامية في أكتوبر/تشرين الأول، إذا توصل إيران إلى اتفاق مع الاتحاد الأوروبي بشأن روسيا وأوكرانيا.

وكان من الممكن أن يكون هذا هو النمط الكلاسيكي للاتحاد الأوروبي، وهو المسار الأقل مقاومة.

ويضيف التحليل: "إذا وضعنا جانبًا للحظة حقيقة أن إيران تحركت بوقاحة نحو حافة العتبة النووية، فيمكننا السماح لهم بفوائد الاتفاق النووي الإيراني، مثل إزالة عقوبات الصواريخ الباليستية، بناءً على الأمل في عودة طهران إلى الصفقة".

ومع ذلك، ووفق للتحليل، فإن إذا لم يشمل التفاهم غير الرسمي النهائي روسيا وأوكرانيا، فليس من المستغرب أن يخرج الاتحاد الأوروبي عن طبيعته، ويضع أقدام الجمهورية الإسلامية في النار قليلاً، وذلك لأن قضية روسيا وأوكرانيا هي مخاطر أكبر بكثير بالنسبة للاتحاد الأوروبي من القضية النووية.

وفيما يتعلق بالمسألة النووية، يريد الاتحاد الأوروبي الهدوء في الغالب، وطالما أن طهران لا تتجاوز العتبة النووية رسميًا، فإن الاتحاد الأوروبي سعيد تمامًا بأن يعيش في حالة إنكار لمدى اقتراب هذه العتبة، وفق التحليل.

في المقابل، تقع أوكرانيا في الفناء الخلفي للاتحاد الأوروبي، ويبدو أن المساعدة العسكرية التي تقدمها إيران لروسيا في تلك الفناء الخلفي، تمثل تهديدًا عسكريًا مباشرًا للاتحاد الأوروبي نفسه، وهذا هو السبب في أن الاتحاد الأوروبي نفسه، بطريقة ما، سينتهك الاتفاق النووي الإيراني، ويفرض عقوبات الصواريخ الباليستية بعد تاريخ انتهاء صلاحيتها في أكتوبر/تشرين الأول المقبل.

ويتابع التحليل: "كان من الصادم لإسرائيل، ما ذكرته وكالة (رويترز)، الثلاثاء الماضي، حين ذكرت أن الولايات المتحدة تحركت للسماح للعراق بدفع ثمن الكهرباء لإيران عبر بنوك غير عراقية".

جاء ذلك بعدما وقع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين، على إعفاء للأمن القومي لمدة 120 يومًا، يسمح للعراق، الذي يعتمد بشكل كبير على الكهرباء الإيرانية، بإيداع هذه المدفوعات في بنوك غير عراقية في دول ثالثة بدلاً من حسابات مقيدة في العراق.

وهنا يتساءل التحليل، عن السبب الذي جعل الولايات المتحدة تمنح إيران تخفيفًا جزئيًا مستمرًا للعقوبات، قبل أن تجيب أن "التفاهم لم يحل كل الخلاف بين إيران والغرب، وأن التحركات العدوانية من قبل كل جانب تعكس أن كل طرف سيستمر في استخدام نقاط الضغط ضد الآخر في أي منطقة لم يوافق فيها على التنحي".

ومع ذلك، وفق التحليل، يبدو أن تخفيف العقوبات الجزئي للتجميد النووي وتجميد الهجمات على القوات الأمريكية لا يزال قائماً، مما يعني أن الولايات المتحدة ستحتاج إلى متابعة بعض التخفيف الإضافي لإيران.

ويتابع: "في هذه الحالة، كان السبب الآخر الذي دفع الولايات المتحدة إلى المضي قدمًا في تخفيف العقوبات الجزئي، هو أن أمريكا كانت تأمل في أن تمنع هذه الخطوة آيات الله من فرض انقطاع للتيار الكهربائي خلال الصيف العراقي الحار".

ويضيف: "علاوة على ذلك، فإن الأموال الموضوعة في الحسابات غير العراقية، ستظل تتطلب موافقة أمريكية حتى تتمكن إيران من الوصول إليها وسيتم تخصيصها فقط للإنفاق على السلع الإنسانية".

ويزيد تحليل "جيروزاليم بوست": "ستعتبر الولايات المتحدة كل هذا نجاحًا إذا لم تكن هناك هجمات جديدة على القوات الأمريكية في المنطقة، وإذا جاء مؤتمر الوكالة الدولية للطاقة الذرية في سبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين الأول ونوفمبر/تشرين الثاني، فإن الوكالة تفيد بأن إيران جمدت في الواقع تقدمها النووي".

وفي غضون ذلك، سيصلي الاتحاد الأوروبي قبل تاريخ انتهاء صلاحية عقوباته في أكتوبر/تشرين الأول، وعند هذه النقطة يمكن أن يصعد هو إيران صراعهما بشأن الصواريخ الباليستية، وستكون عودة أوسع إلى الاتفاق النووي لعام 2015 وحل النزاعات.

المصدر | جيروزاليم بوست - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

إيران أمريكا الغرب أوروبا الاتحاد الأوروبي إسرائيل

الخارجية الإيرانية: قطر وعمان تلعبان دور وساطة بين أطراف الاتفاق النووي

كيف تسعى إيران إلى خداع العالم قبل الحصول على السلاح النووي؟