"تزايد العنف ضد العاملين الصحيين في الخرطوم يهدد المستشفيات القليلة التي لا تزال مفتوحة في العاصمة السودانية"، هكذا ذكرت منظمة "أطباء بلا حدود" بعد تعرض موظفيها للضرب والجلد على أيدي رجال مسلحين، الخميس الماضي.

ووفق تقرير لصحيفة "الجارديان" البريطانية، ترجمه "الخليج الجديد"، فقد تعرض فريق "أطباء بلا حدود" للهجوم على بعد 700 متر من المستشفى التركي، وهو واحد من اثنين فقط يعملان في جنوبي الخرطوم، بعد أن أجبر آخرون على الإغلاق خلال ما يقرب من 100 يوم من القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية.

وكانت مجموعة من المسلحين أوقفت 4 من موظفي منظمة "أطباء بلا حدود"، الخميس أثناء نقلهم الإمدادات الطبية إلى المستشفى.

وقالت المنظمة إن فريقها تعرض لاعتداء جسدي من قبل الرجال الذين شككوا في وجود المنظمة داخل المدينة.

وأضافت المنظمة أنها قد لا تتمكن من الحفاظ على تواجدها في المستشفى، بعد أن واصلت دعمه من خلال إجراء العمليات الجراحية وعلاج الأمراض المزمنة، في وقت استقبلت فيه أيضا حوالي 15 شخصا أصيبوا جراء القتال كل يوم.

يقول مدير الطوارئ في المنظمة داخل السودان كريستوف غارنييه: "من أجل إنقاذ أرواح الناس، يجب عدم تعريض حياة موظفينا للخطر.. إذا وقعت حادثة كهذه مرة أخرى، وإذا استمرت إعاقة قدرتنا على نقل الإمدادات فمن المؤسف أن وجودنا في المستشفى التركي سيصبح قريبًا غير مقبول".

ووقعت تسع هجمات على الأقل على العاملين في مجال الرعاية الصحية أو المستشفيات في السودان، بين 28 يونيو/حزيران و11 يوليو/تموز، ما أدى إلى مقتل 8 من العاملين في مجال الرعاية الصحية على الأقل، فضلاً عن نهب وحرق منشآت.

وقالت منظمة "أكابس"، التي تراقب الأزمات الإنسانية، إن منطقة غرب دارفور، التي كانت محور عنف من قبل قوات الدعم السريع، شهدت هجمات أغلقت المرافق الطبية وقيدت إمدادات الأدوية، التي تصل عادة من الخرطوم.

كما ذكرت وزارة الصحة السودانية أن أربعة مدنيين قتلوا وأصيب أربعة آخرون عندما تعرض مستشفى عسكري في أم درمان، المجاورة للخرطوم، لغارة بطائرة بدون طيار ألقي باللوم فيها على قوات الدعم السريع.

ويعد السودان أحد أفقر بلدان العالم، ويحتاج أكثر من نصف سكانه حاليا إلى المساعدة للبقاء على قيد الحياة، في الوقت الذي وصلت فيه حالة التحذير من المجاعة إلى أقصاها، وبينما بات أكثر من ثلثي المستشفيات خارج الخدمة.