اهتمام شرق أوسطي بالميتافيرس.. ومخاوف حقوقية من استبداد رقمي

الأحد 23 يوليو 2023 09:50 م

يتزايد اهتمام العديد من حكومات الشرق الأوسط، ولاسيما دول مجلس التعاون الخليجي، بتقنية "الميتافيرس" (Metaverse)، وسط مخاوف من احتمال ظهور حالة من "الاستبداد الرقمي" بحق رواد تلك العوالم الافتراضية، بحسب أروشي سينغ في تقرير بموقع "فير أوبزرفر" الأمريكي (Fair Observer).

أروشي تابعت، في التقرير الذي ترجمه "الخليج الجديد"،  أن إسرائيل افتتحت في الميتافيرس أول سفارة لها في كوريا الجنوبية، ودخلت السعودية في شراكة مع مشروع "ذا ساند بوكس" (The Sandbox) للعمل على التنمية المستقبلية للميتافيرس، كما افتتحت المملكة أول أكاديمية ميتافيرس في المنطقة للتدريب على التكنولوجيا الجديدة.

وأردفت أنه في فبراير/ شباط الماضي، أعلنت شركة الخدمات المهنية العالمية (KPMG) أنها ستنشئ مركزا  في السعودية بهدف تسريع تطبيق الميتافيرس في المملكة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

ولفتت إلى أن "الشركة ستتعاون مع موردين بينهم مايكروسوفت (Microsoft) وإريكسون (Ericsson) وميتاكي (Metakey)، وستكون مايكروسوفت  مسؤولة عن توفير النظام الأساسي للألعاب والبنية التحتية، وستستخدم إريكسون تقنيتها وشبكتها لاتصالات الجيل الخامس (5G)، وستكون ميتاكي مسؤولة عن عن إنشاء كائنات ثلاثية الأبعاد".

إقبال إقليمي

و"أطلقت مصر أول مدينة افتراضية لها باسم ميتاتوت، مستوحاة من حضارتها القديمة التي لا تزال تجتذب العديد من السياح سنويا، وتجمع المدينة بين عناصر الثقافة المصرية القديمة ولمسة مستقبلية، احتفلا بمرور 100 عام على اكتشاف قبر الملك توت عنخ آمون"، بحسب أروشي.

وأضافت أن "قمة ميتافرس التونسية، في 2022، أكدت اهتمام المنطقة المتزايد بهذه التكنولوجيا. كما أبدت دول مثل الإمارات والبحرين وقطر اهتماما جادا بالميتافيرس، وقدمت الخطوط الجوية القطرية منصة كيو فيرس (Qverse) ، التي توفر للعملاء تجربة الواقع الافتراضي، بحيث يمكنهم استكشاف منطقة تسجيل الوصول المتميزة التابعة لشركة الطيران والقيام بجولة داخل مقصورة طائراتها، مما يعزز تجربة السفر".

وتابعت أن "فيرجن موبايل الكويت برزت كأول شركة اتصالات تضمن مكانتها في" ذا ساند بوكس"، وهي بيئة ألعاب افتراضية، فيما هدفت مجموعة ثومبي الإماراتية إلى تقديم حلول رعاية صحية مبتكرة للعالم الافتراضي، وافتتحت وزارة الاقتصاد الإماراتية مكتبها الثالث في ميتافيرس، حيث تقدم خدمات مثل حماية المستهلك والعلامات التجارية وبراءات الاختراع والتصاميم الصناعية".

القتل السيبراني

كما شهدت بقية دول الشرق الأوسط، بحسب أروشي، زيادة في اعتماد التكنولوجيا الرقمية على الرغم من التفاوتات في الوصول إليها.

وأفادت بأنه "بينما تكافح دول مثل اليمن مع الإنترنت البطيء والاستخدام المحدود للهواتف الذكية، فإن دول مجلس التعاون الخليجي الأكثر ثراءً رائدة في تبني التكنولوجيا المتقدمة مثل شبكات اتصال الجيل الخامس، واكتسبت بسرعة مكانة القوى الرقمية العظمى في المنطقة".

واستدركت: "لكن خلال المنتدى الاقتصادي العالمي (بدافوس في يونيو/ حزيران 2022)، حذر وزير الدولة الإماراتي للذكاء الاصطناعي (عمر سلطان) من مفهوم "القتل السيبراني" في الميتافيرس، وطالب بوضع معايير دولية تحظر مثل هذه الأعمال، إلا أن نشطاء في مجال حقوق إنسان انتقدوا هذا الاقتراح باعتباره محاولة مستترة للرقابة (على مستخدمي العوالم الافتراضية)".

أورشي قالت إنه "يبدو أن ظهور الشمولية الرقمية مرجح بشكل متزايد أيضا، وقد نرى دولا مثل السعودية وإسرائيل والإمارات تنحاز إلى قوى عظمى استبدادية رقمية، بما في ذلك الصين وروسيا".

وختمت بأنه "من المرجح أن يتكثف الجدل الدائر حول المعايير الدولية للميتافيرس مع تصارع المزيد من الدول والمنظمات بشأن الآثار الأخلاقية والاجتماعية لهذه الحدود الرقمية الناشئة".

المصدر | أروشي سينغ/ فير أوبزرفر- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

ميتافيرس الشرق الأوسط الخليج عوالم افتراضية رقابة استبداد رقمي