شرق أوسط متقلب.. خريطة لمخاطر محتملة تهدد المصالحات القائمة

الثلاثاء 25 يوليو 2023 12:31 م

قال موقع "ستراتفور" (Strator) الأمريكي إن العلاقات الدبلوماسية في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والعالم العربي تحسنت بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة عبر عمليات تقارب، لكن توجد مخاطر يمكن أن تقوض تلك المصالحات.

الموقع أرجع، في تحليل ترجمه "الخليج الجديد"، التقارب المستمر في المنطقة "جزئيا إلى الشكوك حول التزام الولايات المتحدة المستقبلي تجاه المنطقة في ظل تنافس واشنطن المتزايد مع الصين وروسيا"، بالإضافة إلى الرغبة في "خلق فرص الاستثمار والتجارة في أوقات عدم اليقين الاقتصادي العالمي".

وأردف: "كما ساعدت الفوائد المحتملة للاستثمار والتجارة في دفع الدول العربية إلى تطبيع علاقاتها مع إسرائيل في السنوات الأخيرة". ومن أصل 22 دولة عربية، تقيم 6 دول هي مصر والأردن والإمارات والبحرين والمغرب والسودان علاقات معلنة مع إسرائيل، التي تحتل أراضٍ في فلسطين وسوريا ولبنان منذ حرب 1967.

و"على الرغم من البراجماتية الاقتصادية المتنامية في المنطقة والأولويات الأمنية المتوافقة، لا تزال دوافع العديد من المنافسات العميقة قائمة، ما يعني أن الوضع الراهن للمواءمة سيتقلب مع تحول ديناميكيات الصراع المحلي والإقليمي، فضلا عن الظروف الاقتصادية المحلية والعالمية"، كما أضاف "ستراتفور".

إسرائيل والعرب

بالنسبة للعلاقات العربية الإسرائيلية، قال "ستراتفور" إن المخاطر التي يمكن أن تعكس أو تبطئ اتجاه التطبيع تشمل: "تصعيدا حادا في النشاط العسكري الإسرائيلي ضد الفلسطينيين أو تصعيدا حادا  في النشاط العسكري الفلسطيني ضد الإسرائيليين، وكلاهما ممكن في المناخ الحالي".

وتابع: "كما أن الانهيار الخطير في العلاقات الأمريكية الإسرائيلية من شأنه أن يبطئ التقارب الإقليمي، إذ لن تقدم الولايات المتحدة بعد الآن ضمانات أمنية للدول العربية مقابل تطبيع العلاقات".

العرب والأسد

في 19 مايو/ أيار الماضي، شارك رئيس النظام السوري بشار الأسد في القمة الأخيرة لقادة جامعة الدول العربية بالسعودية، للمرة الأول منذ 2011 حين جمدت الجامعة مقعد سوريا، ردا على قمع الأسد لاحتجاجات شعبية مناهضة له طالبت بتداول سلمي للسلطة، مما زج بسوريا في حرب أهلية مدمرة.

و"تشمل التغييرات التي من شأنها عكس اتجاه التطبيع مع (نظام الأسد) الارتفاع السريع في صادرات سوريا من مخدر الكبتاجون، مما قد يفسد النوايا الحسنة الناشئة التي تشعر بها دول عربية عديدة تجاه الحكومة السورية"، وفقا لـ"ستراتفور".

ومضى قائلا إن "الزيادة الهائلة في الحملات العسكرية للحكومة السورية ضد الجماعات المتمردة يمكن أن تؤدي إلى تهدئة وتيرة التطبيع من خلال تهديد أمن البلدان المجاورة الأخرى والإضرار بسمعة الدول التي تسّهل العلاقات مع سوريا".

السعودية وإيران

بموجب اتفاق بوساطة الصين في 10 مارس/ آذار الماضي، استأنفت السعودية وإيران علاقتهما الدبلوماسبة، ما أنهى قطيعة استمرت 7 سنوات بين بلدين يقول مراقبون إن تنافسهما على النفوذ أجج العديد من الصراعات في أنحاء المنطقة.

ورأى "ستراتفور" أن المخاطر التي من شأنها عكس التقارب بين طهران والرياض تشمل "تصاعد العنف في أحد المسارح التي تعمل بالوكالة، وبينها اليمن ولبنان والعراق، فلدى السعودية وإيران مصالح متنافسة".

كما أضاف أن "التقدم الدراماتيكي لقدرات إيران النووية من شأنه أن يهز ثقة السعودية في أن أمنها مضمون من خلال التقارب، مما يدفع على الأرجح الرياض إلى تقوية علاقتها مع الولايات المتحدة على حساب إيران، كما أن هجوما إلكترونيا إيرانيا على المملكة أو حليفا لها من شأنه أن يضر بالتقارب".

وتتهم دول خليجية وأخرى إقليمية وغربية، في مقدمتها إسرائيل والولايات المتحدة، إيران بالسعي إلى إنتاج أسلحة نووية، بينما تقول طهران إن برنامجها النووي مصمم للأغراض السلمية، بما فيها ذلك توليد الكهرباء.

تركيا والعرب

"في أعقاب الربيع العربي (2011)، أتاح انهيار الحكومات الاستبدادية في دول مثل مصر وتونس فرصة لتركيا لتوسيع سلطتها السياسية في المنطقة من خلال دعم الجماعات الإسلامية مثل جماعة الإخوان المسلمين"، كما تابع "ستراتفور".

وزاد بأن "القنوات الإعلامية، الممولة من تركيا، ساهمت في بث رسالة هذه المجموعات على مستوى المنطقة، مما أدى إلى توتر علاقات أنقرة مع بعض أقوى الدول في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بما فيها السعودية والإمارات ومصر".

واستدرك: "لكن بعد دخولها أزمة مالية في 2019، بدأت تركيا في طرد الشخصيات والقنوات الإعلامية الإسلامية لإرضاء هذه الدول الغنية، على أمل تأمين الاستثمار الأجنبي اللازم وضخ السيولة".

وبين 17 و19 يوليو/ تموز الجاري، أجرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان جولة خليجية، شملت السعودية والإمارات وقطر، وتمّكن خلالها من تأمين استثمارات بعشرات المليارات من الدولارات.

"لكن توجد مخاطر يمكن أن تعكس هذا الاتجاه، وهي عودة تركيا إلى دعم الإسلام السياسي و/ أو الإعلام الإسلامي في المنطقة، ربما كجزء من محاولة أردوغان لكسب التأييد بين مؤيديه الأكثر تحفظا"، وفقا لـ"ستراتفور".

المصدر | ستراتفور- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الشرق الأوسط مصالحات مخاطر السعودية إيران العرب