أعلن وزير زراعة النظام السوري محمد حسان قطنا عن استعداد دمشق لتصدير شتلات ومحاصيل ومنتجات زراعية إلى السعودية، مطالبا الرياض بتسهيل حركة نقل المنتجات الزراعية بين البلدين.

جاء ذلك خلال لقاء جمع بين قطنا ووزير الزراعة والبيئة والمياه السعودي عبدالرحمن الفضلي، على هامش أعمال قمة الأمم المتحدة للنظم الغذائية التي تنعقد في العاصمة الإيطالية روما.

وأشاد وزير زراعة النظام السوري بمبادرة الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، لزراعة مليار شجرة في سبيل زيادة المساحات الخضراء ومواجهة تغير المناخ وتخفيض انبعاثات الكربون، مبينًا في هذا المجال استعداد سوريا لتوفير جزء من الغراس والشتلات اللازمة لتنفيذ المبادرة السعودية وإنتاجها حسب المواصفات المطلوبة لتكون قابلة للتصدير إلى المملكة.

واستعرض قطنا خلال لقائه نظيره السعودي الصعوبات والتحديات التي يعاني منها القطاع الزراعي في سورية نتيجةً للحصار الجائر، مؤكدًا أهمية تعزيز التجارة البينية ووصول المنتجات الزراعية السورية إلى الأسواق السعودية بشكل مباشر، مشيرًا إلى الصعوبات التي تواجه الشاحنات السورية خلال رحلتها إلى السعودية بسبب عدم تسجيل سورية على قائمة الدول المصدرة للسعودية في نظام الحجر الصحي النباتي السعودي، وضرورة إيجاد حلول وتفاهمات مشتركة لذلك تضمن زيادة حركة المنتجات الزراعية السورية في الأسواق السعودية.

وأشار وزير الزراعة السوري إلى الاتفاق الرباعي الموقع بين سوريا ودول الجوار (الأردن والعراق ولبنان) لتعزيز التعاون التجاري خدمةً لتحقيق الأمن الغذائي في هذه الدول الأربعة، داعيًا المملكة للانضمام على هذا الاتفاق

وأكد الوزير السوري على ضرورة مراجعة اتفاقيات التعاون في المجال الزراعي التي كانت موقعة وقائمة بين سوريا والسعودية وتحديثها وإعادة توقيعها واتخاذ خطوات عملية نحو تنفيذ برامجها.

من جانبه، رحب وزير الزراعة السعودي بفكرة إعادة تفعيل مذكرات التفاهم بعد عقد اجتماعات افتراضية بين الفنيين في الوزارتين لإيجاد الصيغ المناسبة والبرامج التنفيذية لها، مشيرا إلى ضرورة تعزيز التجارة البينية في السلع الزراعية، منوهًا إلى أنه لا يوجد موقف تجاه المنتجات السورية الزراعية والغذائية خاصةً مع وجود رغبة وإقبال من قبل المستهلك السعودي على هذه المنتجات.

وفي ختام اللقاء وجه وزير الزراعة السوري الدعوة لوزير الزراعة السعودي لزيارة دمشق وبحث آفاق التعاون في المجالات الزراعية بشكل معمق، ورحب الوزير السعودي بهذه الدعوة وأبدى استعداده لتنفيذها في الوقت المناسب.

وشهدت العلاقات بين السعودية والنظام السوري تقاربا كبيرا لاسيما بعد توقيع الرياض اتفاقا مع طهران في 10 مارس/ آذار الماضي.

وفي 13 أبريل/نيسان، أعلنت الرياض ودمشق بدء إجراءات استئناف الخدمات القنصلية والرحلات الجوية بين البلدين.

وعقب ذلك بنحو شهر، أعلنت جامعة الدول العربية عودة دمشق لمقعدها بعد تجميد دام نحو 12 عامًا على خلفية قمع التحركات الشعبية بالقوة العسكرية.

ووصل التقارب ذروته بزيارة وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، إلى دمشق في 18 أبريل/نيسان الماضي، بينما أجرى وزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد ثلاث زيارات إلى السعودية في الأشهر الأخيرة كان آخرها في 12 يونيو/ حزيران الماضي.