ضابط أمريكي يحذر من استخدام إيران استراتيجية "الأسطول الموجود" لتقويض هيمنة بلاده

الثلاثاء 25 يوليو 2023 09:10 م

حذر شون بونتينج، ضابط استخبارات البحرية الأمريكية للشؤون الإقليمية لمنطقة الشرق الأوسط في القيادة المركزية للقوات البحرية، من احتمال استخدام إيران استراتيجية "الأسطول الموجود" التي يعود تاريخية للقرن الـ17.

وأوضح بونتينج، في مقال نشره بموقع وور أون ذا روكس الأمريكي المتخصص في تحليل السياسيات الخارجية، أن إيران يمكنها من خلال استخدام تلك الاستراتيجية إعاقة الهيمنة البحرية الأمريكية في الشرق الأوسط، واستنزاف مواردها، وإعاقة سيطرتها التاريخية على ممرات الملاحة المهمة في المنطقة لا سيما قناة السويس وباب المندب.

ورأي بونتينج الحاصل على ماجستير العلوم في الذكاء الإستراتيجي والماجستير في دراسات الأمن في الشرق الأوسط، أن المراقبين الأمريكيين يتغاضون عن إمكانية استخدام إيران لتلك الاستراتيجية.  

وأوضح أن تلك الاستراتيجية تسمح للقوات البحرية الأضعف بتحدي القوات الأقوى منها في المحيطات والبحار المفتوحة على نطاق العالم.

وأشار إلى أن إيران اليوم لن تحاول الاحتكاك بالبحرية الأمريكية في المحيطات المفتوحة أو أعالي البحار، بل ستعتمد على وكلائها في شرق البحر الأبيض المتوسط ​​والبحر الأحمر.

ولفت إلى أن وكلاء إيران يمكنهم في المنطقتين السابقتين استخدام مجموعة من الأسلحة -بما في ذلك المسيرات المسلحة، والسفن السطحية المسيرة (السفن الحربية الفرعية المصممة للحرب على سطح الماء)، وصواريخ كروز المضادة للسفن، والصواريخ الباليستية، والألغام البحرية، والمراكب الهجومية السريعة؛ من أجل مضايقة البحرية الأمريكية والهروب منها والعمل على إضعافها.

وقال إن هذه الإستراتيجية يمكنها إعاقة سيطرة البحرية الأمريكية على الممرات المائية الإستراتيجية بالمنطقة، وتزيد إجهاد مواردها المنهكة بالفعل.

وذكر أن هناك العديد من الاستخدامات الناجحة لتلك الاستراتيجية من قبل القوات البحرية الفرنسية والألمانية، وكذلك البحرية الأمريكية خلال الأيام الأولى للحرب العالمية الثانية.

وقال الكاتب إنه على مدى السنوات الخمس الماضية، كانت إيران ووكلاؤها مشغولين في عرض البحر، وانتشار الأسلحة الإيرانية إلى وكلائها في لبنان واليمن منحها القدرة على تطبيق إستراتيجية الأسطول الموجود (بالوكالة) على شرق البحر الأبيض المتوسط ​​والبحر الأحمر.

وأوضح أن إيران أثبتت خلال السنوات الخمس الماضية باستمرار قدرتها على شن هجمات معقدة متعددة المحاور ومتعددة المجالات ضد البنية التحتية الحيوية والممرات المائية الإستراتيجية في الشرق الأوسط.

وأضاف أن هذه القدرة توفر لإيران الوسائل لتعطيل التجارة، ومضايقة خصومها والتهرب منهم وإرهاقهم؛ وهذا هو جوهر هذه الإستراتيجية.

علاوة على ذلك، فإن هذه الإستراتيجية ستكون متسقة مع عقيدة الحرب غير المتكافئة الحالية لإيران وتكملها، والتي تؤكد تجنب المزايا العسكرية التقليدية لخصومها مع استغلال نقاط ضعفهم.

وتوقع الكاتب أن تكون هناك تداعيات كبيرة على البحرية الأمريكية وسلاح مشاة البحرية الأمريكية إذا قررت إيران تنفيذ "إستراتيجية الأسطول الموجود" بالوكالة في حالة نشوب صراع مع الولايات المتحدة.

وتابع أنه يمكن لإيران "تنشيط" أساطيلها بالوكالة في شرق البحر المتوسط ​​والبحر الأحمر من دون تنفيذ هجوم كبير ضد السفن الحربية الأمريكية، لكنها ستعيث فسادا في الشحن التجاري أو سفن المساعدة التابعة للبحرية الأمريكية، والأهم من ذلك أن كلا من قناة السويس ومضيق باب المندب يمكن أن يتعرضا للخطر من إيران ووكلائها.

وأضاف أنه إذا نفذت إيران هذه الإستراتيجية بالوكالة، فهذا يعني أن البحرية الأمريكية ستضطر إلى إنفاق مواردها المحدودة لحماية الشحن في شرق البحر الأبيض المتوسط ​​وفي المحيط الهندي. وقد يؤدي اندلاع "حرب الناقلات الثانية" إلى تقويض الجهود الأمنية الأميركية في مناطق أكثر حيوية مثل غرب المحيط الهادي، واستنزاف موارد البحرية الأمريكية المتفوقة.

المصدر | الخليج الجديد+ وسائل إعلام

  كلمات مفتاحية

استراتيجية الأسطول الموجود ضابط استخبارات أمريكي إيران البحرية الأمريكية

صراع أمريكا وإيران في الخليج يهدد الاستقرار في الشرق الأوسط.. لماذا؟