استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

مؤشرات جديدة لحل أزمة أوكرانيا

الأحد 30 يوليو 2023 04:10 ص

مؤشرات جديدة لحل أزمة أوكرانيا

هل أضحى الحلف الأطلسي معنياً بإيجاد نهاية لحرب لم يستطع الانتصار فيها في أوكرانيا؟

قضية ضم أوكرانيا إلى الحلف، أحد أهم أسباب الحرب الروسية الأوكرانية، باتت شبه مؤجلة إلى أجل غير مسمى.

أجندة كيسنجر تحمل الكثير، لكن أهم ما تحمله هو الطلب من الصين أن تقود مبادرة دبلوماسية لحل الأزمة الأوكرانية.

كيف ستتعامل روسيا مع الرسالتين الأمريكيتين؟ هل تقبل الصين مهمة قيادة الحل الدبلوماسي، ووفق أي تنسيق مع موسكو؟

كان بايدن حريصاً وهو في طريقه إلى ليتوانيا لحضور القمة الأطلسية على أن يعلن أن«أوكرانيا ليست جاهزة بعد للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي».

زيارة كيسنجر للصين بعد أقل من عشرة أيام من قمة حلف الأطلسي، وما كان لها أن تتم إلا بالتنسيق مع الإدارة الأمريكية وربما بطلب مباشر من الرئيس بايدن.

دول البلطيق الثلاث المجاورة لروسيا إضافة إلى فنلندا وبولندا، الأكثر قرباً جغرافياً من روسيا تريد كسر شوكة القوة الروسية والمشروع السياسي الروسي.

* * *

ألقت قمة حلف الأطلسي التي استضافتها مدينة فيلنيوس الليتوانية للمرة الأولى في تاريخها الشهر الجاري الكثير من الأضواء التي من شأنها الكشف عن معالم المستقبل الغامض للأزمة الأوكرانية.

حضر هذه القمة الأطلسية الموسعة الرئيس الأوكراني فولودومير زيلينسكي كضيف شرف، كما حضر قادة ما يسمى «الشركاء الأربعة خارج الحلف» الآسيويون: اليابان وكوريا الجنوبية واستراليا ونيوزيلندا.

حضور هؤلاء القادة حمل هو الآخر ربما ما يفوق الإشارات التي تخص أوكرانيا وعلاقتها المستقبلية بالحلف الأطلسى.

فإذا كان الحلف معنياً بتحقيق الانتصار الذي يأمله في أوكرانيا، وعندها سيكون قد أحاط إحاطة جغرافية غير مسبوقة بروسيا الاتحادية بعد انضمام فنلندا للحلف وإعلان انضمام السويد لاحقاً، فإنه أضحى معنياً، أكثر من أي وقت مضى بأن يكون له وجوده في منطقة المحيطين الهادي والهندي في جنوب وجنوب شرق آسيا استعداداً للمواجهة المحتملة مع الصين.

حضور هؤلاء القادة قمة حلف الأطلسي في فيلنيوس، حيث وصلت الحرب في أوكرانيا ذروتها، حمل إشارة مهمة تقول: «يجب ألا تطغى الحرب في أوكرانيا على مهام الحلف في منطقة آسيا - الهادي، حيث المواجهة باتت محتملة أكثر من أي وقت مضى مع الصين. هل هذا كان يعني أن الحلف الأطلسي أضحى معنياً بإيجاد نهاية لحرب لم يستطع الانتصار فيها في أوكرانيا؟

الإجابة هي نعم، وبالتحديد بالنسبة للولايات المتحدة وربما بالنسبة لألمانيا أيضاً.

نعم هنا انقسم قادة حلف شمال الأطلسي حولها خاصة دول البلطيق الثلاث المجاورة لروسيا (استونيا ولاتفيا وليتوانيا) إضافة إلى فنلندا وبولندا، أي الدول الأكثر قرباً جغرافياً من روسيا وتريد أن تكسر شوكة القوة الروسية والمشروع السياسي الروسي الذي تراه مشروعاً توسعياً على حسابها، باعتبار أن بعضها كان جزءاً سابقاً من الاتحاد السوفييتي والآخر كان عضواً في حلف وارسو باستثناء فنلندا والسويد المحايدتين اللتين روعتا من التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا وتريان أنهما تعتبران أهدافاً محتملة لغزو روسي غير مستبعد في أي وقت.

هذه الدول، إضافة إلى بريطانيا وفرنسا، دعمت مسعى الرئيس الأوكراني المطالب بإعلان ضم أوكرانيا إلى حلف الأطلسي. ففي خطابه أمام قمة الحلف قال الرئيس الأوكراني إن بلاده «ستجعل الحلف أقوى» في حال انضمامها. وقال رئيس ليتوانيا غيتاناس نوسيدا إن«الحلف الأطلسي سيعطي أوكرانيا الأمن وأوكرانيا ستجعل الحلف أقوى».

رغم ذلك انتهت القمة بتأجيل إعلان جدول زمني لانضمام أوكرانيا، واكتفت بحشد أقوى دعم عسكري واقتصادي لها. الحلف إذن لم يعلن ضم أوكرانيا فقط، بل ولم يعلن جدولاً زمنياً، أو خريطة طريق لهذا الانضمام في المستقبل، ما يعني أن قضية ضم أوكرانيا إلى الحلف، التي كانت أحد أهم أسباب الحرب الروسية الأوكرانية، باتت شبه مؤجلة إلى أجل غير مسمى.

وهذه المسألة رسالة تفاوضية أمريكية مهمة لروسيا ربما تفتح باب التفاوض في وقت غير بعيد لإنهاء أزمة أوكرانيا، بعد أن وصل التدخل الأمريكي والأطلسي ذروته في إمداد أوكرانيا بأقصى عتاد، ولم يبق غير التدخل العسكري المباشر، الذي ليس له غير معنى واحد وهو إعلان الحرب المباشرة مع روسيا.

وهي حرب من الخطورة لدرجة تجعل الجميع يخشاها ولا يقترب منها، وربما يفسر ذلك خطورة المعضلة التي كان يعيشها الرئيس الأمريكي جو بايدن وهي كيف يحقق التوازن بين تقديم أقصى دعم لأوكرانيا دون أن يقود ذلك إلى قبولها عضواً في حلف شمال الأطلسي.

لذلك كان بايدن حريصاً وهو في طريقه إلى ليتوانيا لحضور القمة الأطلسية على أن يعلن أن«أوكرانيا ليست جاهزة بعد للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي».

الرسالة الأمريكية الثانية التي تحمل مؤشرات الاستعداد للتفاوض حول أوكرانيا، كانت زيارة هنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي الأسبق والأشهر للصين بعد أقل من عشرة أيام من انعقاد قمة الحلف الأطلسي، وهي حتماً زيارة ما كان لها أن تتم إلا بالتنسيق مع الإدارة الأمريكية وربما بطلب مباشر من الرئيس بايدن.

أجندة كيسنجر تحمل الكثير، لكن أهم ما تحمله هو الطلب من الصين أن تقود مبادرة دبلوماسية لحل الأزمة الأوكرانية.

كيف ستتعامل روسيا مع هاتين الرسالتين الأمريكيتين ؟ وهل ستقبل الصين مهمة قيادة الحل الدبلوماسي، ووفق أي تنسيق مع موسكو؟ الأسئلة كثيرة، لكن أهم إشاراتها أن الحرب في أوكرانيا تقترب من نهايتها.

*د. محمد السعيد ادريس خبير بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام

المصدر | الخليج

  كلمات مفتاحية

أوكرانيا روسيا الصين أمريكا بايدن أزمة أوكرانيا حلف الأطلسي مبادرة دبلوماسية رسالة تفاوضية عضوية أوكرانيا التدخل الأمريكي والأطلسي