استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

إشاعات أمنية في العراق تسحب «الجنسية» في تركيا؟

الأحد 30 يوليو 2023 05:45 ص

إشاعات أمنية في العراق دلائل لسحب «الجنسية» في تركيا

ما بات مؤكدا أن الجنابي لا يزال يعيش في تركيا بعد الحكم ببراءته من التهم المنسوبة إليه.

لا يختلف تعاطي المؤسسات الإعلامية التركية عن مثيلاتها في أقطار الوطن العربي، من حيث الاعتماد على كتبة التقارير وأصحاب المعلومات غير الموثقة.

في التحقيقات التركية، غادر الجنابي الفلوجة بعد سيطرة تنظيم الدولة عليها هربا من ملاحقة التنظيم له، في حين دُمرّ بيته على يد عناصر التنظيم بعد مغادرته.

لم تثبت السلطات القضائية التركية أي تهمة على الشيخ الجنابي، فيما لا يزال موضوع منحه الجنسية التركية عام2021 أو سحبها منه عام 2023 غير مؤكد.

لا يمكن أن يلتقي الجنابي مع تنظيم الدولة فكريا أو سلوكيا، وأن فترة الوئام في 2004 كانت بسبب علاقات شخصية بقيادات «القاعدة» في الفلوجة إضافة للعدو المشترك.

تم اختيار الجنابي لرئاسة مجلس شورى المجاهدين لمكانته الاجتماعية وقدرته على إدارة شؤون الفلوجة إذ خرجت شهورا عن سيطرة االأمن العراقي والاحتلال الأمريكي.

قاد الجنابي بعض المجموعات المسلحة المتصدية للاحتلال الأمريكي، بجانب رئاسته «مجلس شورى المجاهدين» الذي كان يضم جميع الفصائل والمجموعات المسلحة بالفلوجة.

* * *

في بعض الأحيان، لا يختلف تعاطي المؤسسات الإعلامية التركية كثيرا عن مثيلاتها في أقطار الوطن العربي، من حيث الاعتماد على كتبة التقارير وأصحاب المعلومات غير الموثقة، وإشغال الأجهزة القضائية بقضايا لا تخدم المصالح العليا لدولهم.

في الصحافة التركية ثمة تقرير يشير إلى أن السلطات التركية اعتقلت قبل أكثر من عام الشيخ عبد الله الجنابي على خلفية اتهامات بالانتماء لتنظيم الدولة، وأفرجت عنه مؤخرا لعدم ثبوت الأدلة.

في سياق الاتهامات التي نشرتها وسائل الإعلام التركية، فإن الجنابي كان قد أعلن بيعته للتنظيم إبان سيطرته على مدينة الفلوجة مطلع عام 2014، أي قبل ستة أشهر من سيطرته على الموصل، وأجزاء واسعة من غرب وشمال غربي العراق.

السلطات التركية اعتمدت في التهم المنسوبة إليه على ما اعتبرته «دليلا» يؤكد انتماء الجنابي للتنظيم، وهي صورة للجنابي يحمل سلاحا في مدينة الفلوجة، بينما يمكن لأي متخصص في الصور اكتشاف أن الصورة المنشورة في مواقع إلكترونية عدة تعود إلى سنوات الاحتلال الأمريكي للعراق بين عامي2003 و2005، وبالتحديد في عام2004 أثناء معركة الفلوجة الأولى.

ليس سرا أن الجنابي كان يقود أحد بعض المجموعات المسلحة المتصدية للاحتلال الأمريكي، إلى جانب رئاسته «مجلس شورى المجاهدين» الذي كان يضم جميع الفصائل والمجموعات المسلحة، التي تولت مهمة قتال القوات الأمريكية، بما فيها تنظيم «القاعدة» بزعامة أبو مصعب الزرقاوي، وبقيادة الشاب الذي لاحقته دولة صدام حسين في الفلوجة عمر حديد.

في لقاءات مع عدد من المهتمين والذين عايشوا تلك المرحلة، فإن اختيار الجنابي لرئاسة مجلس شورى المجاهدين، جاء بالأساس للمكانة الاجتماعية التي يحظى بها، وقدرته على إدارة شؤون المدينة التي خرجت لشهور عن سيطرة القوات الأمنية العراقية وقوات الاحتلال الأمريكي، لذلك فإن المنصب في الأساس لا يقتصر على قيادة قتال الأمريكيين بالقدر الذي يتعلق بإدارة شؤون المدينة.

أما ما يتعلق بتهمة الانتماء لتنظيم الدولة فهي تهمة قد لا تقنع أي مبتدئ في معرفة أدبيات ومنهج الجماعات والتنظيمات المسلحة.

في اكثر من لقاء جمعني بالجنابي في فترة الإعداد لكتاب (قيد التـأليف) أعمل عليه منذ سنوات لتوثيق ودراسة التحولات التي طرأت على بعض قيادات المجتمعات السنية في فترة سيطرة التنظيم على محافظات عراقية وسورية، روى لي الجنابي تفاصيل صداماته مع التنظيم وإقصائه عن لعب دور مؤثر في الفلوجة بعد عام 2013، وقد خرجت منها على يقين بأن الجنابي لا يمكن أن يلتقي مع التنظيم فكريا، كما أنه لا يمكن أن يتفق مع التنظيم سلوكيا، وأن فترة الوئام في سنوات 2004 كانت بسبب علاقاته الشخصية مع قيادات «القاعدة» في الفلوجة مثل عمر حديد وأبو أنس الشامي، إضافة طبعا للعدو المشترك.

ليس خافيا أن تنظيم الدولة يتبنى منهجا سلفيا قد تجد في أدبياته عداء مستحكما للتيارات والاتجاهات الصوفية التي ينتمي إليها الجنابي، الذي نشأ في بيئة صوفية وتبنى المنهج الصوفي، سواء في خطب الجمعة من مسجد سعد بن أبي وقاص في الفلوجة، أو في المحاضرات والدروس التي يلقيها على مريديه وأتباعه.

في سياق التحقيقات التي أجرتها السلطات التركية مع الجنابي، فإنه غادر الفلوجة بعد سيطرة تنظيم الدولة على المدينة هربا من ملاحقة التنظيم له، في الوقت الذي دُمرّ بيته على يد عناصر التنظيم بعد مغادرته المدينة.

لم تثبت السلطات القضائية التركية أي تهمة على الشيخ الجنابي، فيما لا يزال موضوع منحه الجنسية التركية عام2021 أو سحبها منه عام 2023 غير مؤكدة، إلا أن ما بات مؤكدا أن الجنابي لا يزال يعيش في تركيا بعد الحكم ببراءته من التهم المنسوبة إليه.

*وائل عصام كاتب صحفي فلسطيني

المصدر | القدس العربي

  كلمات مفتاحية

تركيا العراق الفلوجة الإشاعات الأمنية تنظيم الدولة سحب الجنسية عبد الله الجنابي مجلس شورى المجاهدين

تركيا تعلن تشكيل لجنة مشتركة دائمة مع العراق بشأن ملف المياه