تشاتام هاوس: الصين تتجاهل الغرب وتوجه بوصلتها نحو جنوب الكرة الأرضية

الأحد 30 يوليو 2023 09:56 م

رأي معهد تشاتام هاوس في بريطانيا، أن الصين أصبحت توجه بوصلتها نحو جنوب الكرة الأرضية، وتتغافل عن تحسين علاقاتها المتوترة مع الدول الغربية المتقدمة وفي مقدمتها أمريكا.

وبحسب إيجاز أورده المعهد فإن تدهور العلاقات الصينية الأمريكية وتشديد الوصول إلى الأسواق الأمريكية والأوروبية للشركات الصينية دفع قادة الصين إلى إعادة تشكيل نهجهم في الشؤون الخارجية والبحث في أماكن أخرى عن مصادر النمو الاقتصادي.

ونتيجة لذلك، سرّعت بكين من حملاتها الدبلوماسية الساحرة في أفريقيا وأمريكا اللاتينية والشرق الأوسط.

3 مبادرات

وفي هذا السياق، شدد الرئيس الصيني الرئيس شي جين بينج على أن الصين يجب أن تطور علاقاتها مع دول الجنوب من خلال مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي بالإضافة إلى مبادرة الحضارة العالمية التي تعد الأحدث في هذا الصدد.

وتتحد العناصر الثلاثة مع رؤية الرئيس الصيني المعروفة لبناء مجتمع المصير المشترك للبشرية، والقائمة على أساس مبدأ التشاور والبناء والتقاسم المشترك، كبديل للنظام الدولي القائم على القواعد في الغرب.

والهدف الصيني من وراء ذلك هو إعادة تشكيل أجندة الحوكمة العالمية في المنتديات متعددة الأطراف وإبراز تأثير بكين على العالم النامي.

بالرغم من ذلك، لا تزال أجزاء كبيرة من العالم تحاول معرفة ما تنطوي عليه تحركات الصين الأخيرة.

وساطة سياسية

ووفق الإيجار، فقد تفاجأ المجتمع الدولي عندما تمكنت بكين من التوسط في علاقات سلمية بين الخصمين الدبلوماسيين على المدى الطويل إيران والسعودية.

ولكن بينما تركز الصين تقليديًا على المشاركة الاقتصادية في الشرق الأوسط، فقد أظهرت مؤخرًا استعدادًا أكبر للانخراط في الوساطة في النزاعات الإقليمية.

يعكس اتفاق التطبيع الذي تم التوصل إليه بين الرياض وطهران في مارس/آذار مارس 2023 انخراط الصين المتزايد في السياسة الإقليمية، والذي يعززه التصور السائد في الشرق الأوسط بأن الصين محايدة وقوة كبيرة بما يكفي لمحاسبة إيران والسعودية إذا فشلا في احترام الاتفاق.

مع زيادة انخراط الصين في الشرق الأوسط، يُنظر إلى تدخل الولايات المتحدة على أنه متراجع.

وتتمتع بكين بالفعل بنفوذ كبير في إيران كمستثمر رئيسي وشريك اقتصادي لا غنى عنه.

في عام 2021، وقعت إيران والصين برنامج تعاون مدته 25 عامًا من المقرر أن تستثمر الصين بموجبه ما يصل إلى 400 مليار دولار في الاقتصاد الإيراني مقابل إمدادات مضمونة من النفط.

وجاء ذلك في وقت كانت فيه إيران تشعر بآثار العقوبات الغربية.

وعلى نفس المنوال انتهزت الصين فرصة توتر العلاقات بين الرياض واشنطن بسبب سجل المملكة السيء في مجال حقوق الإنسان ورفضها تثبيت أسعار النفط، وعززت موقعها في المنطقة.

سلام غير مستقر

لكن بحسب إيجاز المعهد البريطاني فإن مهمة صانع السلام لاسيما في الشرق الأوسط تعد مهمة شاقة وستتطلب براعة دبلوماسية وخبرة إقليمية حقيقية ومسؤولية أكبر إذا أرادت بكين الحفاظ على مثل هذا "السلام غير المستقر".

 

المصدر | معهد تشاتام هاوس- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الصين العلاقات الأمريكية الصينية دور الصين المتزايد بالشرق الأوسط

الشرق الأوسط والصين.. الفجوة بين أمريكا وحلفائها تتسع وتحليل يرصد خطوات الحل