على قطار التطبيع السعودي.. نتنياهو ينتظر من بايدن ثمن التذكرة

الاثنين 31 يوليو 2023 11:29 ص

تساءلت توفاه لازاروف، نائبة مدير تحرير صحيفة "ذا جيروزاليم بوست" الإسرائيلية (The Jerusalem Post)، بشأن إن كان بإمكان كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي جو بايدن دفع الثمن الباهظ المطلوب لإقامة علاقات رسمية معلنة بين إسرائيل والسعودية، واعتبرت أن الوضع الأمثل لنتنياهو هو أن يشتري له بايدن تذكرة على متن قطار التطبيع.

توفاه لفتت، في تحليل ترجمه "الخليج الجديد"، إلى أن نتنياهو أعلن أمس الأحد عن مشروع خط سكة حديد محلي، وربطه بالأحاديث الإعلامية والدبلوماسية المتزايدة عن تطبيع إسرائيلي سعودي محتمل.

وقال نتنياهو إن هذا الخط سيكون المرحلة الأولى من خط سكة حديد إقليمي. ويمكن أن تنتقل البضائع من مدينة حيفا على البحر الأبيض المتوسط، عبر الأردن، إلى السعودية على البحر الأحمر.

ومن أصل 22 دولة عربية، تقيم 6 دول هي مصر والأردن والإمارات والبحرين والمغرب والسودان علاقات معلنة مع إسرائيل، بينما تشترط السعودية انسحاب تل أبيب من الأراضي العربية المحتلة منذ حرب 5 يونيو/ حزيران 1967، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وإيجاد حل عادل لقضية اللاجئين.

وأشارت توفاه إلى أن تلميح نتنياهو عن التطبيع مع السعودية يأتي بينما إسرائيل تمزقها الانقسامات، فلأكثر من 30 أسبوعا، خرج مئات الآلاف من الإسرائيليين إلى الشوارع للاحتجاج على خطة نتنياهو لتعديل القضاء، التي يقول إنها "ستعزز الديمقراطية"، فيما تحذر المعارضة من أنها "ستحول إسرائيل إلى ديكتاتورية".

مطالب السعودية

و"للتوصل إلى صفقة إسرائيلية سعودية، يتعين على الولايات المتحدة أن تدفع ثمنا باهظا، وإلا ستضطر إسرائيل إلى تقديم تنازل كبير للفلسطينيين، كما أضافت توفاه.

وتابعت أن "صحيفة نيويورك تايمز ذكرت أن السعوديين يطالبون (مقابل التطبيع مع إسرائيل) باتفاق أمني مع الولايات المتحدة، على غرار تحالف حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بالإضافة إلى دعم واشنطن لبرنامج نووي مدني وأنظمة دفاع متطورة مضادة للصواريخ".

واعتبرت أن "السعر مرتفع للغاية، وعلى الرغم من الدعم المفاهيمي من الحزبين (الديمقراطي والجمهوري الأمريكيين) لصفقة، إلا أنه من غير الواضح ما إذا كان مثل هذا الاتفاق يمكن أن يمرر في الكونجرس".

و"من المتوقع أن يصر بايدن على تطبيع العلاقات السعودية- الإسرائيلية. ومن خلال القيام بذلك، كما أشار كاتب العمود في نيويورك تايمز توماس فريدمان، فإن بايدن سيعطي دفعة لنتنياهو، رغم أنه نأى بنفسه عنه بسبب معارضته الشديدة لخطة الإصلاح القضائي"، وفقا لتوفاه.

ورأت أن "بايدن (ديمقراطي) لا يملك خيارا كبيرا.. خاصة أن الوقت أظهر قوة بصمة (سلفه الجمهوري دونالد) ترامب (2017-2021) في عملية السلام عبر اتفاقات إبراهيم (للتطبيع) التي توسط فيها (2020)".

وأضافت أن "اتفاق أربع دول عربية (الإمارات والبحرين والمغرب والسودان) على تطبيع العلاقات مع إسرائيل، على الرغم من غياب السلام الإسرائيلي الفلسطيني، بعث الحياة في اعتقاد نتنياهو الراسخ منذ فترة طويلة بأنه يجب على إسرائيل أولا إقامة علاقة مع الدول العربية قبل التسوية مع الفلسطينيين".

و"الآن، إذا كان بايدن يريد الفوز في الشرق الأوسط قبل انتخابات عام 2024 (الرئاسة الأمريكية)، فعليه شراء تذكرة على متن القطار الذي تؤدي مساراته إلى الرياض، على افتراض أنه يحظى بدعم الكونجرس"، كما تابعت توفاه.

وزادت بأن "إمكانية الفوز هنا، خاصة وأن إيران والصين تسعيان إلى تعزيز علاقاتهما مع السعودية، تفوق بكثير أي مخاوف بشأن الديمقراطية الإسرائيلية، لا سيما عندما تتخلف المملكة كثيرا عن الدولة اليهودية في هذا الصدد. كما أنه سيعطي دفعة لحملة إعادة انتخاب بايدن".

وتعتبر كل من إسرائيل وإيران الدولة الأخرى العدو الأول لها، وبوساطة الصين، المنافس الاستراتيجي للولايات المتحدة، استأنفت السعودية وإيران علاقتهما الدبلوماسية بموجب اتفاق في 10 مارس/ آذار الماضي أنهى 7 سنوات من القطيعة.

خيارات نتنياهو

توفاه قالت إن "نتنياهو لا يستطيع أن يبتعد عن صفقة سعودية، إذ ستكون بالنسبة له أحد  إنجازاته التتويجية والتي سعى إليها منذ فترة طويلة".

واستدركت: "لكن بناءً على متطلبات مثل هذه الاتفاق (التطبيع)، قد لا يتمكن نتنياهو أيضا من إتمام الصفقة، لاسيما إذا طُلب منه تقديم إيماءات للفلسطينيين، مثل التعهد بعدم فرض السيادة (الإسرائيلية) على مستوطنات الضفة الغربية (المحتلة)".

و"يمكن لنتنياهو الموافقة على تأخير إضافي (لضم المستوطنات)، لكنه سيفقد تحالفه (الحكومي اليميني المتطرف) إذا قدم مثل هذا التعهد، وتتمثل الحيلة هنا في إيجاد لفتة للفلسطينيين يمكن لنتنياهو قبولها مع الحفاظ على ائتلافه كما هو، بالنظر إلى أن العديد من أعضائه يرفضون فكرة الدولة الفلسطينية ويريدون ضم كل المنطقة ج من الضفة الغربية"، بحسب توفاه.

وأضافت أنه بدلا من ذلك "يمكن أن يغير نتنياهو موقفه، بعد بعد أن أمّن تمرير تشريع يحد من قدرة المحكمة (العليا) على معالجة الفساد الحكومي من خلال إلغاء شرط المعقولية. وتكهن فريدمان بأن نتنياهو يمكنه استخدام إمكانية التوصل إلى صفقة سعودية لاستبدال العناصر الأكثر تطرفا في ائتلافه بأخرى أكثر اعتدالا".

"لكن إذا كان نتنياهو محظوظا، فلن يضطر إلى شراء تذكرة على هذا القطار (التطبيع مع السعودية)، فستشتري واشنطن واحدة له، وكل ما عليه فعله هو الذهاب في الرحلة"، كما ختمت توفاه.

المصدر | توفاه لازاروف/ ذا جيروزاليم بوست- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

إسرائيل تطبيع السعودية الولايات المتحدة نتنياهو بايدن

لمنع انهيار اتفاقيات إبراهيم.. 3 استراتيجيات تطبيع إسرائيلية

محلل إسرائيلي: نتنياهو سيرتكب خطأ تاريخيا فادحا بالتطبيع مع السعودية لهذا السبب

ليست رياضة فقط.. كرة القدم في السعودية لعبة جيوسياسية ودينية

معاهدة دفاع أمريكية سعودية.. لماذا تشبه وضع العربة أمام الحصان؟

للتطبيع ثمن.. ما المطلوب من أمريكا والسعودية وإسرائيل وفلسطين؟

رحلة في عقل بايدن.. 5 عوامل تحكم تفكيره لتطبيع سعودي إسرائيلي

تردد أمريكا في توقيع اتفاقية دفاع مع السعودية.. ماذا يعني؟

كل شئ عن الصفقة.. تطبيع السعودية وإسرائيل المحتمل في 7 أسئلة

صفقة تطبيع السعودية وإسرائيل.. هل يكافئ بايدن الأطراف الخطأ؟

ليتم التطبيع في 2025.. ماذا سيتغير في إسرائيل والسعودية وأمريكا؟

نتنياهو يكافح لتعزيز السلطة الفلسطينية من أجل التطبيع مع السعودية.. فهل ينجح؟

لـ5 أسباب بينها العمر.. محمد بن سلمان لا يتعجل التطبيع مع إسرائيل

تطبيع السعودية وإسرائيل هل يجلب السلام؟.. التاريخ يجيب بالأدلة