استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

أخيرا النيجر تتحدى فرنسا!

الثلاثاء 1 أغسطس 2023 05:43 ص

اخيرا النيجر تتحدى فرنسا!

الأزمة تعبير اخر عن تاكل نفوذ الغرب بأفريقيا وضعف أدواته فالكلف ترتفع خاصة أن ما ستخسره روسيا والصين في النيجر لايعد شيئا مقابل ما ستخسره فرنسا.

سيطرة فرنسا على عاصمة النيجر نيامي لن يكون مستحيلا الا ان حفاظها على الأمن في الدولة الفقيرة لن يطول وسيكلف فرنسا اضعاف ما ستحققه في المدى القصير.

توسع رقعة الحرب والفوضى في البلاد أوراق يلوح بها قادة انقلاب النيجر كما لوح بها قادة الانقلاب في مالي من قبل وهو تحدي أحرج فرنسا وكشف عورتها في افريقيا.

عجز فرنسا عن توفير الموارد الكافية دفع حكومة النيجر للاستعانة بقوات شركة فاغنر الروسية والنفوذ الروسي لملء الفراغ اسوة بمالي وجمهورة افريقيا الوسطى.

أزمة فرنسا في أفريقيا ليست وليدة اللحظة بل أزمة متدحرجة تفاقمت بمرور الوقت؛ ولن يوقفها تدخل عسكري لم يغب يوما عن المشهد أو حصار وعقوبات لشعب يعاني الكفاف.

* * *

اعلن قادة انقلاب النيجر وقف تصدير اليورانيوم والذهب الى فرنسا بعد اتهام الاخيرة الاعداد لعملية عسكرية تستهدف استعادة نفوذها والاطاحة بالانقلابيين في العاصمة نيامي.

الازمة التي تبعت اطاحت الحرس الرئاسي بالرئيس النيجري محمد بازوم تحولت الى ازمة اقليمية تتصدر فيها المشهد فرنسا ؛ علما انها ليست الازمة الاولى التي تواجهها فرنسا في منطقة الساحل والصحراء؛ اذ شهدت مالي ازمة مماثلة انتهت بمغادرة القوات الفرنسية البلاد بطلب من الحكومة العسكرية التي اكدت فشل العملية العسكرية التي قادتها فرنسا على مدى اكثر من عشر سنوات بحجة مكافحة الارهاب.

الامر ذاته تقريبا في افريقيا الوسطى التي استعانت بقوات فاغنر الروسية لضبط الامن لديها فالحرب على الارهاب تحولت لنزيف حقيقي للنفوذ الفرنسي في القارة الافريقية .

ففرنسا التي عجزت عن ادارة علاقاتها بمالي و افريقي الوسطى وتواجه صعوبات في السنغال لا يتوقع ان تنجح في استعادة نفوذها في النيجر رغم توافرها على قاعدة عسكرية تضم اكثر من الف جندي فرنسي ورغم مصالحها الاقتصادية القوية والعميقة بالحصول على اليوارنيوم.

فجغرافية النيجر تبدو عصية على فرنسا اذ تفوق مساحتها فرنسا بمقدار الضعف اي مليون و200 الف كيلومتر مربع مقابل 675 الف كم مربع مساحة فرنسا؛ مساحة شاسعة يصعب ادارتها و السيطرة عليها دون تعاون جيش النيجر والقبائل والاعراق التي تكن العداء لفرنسا ولسياساتها الاقتصادية.

وهي معادلة مسؤولة عن استنزف النفوذ والحضور الفرنسي خلال الاعوام القليلة الماضية لتتوج بالانقلاب في نيامي؛ المعادلة ذاتها التي يصعب التصديق بانها ستعيد النفوذ الفرنسي الى سابق عهده .

فتمكن فرنسا من السيطرة على العاصمة النيجيرية نيامي لن يكون مستحيلا الا ان حفاظها على الامن في الدولة الفقيرة لن يطول وسيكلف فرنسا اضعاف ما ستحققه في المدى القصير.

ففرنسا واجهت إشكالات لوجستية خلال الاعوام الماضية دفعت القوى والميليشيا التي دربتها للتمر د على ارادتها في النيجر؛ فعجز فرنسا عن توفير الموارد الكافية عجز حقيقي دفع حكومة النيجر للاستعانة بقوات شركة فاغنر الروسية والنفوذ الروسي لملء الفراغ اسوة بمالي وجمهورة افريقيا الوسطى.

تلويح فرنسا بالحرب لا يتوقع ان يحقق غاياته وردود فعل قادة جيش النيجر بوقف صادرات اليورانيوم دليل واضح على ذلك ما سيضطر فرنسا للتفاوض ودعوة دول ( منظمة إيكواس ) في غرب افريقيا للبحث عن حلول تتجاوز فرض العقوبات والتهديد بالتدخل العسكري فالفوضى ستفاقم ازمة النفوذ الفرنسي المتاكل .

ختاما .. أزمة فرنسا في القارة الافريقية ليست وليدة اللحظة بل ازمة متدحرجة ازدادت سوءا بمرور الوقت؛ ازمة لن يوقفها تدخل عسكري لم يغب يوما عن المشهد في النيجر او حصار وعقوبات لشعب يعاني الكفاف.

فالازمة تعبير اخر عن تاكل النفوذ الغربي الاوروبي الامريكي في افريقيا وضعف ادواته فالكلف ترتفع خصوصا ان ما ستخسره روسيا والصين في النيجر لايعد شيئا مقابل ما ستخسره فرنسا من توسع رقعة الحرب والفوضى في البلاد وهي اوراق يلوح بها قادة انقلاب النيجر كما لوح بها قادة الانقلاب في مالي من قبل وهو تحدي أحرج فرنسا وكشف عورتها في افريقيا.

*حازم عياد كاتب صحفي وباحث سياسي

المصدر | السبيل

  كلمات مفتاحية

النيجر مالي فرنسا إيكواس روسيا الصين أفريقيا انقلاب النيجر نفوذ الغرب شركة فاغنر

انقلاب النيجر.. كيف تراجع دور فرنسا في مستعمراتها السابقة بأفريقيا؟

كيف خسرت فرنسا نفوذها في غرب أفريقيا؟