تدفيع إسرائيل الثمن.. استراتيجية حماس في الضفة الغربية

الثلاثاء 1 أغسطس 2023 04:20 م

منذ معركة "وحدة الساحات" في 22 أغسطس/آب 2022 في قطاع غزة، حقق فصيلا المقاومة الفلسطينية "حماس" و"الجهاد الإسلامي" نفوذاً كبيراً في الضفة الغربية، حيث طردوا القوات الإسرائيلية الغازية وانتقموا من الهجمات بسرعة كبيرة في إطار استراتيجية تُعرف باسم "تدفيع الثمن".

يتناول مقال علي أبوجبارة في موقع "ذا كاردل"، والذي ترجمه "الخليج الجديد"، نشأة هذا التحالف بين حماس والجهاد الإسلامي في ظل سعي القوات الإسرائيلية لكسر معادلة "وحدة الساحات" التي وحدت القوات الفلسطينية في مناطق متعددة منذ مايو/أيار 2021.

ويشير إلى أن الحركتان وقفتا كتفا بكتف في مواجهة العدوان الإسرائيلي، ووقفت "سرايا القدس" التابعة للجهاد الإسلامي في فلسطين بحزم، بدعم لوجستي حاسم من حماس.

ورغم عدم انخراط حماس بشكل مباشر في المواجهة العسكرية في بعض الأحيان، إلا أن تضامنها وتعاونها مع قادة الجهاد الإسلامي في فلسطين خلف الكواليس أظهر جبهة موحدة ضد الاحتلال.

ويضيف أنه طوال فترة المواجهة، أحبطت الحركتان محاولات إسرائيلية لاستغلالهما وزرع الفتنة بينهما من خلال التأكيد على الأخوة والوحدة. والآن، امتدت قوة هذا التعاون إلى ما وراء قطاع غزة، ووصلت إلى عمق الضفة الغربية المحتلة، حيث يبدو أن جهودهم متشابكة بشكل وثيق.

وقد حصدت هذه الجهود هذا العام ثمارًا؛ حيث قادت الجهاد الإسلامي في فلسطين عدة عمليات عسكرية مباشرة ضد القوات الإسرائيلية، واهتمت بـ"كتيبة جنين" وغيرها من الجماعات المسلحة التي بدأت في التوسع بأنحاء الضفة الغربية.

ولفت المقال إلى أن حماس اتبعت خلال هذه الفترة نهج المسار المزدوج؛ وهو إجراء عمليات أمنية لمحاسبة الإسرائيليين على جرائمهم في الضفة الغربية المحتلة، وتقديم الدعم المالي لمجموعات المقاومة لشراء الأسلحة.

وقد ولّدت استراتيجية "تدفيع الثمن" من خلال الرد السريع على الاعتداءات عددًا من العمليات الناجحة لمقاتلي المقاومة في الضفة الغربية المحتلة والقدس وحتى الأراضي المحتلة عام 1948، ووصفت كتائب القسام حينها الهجوم بأنه "بداية لمرحلة جديدة لمقاومة الاحتلال في الضفة الغربية".

بصمة حماس المتزايدة في الضفة

ينوه المقال أيضا إلى أن مقاومة الضفة الغربية أصبحت ظاهرة للعيان ومؤثرة بشكل متزايد، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى تكتيكات كتائب القسام الفريدة وتنشيط الخلايا العسكرية السرية.

وفي حالات معينة، تمتنع الحركة عن إعلان مسؤوليتها لأسباب أمنية؛ ولضمان استمرار قدرتها على تنفيذ هذه العمليات.

ويعتقد الكاتب أن من أهم العمليات الحاسمة عملية غور الأردن في 7 أبريل/نيسان 2023، عندما رد عضوا حماس معاذ المصري وحسن قطناني على الهجمات الإسرائيلية على المسجد الأقصى، وأودى هجومهما بحياة ثلاث جنديات إسرائيليات ورافقه ضربات صاروخية متعددة من جنوب لبنان وسوريا وقطاع غزة.

وبالمثل، في 27 فبراير/شباط 2023، نفذ عبدالفتاح خروشة المحسوب على حماس "عملية حوارة" التي أسفرت عن مقتل جنديين إسرائيليين، وتزامنت العملية عن قصد مع قمة العقبة في الأردن، التي استضافت مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين وفلسطينيين وأثارت حفيظة الشعب الفلسطيني في كل مكان.

ويخلص الكاتب إلى أن الموجة الأخيرة من عمليات المقاومة تُظهر تطور حماس المتزايد في "فن التوقيت"، فضلاً عن قدرتها في السيطرة الكاملة على الساحة المستهدفة وتقديم بعض النتائج المهمة والمحددة للغاية.

من خلال استخدام استراتيجية "تدفيع الثمن"، أجبرت حماس إسرائيل على تحمل وطأة أفعالها، بينما أرسلت تحذيرات واضحة للسلطة الفلسطينية بشأن تعاونها "الأمني" مع تل أبيب تحت رعاية الولايات المتحدة.

تكتيكات التحول لاكتساب الأفضلية

إلى جانب عملياتها الانتقامية الخاطفة والسريعة، تبنت حماس سياسة استراتيجية للتمويل والتنسيق مع المقاومة في الضفة الغربية المحتلة. في 28 فبراير/شباط 2022، اتهمت السلطة الفلسطينية مصعب أشتية، الأسير المفرج عنه والمرتبط بشكل وثيق بحركة حماس، بتحويل مليون دولار إلى فصيل "عرين الأسود" لشراء أسلحة وذخيرة.

ونقلت صحيفة "العربي الجديد" عن مصدر في السلطة الفلسطينية قوله إن أشتية هو المسؤول الأول عن تمويل "عرين الأسود"، مضيفة أن الأمن الفلسطيني اكتشف طرقًا لتحويل الأموال لشراء الأسلحة بعيدًا عن الرقابة الصارمة المفروضة على البنوك ومحلات الصرافة والتجار.

لم يقتصر هذا الدعم المالي على المصادر المحلية، ففي 25 يونيو/حزيران، أفادت صحيفة "الأخبار" اللبنانية بأن السلطات الأردنية أحبطت عملية تهريب أسلحة إلى حماس في الضفة الغربية واعتقلت 4 أردنيين من أصل فلسطيني.

وأدى هذا الحادث إلى توتر العلاقات بين السلطات الأردنية وحركة المقاومة؛ ما تسبب بانقطاع الاتصالات بشكل كامل. كما اعتقلت السلطات الإسرائيلية النائب الأردني عماد العدوان في 24 أبريل/نيسان للاشتباه بتهريب أسلحة وذهب إلى الضفة الغربية.

ويشير المقال إلى أن إسرائيل تحمّل صالح العاروري، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، المسؤولية عن أنشطة الحركة.

ووفقا للقناة 12 الإسرائيلية، عززت حماس تحت قيادة العاروري قدراتها العملياتية من لبنان؛ ما مكّن قواتها من إطلاق وابل من 38 صاروخا في دقيقتين فقط خلال حادث أبريل/نيسان الماضي.

ويختتم المقال بالقول إن "وحدة الساحات لم تعد مجرد شعار"، مؤكدا أن العاروري "أصبح الشخصية الأكثر جاذبية في التنظيم، وأقام اتصالات من غزة إلى طهران مرورا ببيروت والضفة الغربية؛ من أجل تحقيق هدفه النهائي بشن هجوم مشترك على إسرائيل عبر جميع الجبهات".

المصدر | علي أبوجبارة/ ذا كاردل – ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

حماس الجهاد الإسلامي عرين الأسود العاروري

إسرائيل تشن حملة مداهمات واعتقالات في مناطق متفرقة بالضفة