استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

إلى متى الدوران في حلقة الخلافات العبثية؟

الخميس 3 أغسطس 2023 06:10 ص

إلى متى الدوران في حلقة الخلافات العبثية؟

ألا يدرك قادة الفصائل أن ذلك الدوران التائه في حلقة الخلافات وفشله المتكرر هو أحد أسباب موجة التطبيع مع الكيان الصهيوني؟

ألا يدرك الجميع أن هذه الخلافات العبثية أحد أسباب تجرؤ البعض على معاداة شعب فلسطين المغلوب على أمره والمجروح بألف طعنة وطعنة؟

متى تتوقف الخلافات العبثية بين الفصائل الفلسطينية والانتقال إلى تكوين قوة نضالية ديمقراطية مشتركة، تمثل شعب فلسطين، وتعلن حرب تحرير باسمه؟

ألا يحرك ذلك المشهد الحزين المأساوي ضمائر الجميع، من أجل إيقاف دوران تلك الدائرة العبثية بشأن اتفاق الفصائل، التي تكررت لتصبح لعبة طفولية مملة؟

تبين أن اجتماع الأمل والرجاء بالعلمين سار في خطى عشرات الاجتماعات السابقة التي حكمتها المماحكات وخطوط الخارج الحمراء، والمصالح الضيقة المؤقتة.

* * *

أرسل لي منذ بضعة أيام صديق فلسطيني عزيز خبراً صحافياً متداولاً في الأوساط الفلسطينية والأوساط الصهيونية عن تجميد لجنة مختصة بفضح ممارسات الاحتلال بحق الفلسطينيين وأراضيهم وحقوقهم لعرضها أمام المجتمع الدولي.

وحسب الخبر الذي نشر على بعض المواقع العربية، وكشفته أيضاً القناة «12» العبرية، تسببت تلك الخطوة في انقسامات حادة بين صفوف الفلسطينيين، لما للخطوة من آثار سلبية على محاولة ملاحقة الجرائم الإنسانية ومرتكبيها في فلسطين المحتلة.

اتصلت بصديقي وقلت له «هون عليك، فبعد بضعة أيام سيجتمع قادة الفصائل والسلطة في منطقة العلمين المصرية، وسيتفقون على طريقة مشتركة لمواجهة فواجع اتفاقية أوسلو ومضاعفاتها الأحادية الكارثية، وستكون عيون شعب فلسطين المناضل العظيم مراقبة وحاكمة».

اجتمع القوم وألقيت خطابات المجاملات والتمنيات، من دون ذكر لمقترح محدد واحد، وبعد يومين تبين أن اجتماع الأمل والرجاء سار في خطى عشرات الاجتماعات السابقة التي حكمتها المماحكات وخطوط الخارج الحمراء، والمصالح الضيقة المؤقتة والأحلام البريئة، بل أكثر من ذلك.

حاولت الاتصال بصديقي لأواسيه وأشد عزيمة المستقبل في روحه النضالية، التي أنهكتها السنون والانتكاسات وألاعيب الجهالة، لكن صديقي لم يجب، وعرفت أنه من المؤكد منزوٍ في غرفة نومه يبكي بيأس المحارب الجريح، وفاضت عينيّ بدموع ذكريات نضالاتنا المشتركة القديمة، عندما لم يكن في قلوبنا ونفوسنا إلا الآمال العظام والإرادة الحديدية والثقة في نبل جماهير أمتنا العربية والتزامها بدحر الهجمة البربرية الصهيونية.

دعنا نكون صادقين مع أنفسنا ومع القوى التي تقود معركة تحرير فلسطين ولنسأل قادة الفصائل سؤالاً مباشراً: إذا كان استيلاء الاستعمار الصهيوني على تسعين في المئة من أرض فلسطين، وإعلان قياداته اليومي بأنهم لن يسمحوا بقيام دولة فلسطينية مستقلة حتى على الجزء الصغير الباقي، وممارسة القتل ونهب الثروة، وترويع الأطفال ومحاصرة الملايين، واستباحة المسجد الأقصى، والرفض التام لرجوع أي من اللاجئين الفلسطينيين إلى أرضهم وأرض أجدادهم، والتهديد بطرد الفلسطينيين الموجودين في الجزء المحتل عام 1948 ليتم تهويد فلسطين برمتها، وإذا كانت قوى الاستعمار الغربي، بقيادة أمريكية معلنة ومتصاعدة في توحشها وهمجيتها، تقف موحدة للسماح بكل ذلك ولا تواجهه إلا بكلمات الأسف المنافق الكاذب المخادع..

إذا كان ذلك المشهد قد أصبح تحدّيا يوميا لا تواجهه إلا عزيمة نفر صغير شجاع مضحٍ نبيل مقاوم من شباب فلسطين، أليس ذلك بكافٍ أن يتوقف عبث الخلافات المملة بين الفصائل الفلسطينية، والانتقال إلى تكوين قوة نضالية ديمقراطية مشتركة، تمثل شعب فلسطين، وتعلنها حرب تحرير باسمه، وتضع يدها في يد كل المقاومات العربية والإسلامية والمسيحية والمتعاونين من أشراف العالم، عبر الوطن العربي والعالم الإسلامي وكل أرض غير خاضعة للنفوذ الغربي ـ المتصهين الفاقد الضمير؟

ألا يحرك ذلك المشهد الحزين المأساوي ضمائر الجميع، من أجل إيقاف دوران تلك الدائرة العبثية بشأن اتفاق الفصائل، التي تكررت لتصبح لعبة طفولية مملة؟ ألا يدرك قادة الفصائل أن ذلك الدوران التائه في حلقة إزالة الخلافات وفشله المتكرر هو أحد أسباب موجة التطبيع مع الكيان الصهيوني المتعاظمة، بل أحد أسباب تجرؤ البعض على معاداة شعب فلسطين المغلوب على أمره والمجروح بألف طعنة وطعنة؟

أقولها بصراحة تامة: لن يقبل أحد أي عذر يقدم لاستمرار هذه الخلافات، بل لن يقبلها رب المسجد الأقصى، العادل، الحق، المقسط، الذي أوصى عباده بمحاربة من يعتدون بمثل حربهم. هذا ما يفعله شباب فلسطين المناضل الشجاع المضحي، فلنخجل منهم ومن تضحياتهم.

*د. علي محمد فخرو سياسي بحريني، كاتب قومي عربي

المصدر | القدس العربي

  كلمات مفتاحية

فلسطين اجتماع العلمين الخلافات العبثية الدوران التائه المقاومة الفلسطينية ممارسات الاحتلال الفصائل الفلسطينية حرب تحرير