كاتب كويتي: على إيران استثمار التقارب مع السعودية للقبول بالتحكيم الدولي بأزمة حقل الدرة

الخميس 3 أغسطس 2023 12:35 م

مع تفجر أزمة حقل الدرة بين السعودية والكويت، من ناحية، وإيران، من ناحية أخرى، تبدو مكاسب التطبيع الأخير بين الرياض وطهران مهددة، ومن أجل صيانة تلك المكاسب، ينبغي على الدبلوماسيين في المنطقة العمل لوضع حد نهائي لواحد من النزاعات الإقليمية الأكثر استعصاء، ويجب على إيران، في هذا الإطار، القبول بمبدأ التحكيم وفقا للقانون الدولي.

ما سبق كان خلاصة تحليل كتبه الأكاديمي والباحث الكويتي الدكتور محمد الرميحي، ونشره موقع "منتدى الخليج الدولي"، مبديا تفاؤله من استثمار إيران موجة الرغبة الخليجية في التقارب وعدم التصعيد، وجنوحها نحو حل دبلوماسي لأزمة حقل الدرة، بدلا من المضي قدما في التصعيد والإصرار على التنقيب والحفر بالحقل، المتنازع عليه مع الكويت والسعودية.

ويقر الكاتب أن النزاعات الحدودية - بما في ذلك ترسيم الحدود البحرية والبرية – تظل واحدة من أكثر قضايا الخلاف إلحاحًا بين إيران وكل من دول مجلس التعاون الخليجي، ورغم أن المشكلات من هذا النوع بين دول الخليج قد تم حلها، لكن المشكلات بين دول الخليج وإيران "تم تهميشها مؤقتا"، وفقا للتحليل، الذي ترجمه "الخليج الجديد".

مشكلات الحدود البحرية

وتعد مشكلة ترسيم الحدود البحرية أكثر انتشارًا من المشكلات البرية، وعادة ما تصبح مشكلة فقط عندما تقع الحدود البحرية فوق مناطق غنية بالموارد - غالبًا ما يشير هذا إلى حقول النفط والغاز - ولكن يمكن أن يشمل موارد أخرى، بما في ذلك مصايد الأسماك أو حتى المواقع السياحية.

ويشير الكاتب إلى أن الخلاف الحدوي البحري الأهم في منطقة الخليج يتعلق بحقل الدرة، الذي يقع بين الكويت والسعودية وإيران.

وبينما يتمحور الجدل في الغالب حول الغاز والنفط، فإن الخلاف له جانب أمني أيضًا؛ فالحقل مجاور لعدة جزر صغيرة يمكن استخدامها لأغراض عسكرية.

ولطالما أكدت إيران أنها تمتلك حصة في حقل الدرة، بينما الكويت والسعودية تعتبرانه مشتركًا بين بلديهما فقط، ولا تطالب إيران به، لأنه يقع خارج حدودها البحرية.

ولان العلاقات بين دول الخليج وإيران تقوم على أسس اقتصادية وإنسانية، فإن الطرفين (دول الخليج وإيران) يتفقون على أهمية التقسيم العادل لموارد المنطقة، يقول الكاتب.

ويضيف: "لذلك، فإن السياسة الجيدة لإنهاء الخلاف على حقل الدرة أو أي نزاع آخر على ثروة المنطقة هي اللجوء إلى القانون الدولي والآليات القضائية المعترف بها ومحاكم التحكيم المحايدة، هذا هو أفضل مسار عمل لجميع دول الخليج، كبيرة كانت أم صغيرة، والمحاولات السابقة للسيطرة على المناطق المتنازع عليها بالقوة لم تسفر عن أي نتائج إيجابية للمنطقة".

دوافع إيران

ويرى الكاتب أن الاختلافات الأيديولوجية والعوامل المحلية داخل إيران لعبت الدور الرئيسي في تمسك طهران بالتصعيد عبر بدء الحفر في الحقل قبل حل النزاع مع الكويت والسعودية.

ويقول إن التحديات الداخلية المتصاعدة في إيران دفعت نظام الملالي إلى تأجيج المشاعر القومية على أمل خلق تأثير "تجمع حول العلم" كأبرز الطرق التي يمكن من خلالها زيادة شعبية النظام.

ويختم الكاتب بأنه يجب على إيران أن تنتهز الفرصة التي يجلبها الانفراج الأخير مع السعودية، لاتخاذ خطوة إيجابية وإثبات أنها تدعم بشكل أساسي وقف التصعيد مع جيرانها.

للقيام بذلك، فإن أفضل مسار للعمل هو التحكيم الدولي في مجال الدرة، كما يقول الكاتب، لمنع هذه القضية من تشكيل قرح لجيل جديد، وتوليد صراعات مستقبلية عبر الخليج، فقد حان الوقت لحلها مرة واحدة وإلى الأبد.

المصدر | محمد الرميحي / منتدى الخليج الدولي - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

العلاقات الخليجية الإيرانية حقل الدرة الكويت السعودية

حقل الدرة.. أول اختبار حقيقي للعلاقات السعودية الإيرانية بعد التطبيع

وسط تصاعد أزمة حقل الدرة.. الكويت تستقبل السفير الإيراني الجديد

إيران: السعودية ستفتح سفارتها في وقت مناسب.. ولنا حق في حقل الدرة

نزاع إيران مع الكويت والسعودية حول حقل الدرّة.. ماذا يعني؟