غضب في تركيا لقرار ديزني+ عدم بث مسلسل أتاتورك.. ما علاقة الأرمن؟

الخميس 3 أغسطس 2023 03:47 م

أثار قرار، قيل إن خدمة "ديزني+" اتخذته، ويتضمن عدم بث مسلسل وثائقي عن مؤسس تركيا الحديثة مصطفى كمال أتاتورك، الذي يحظى بمكانة رفيعة في البلاد، غضبا واسعا بين الساسة في تركيا، وسط اتهامات للشبكة الأمريكية بالخضوع لضغوط الجماعات الأرمينية.

وكانت عدة تقارير إخبارية تركية وأرمينية، أفادت بأن "ديزني+" التابعة لشركة "والت ديزني"، قررت إلغاء مسلسل "أتاتورك"، مشيرة إلى أن القرار اتُّخذ تحث تأثير من حملات لنشطاء اللجنة الوطنية الأرمينية الأمريكية.

ونقل موقع "بولتيكو" في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، عن المتحدث باسم حزب "العدالة والتنمية" (الحاكم) عمر جليك، تنديده بقرار عدم بث المسلسل، بعدما وردت أنباء تفيد بذلك، وقال إن القرار "مُخزٍ" و"مهين".

من جانبه، قال المجلس الأعلى للإذاعة والتلفزيون، وهو هيئة الرقابة على البث بتركيا، إنه ينظر في التقارير الواردة بوسائل الإعلام التركية والأرمينية.

قبل أن يعلن رئيس المجلس الأعلى للإذاعة والتلفزيون أبوبكر شاهين، عن إجراء تحقيق في القضية، ووصف أتاتورك بأنه "أهم قيمنا الاجتماعية".

وكانت اللجنة الوطنية الأرمينية الأمريكية، دعت "ديزني+"، في يونيو/حزيران الماضي، إلى إلغاء البث، وقالت إن الوثائقي "يمجد ديكتاتوراً تركيّاً وسفاحاً تورط في إبادة جماعية"، على حد تعبيرهم.

وقال المدير التنفيذي للجنة التي قادت الحملة لإلغاء العرض على الشبكة آرام هامبريان، إن إعطاء "معاملة ديزني" لأتاتورك كان "اقتراحًا مخيفًا".

وأضاف: "أي شيء ينظر إلى أتاتورك دون وضع إرثه من الإبادة الجماعية في المركز ذاته يخاطر بتطبيع ما فعله".

وتابع: "إذا كان هناك الآن نقاش وطني أو دولي حول هذا الإرث، فهذا أمر مرحب به للغاية".

وتطالب أرمينيا واللوبيات الأرمنية في أنحاء العالم، أنقرة الاعتراف بما جرى خلال عملية التهجير عام 1915 على أنه "إبادة عرقية"، وبالتالي دفع تعويضات.

ويقول الأرمن إن القوات العثمانية آنذاك استهدفت أسلافهم بشكل ممنهج، بالقتل والاعتقال والتهجير، بسبب الشك في دعمهم لروسيا أثناء الحرب العالمية الأولى. ويقدرون أعداد القتلى في هذه الأحداث بحوالي مليون ونصف أرمني، وهو الرقم الذي تنكره أنقرة، مقدرة أعداد الضحايا ما بين 300-500 ألفا.

وتقول تركيا إنهم سقطوا نتيجة حرب أهلية، رافضة استخدام لفظ "إبادة" أو "مذبحة"، قائلة إنها "مأساة" لكلا الطرفين.

ودعت إلى القيام بأبحاث حول أحداث 1915 في أرشيفات الدول الأخرى، إضافة إلى الأرشيفات التركية والأرمنية، وإنشاء لجنة تاريخية مشتركة تضم مؤرخين أتراكا وأرمن، وخبراء دوليين.

ورغم ذلك، أعلنت "ديزني+" في تركيا الشهر الماضي، أن مسلسل "أتاتورك" سيُبث "قريباً جداً"، وقالت في منشور على منصة "إكس" (تويتر سابقا): "مسلسل أتاتورك من الأعمال الأصلية سيُبث قريباً جداً، في الذكرى المئوية لجمهوريتنا".

وقالت: "والت ديزني تركيا"، الأربعاء 2 أغسطس/آب 2023، إنها "راجعت استراتيجية توزيع المحتوى؛ للوصول إلى قاعدة جماهيرية أوسع نطاقاً".

أوضحت الشركة أنها قررت بث نسخة خاصة من الوثائقي على قناة "فوكس" التلفزيونية بتركيا، ثم عرضه في فيلمين منفصلين بدور العرض، لكن بيان الشركة لم يوضح ما إذا كان فيلما أتاتورك سيُبثان على خدمة بث "ديزني+".

كذلك نقل بيان "والت ديزني تركيا" عن المنتج سانير أيار، القول: "في إطار احتفالات المئوية، نفخر بالإعلان عن أننا بداية من أكتوبر/تشرين الأول، سنعرّف مزيداً من الأشخاص على أتاتورك عبر فوكس المجانية. وسيعقب ذلك عرض يتمكن فيه الأشخاص من مشاهدة الفيلم 1 والفيلم 2 على الشاشة الكبيرة".

وسبق لـ"ديزني+" أن أصدرت في أكتوبر/تشرين الأول 2022، مقطعاً دعائياً لمسلسل "أتاتورك" الذي يركز على حياته.

وكشف المقطع الترويجي عن البطل الذي يلعب دور مصطفى كمال، قبل معركة "جونك بايري" وهو يقرأ أبيات الكاتب التركي نامق كمال: "دع العدو يلصق خنجره في قلب الوطن الأم، سيرى رجلاً ينقذ أمه. إنه قدر العدو الأسود"، وفقاً لما ذكرته صحيفة "ديلي صباح"، التركية.

وتمثل معركة "جونك باير" هزيمة ساحقة لهجوم العدو في اليوم الأول من المعركة، ما أدى في نهاية المطاف إلى فوز الأتراك بمجموعة التلال المتنازع عليها، بعد معركة شرسة بين قوات الجيش الأسترالي والنيوزيلندي من جهة، والعثمانيين من جهة أخرى، وانتهت بنصر مؤزر للعثمانيين.

لعب الممثل "آراس بولوت إينيملي" دور القائد أتاتورك في الوثائقي.

ولم يعرف بعد أسباب تراجع "ديزني+" عن قرارها بث المسلسل.

يشار إلى أنه في عام 2020، تعرضت "ديزني" لانتقادات بسبب تصوير أجزاء من فيلم الحركة الحية "مولان" في منطقة شينجيانغ بالصين، مما أدى إلى اتهامات بأن الشركة تساعد في تبييض انتهاكات حقوق الإنسان على نطاق واسع من قبل الصين، ضد السكان الأيجور المسلمين في المنطقة.

المصدر | بولتيكو - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

تركيا ديزني+ ديزني أتاتورك الأرمن