استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

سقوف قمة العلمين وسقوف ائتلاف نتنياهو

الثلاثاء 15 أغسطس 2023 04:37 ص

سقوف قمة العلمين الثلاثية وسقوف ائتلاف نتنياهو

الرهان العربي على أميركا وعلى حلفائها في الكيان الصهيوني مغامرة خطرة ومدمرة.

سقوف البيان الختامي مرتفعة مقارنة بسقوف منخفضة أعلن نتنياهو تمسكه بها مؤخرا والتي أكد فيها أكثر من مرة موت "حل الدولتين".

قمة العلمين كررت سقف المبادرة العربية، مقرونة بجدول زمني أثبتت التجارب استحالة الرهان عليه بعد "اتفاق أوسلو" واتفاق النووي الايراني.

تطبيع العلاقة مع السعودية عبر مسار اتفاقات أبراهام يتطلب تقديم نتنياهو وعود لفظية يَعتقد أنها كفيلة بإسقاط حكومته واغتياله بيد شركائه في اليمين.

يصر نتنياهو على خفض السقوف السياسية والأمنية والاقتصادية وخفض التوقعات والسقوف التي تطالب بها أكثر الدول تشاؤما ما يجعل أي لقاءات ومفاوضات بلا قيمة.

* * *

البيان الختامي لقمة العلمين اكد تمسك الاردن ومصر والسلطة في رام لله بالمبادرة العربية التي قدمتها السعودية في قمة بيروت العام 2002، والتي اشترطت قيام دولة فلسطينية وعاصمتها القدس على الاراضي المحتلة عام 1967.

سقوف البيان الختامي تعد مرتفعة مقارنة بالسقوف المنخفضة التي اعلن نتنياهو تمسكه بها خلال لقاءاته المتكررة مع المسؤولين الامريكان؛ او خلال لقاء مستشاريه في واشنطن نظراءَهم؛ او عبر تصريحاته المتكررة لوكالة بلومبرغ الامريكية ولوسائل الإعلام العبرية التي أكد فيها أكثر من مرة موت "حل الدولتين".

موقف نتنياهو لم يطرأ عليه تغير رغم التلويح المتكرر بتطبيع العلاقة مع السعودية عبر مسار اتفاقات أبراهام؛ وهو قبول كان يتطلب من نتنياهو تقديم وعود لفظية يَعتقد أنها كفيلة بإسقاط حكومته وتصفيته واغتياله من قبل شركائه في اليمين.

القادة المجتمعون في العلمين اكدوا في بيانهم ضرورة وضع جدول زمني لانسحاب الاحتلال الاسرائيلي واقامة الدولة الفلسطينية في المقابل؛ وفي الآن ذاته اكد الملك عبد الله الثاني والرئيس المصري ورئيس السلطة اهمية التفاعل مع الجهود الدولية المبذولة؛ وهي جهود استحوذت عليها الولايات المتحدة الامريكية طوال الاشهر القليلة الماضية دون ان تحدث تغييراً في موقف نتنياهو او حكومته الائتلافية؛ فضلًا عن تغير مواقف المعارضة التي يقودها يائير لبيد وبيني غانتس؛ فالموقف الاسرائيلي بات صلبا ومتماسكا برفض إقامة دولة فلسطينية حتى على المناطق المصنفة (أ) وفقا لاتفاق أوسلو.

الادارة الامريكية التي اظهرت حرصا خلال الاشهر القليلة الماضية على احياء المفاوضات بطرحها لقاء خماسيا يضم الاردن ومصر والسلطة في رام الله، الى جانب الولايات المتحدة الامريكية وقادة الكيان الاسرائيلي؛ ودعمها مسار الاتفاقات الابراهيمية عبر ضم العربية السعودية لمسار تطبيعي، لم تنجح في إحداث اختراق سواء في المستوى السياسي او الاقتصادي او الامني الذي شهد تدهورا كبيرا خلال الأشهر الثمانية الماضية.

النشاط الامريكي المفرط الذي قاده مدير المخابرات الامريكية (CIA) وليام بيرنز ومستشار الامن القومي جيك سوليفان ووزير الخارجية الامريكي انتوني بلينكن الذي ابقى على نائبته فيكتوريا نولاند فترة طويلة في المنطقة، الى جانب الممثل الامريكي للشؤون الفلسطينية هادي عمر، لم يغير شيئا على ارض الواقع ولم يحقق التهدئة فالاراضي الفلسطينية ماضية نحو التصعيد المتدحرج الذي نجحت امريكا في إبطائه، ولكنها لم تنجح في وقفه.

أما هذا الواقع فإن المكان الوحيد المتوفر امام ادارة بايدن لتحقيق لقائها الخماسي هو في اروقة الامم المتحدة خلال اجتماع القادة في سبتمبر/ ايلول القادم، وهو لقاء عَوَّل عليه نتنياهو لكسر الجمود المحيط بعلاقته بالرئيس جو بايدن، في حين تعول عليه اميركا لخفض التصعيد عبر مسار امني واقتصادي حاولت رسم معالمه في قمة العقبة وقمة شرم الشيخ دون جدوى تذكر.

ختامًا..

يصر نتنياهو على خفض السقوف السياسية والامنية والاقتصادية، ويصر على خفض التوقعات والسقوف التي تطالب فيه اكثر الدول تشاؤما؛ ما يجعل من عقد لقاءات ومفاوضات مسألة لا قيمة ولا جدوى منها؛ وهي الرسالة التي يمكن فهمها من قمة العلمين التي حافظت على سقف المبادرة العربية، مقرونة بجدول زمني أثبتت التجارب استحالة الرهان عليه بعد "اتفاق أوسلو"، بل بعد الاتفاق النووي الايراني الذي انسحبت منه اميركا في عهد الرئيس السابق ترمب، ضاربة بوعودها عرض الحائط، وهي حقيقة تؤكد للمرة الألف ان الرهان على اميركا وعلى حلفائها في الكيان الصهيوني مغامرة خطرة ومدمرة.

*حازم عياد كاتب صحفي وباحث سياسي

المصدر | السبيل

  كلمات مفتاحية

فلسطين الأردن مصر نتنياهو السعودية التطبيع قمة العلمين اتفاق أوسلو اتفاقات أبراهام الكيان الصهيوني