الدبيبة يتدخل لوقف اشتباكات طرابلس الطاحنة بعد مقتل 4.. كيف تصاعد التوتر؟

الثلاثاء 15 أغسطس 2023 05:37 م

أفادت تقارير صحفية، الثلاثاء، بأن رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبدالحميد الدبيبة، تدخل لوقف الاشتباكات الدموية التي اندلعت في العاصمة طرابلس بين قوة الحرس الرئاسي (تابعة للمجلس الرئاسي)، واللواء 444 (تابع لحكومة الوحدة الوطنية)، بعد احتجاز الأولى لآمر القوة الثانية محمود حمزة في مطار معيتيقة، ما أدى لاندلاع الاشتباكات، مساء الإثنين.

ونقلت التقارير بأن الدبيبة، بصفته وزير الدفاع، توصل لاتفاق على تسليم قائد اللواء 444 إلى جهة محايدة، وأمر بإيقاف الاشتباكات.

واتسعت دائرة الاشتباكات، الثلاثاء، لتسفر عن مقتل 4 من مقاتلي "جهاز الردع" التابع لقوة الحرس الرئاسي في طرابلس، حيث تركزت الاشتباكات في مناطق عين زارة وطريق الشوك وخلة الفرجان في العاصمة.

وقال صحفي من "رويترز" في طرابلس، إن دخانا داكنا تصاعد فوق أجزاء من المدينة في ساعة مبكرة من صباح الثلاثاء، ودوت أصوات أسلحة ثقيلة في الشوارع، وأفاد سكان ووسائل إعلام محلية باندلاع قتال في مناطق مختلفة من العاصمة.

بدورها، قالت وزارة الصحة الليبية إنها تلقت نداءات استغاثة عبر الأجهزة التابعة لها من مواطنين عالقين في مناطق الاشتباكات بطرابلس، يطلبون توفير ممرات آمنة لهم وإخراجهم.

وأعربت الوزارة، في بيان نشرته على "فيسبوك"، عن أسفها لما يشهده جنوب العاصمة طرابلس من اشتباكات وسط الأحياء المكتظة بالسكان، وقرب المؤسسات الطبية العامة والخاصة.

ودعت طرفي الاشتباكات إلى السماح لفرق الطوارئ التابعة للإسعاف والطوارئ، ومركز طب الطوارئ والدعم، والهلال الأحمر، بإنقاذ المواطنين الموجودين في مناطق الاشتباكات، وتوفير ممرات آمنة حفاظاً على حياة المدنيين.

وأعلنت شركات طيران تعليق رحلاتها الدولية من وإلى مطار معيتيقة الدولي بطرابلس؛ بسبب الاشتباكات، ونقلت أخرى رحلاتها إلى مطار مصراتة القريب، فيما توقف الدوام الدراسي بالجامعات.

قصة الاشتباكات من البداية

تفيد تقارير بأن مجموعة من "قوات الردع" أقدمت على احتجاز آمر اللواء 444، محمود حمزة، في مطار معيتيقة مساء الإثنين؛ ما تسبب في بدء مناوشات، أثارت الذعر في المطار ومحيطه بين الأهالي.

ومنحت قوات اللواء 444 مهلة قصيرة لقوات الردع من أجل إطلاق سراح حمزة، وهو ما لم يحدث، لتحرك القوات مدرعات وأسلحة ثقيلة لفك أسره بالقوة.

كما نشر مدونون على مواقع التواصل مقاطع فيديو تظهر خروج عدد من الدبابات والسيارات المسلحة التابعة للواء 444 من معسكر التكبالي بمنطقة صلاح الدين في طرابلس.

وجرت الاشتباكات في مناطق مكتظة بالسكان؛ ما أثار الذعر.

تفاصيل أخرى

ووفق ما هو منشور ببوابات إخبارية ليبية، فقد بدأت القصة عندما طلب إبراهيم الدبيبة، شقيق رئيس الحكومة، من آمر الكتيبة "اللواء 444"، محمود حمزة، الحضور صباحاً لمطار معيتيقة، والذهاب برفقة رئيس حكومة الوحدة الوطنية إلى مدينة مصراتة بطائرة خاصة لحضور الاستعراض العسكري في الكلية الجوية.

وأضافت أن حمزة فوجئ بالقبض عليه من داخل الطائرة من قبل قوات "جهاز الردع"، واقتياده لمكان مجهول، قبل أن يفقد الاتصال به.

وقالت قيادات من اللواء 444 إنهم صمتوا لساعات، بعد عملة الاعتقال، احتراما لقيادات وجاهات في منطقة سوق الجمعة، وعدوهم بالتوسط لإطلاق سراح حمزة حتى صلاة العشاء مساء الإثنين، وهو ما لم يحدث، على حد قولهم.

أما "جهاز الردع"، فقال في بيان: "لم نشرع في اتخاذ أية إجراءات خارج إطار القانون، أو خارج الصلاحيات الموكلة إلينا بأوامر من الجهات ذات العلاقة، وعملية إيقاف حمزة تمت وفقاً لمذكرة قبض بأوامر من المدعي العام العسكري بما يكفله له القانون من اختصاصات وصلاحيات".

ليست طرابلس فقط

التوتر الأمني الذي تسببت به حادثة اعتقال قائد اللواء 444 لم تقف عند طرابلس، بل امتدت لمدينة ترهونة المحاذية لها، حيث قال آمر قوة الإسناد بعملية "بركان الغضب"، ناصر عمار، إن "قوة تابعة لـ(اللواء 444 قتال) قامت باقتحام مقر جهاز الردع بمنطقة الداوون في مدينة ترهونة".

وأضاف عمار أن "أكثر من 70 آلية طوقت المقر وأجبرتهم على الاستسلام وتم حجزهم ومصادرة أسلحتهم".

يذكر أن القوتان المتصارعتان يفترض أنهما تدينان بالولاء لحكومة الوحدة الوطنية، ولعبتا دورا في إحباط محاولة قوات تابعة للبرلمان في الشرق السيطرة على طرابلس لتثبيت سلطة حكومة فتحي باشاغا السابقة، والتي شكلها المجلس.

الاشتباكات ليست الأولى بين هاتين القوتين، ففي 28 مايو/أيار الماضي شهدت طرابلس اشتباكات استمرت لساعات بينهما على خلفية اعتقال الأول أحد القادة التابعين للواء 444 أيضا.

مؤسسات الشرق الليبي تدين

بدوره، أدان مجلس النواب الليبي في الشرق ما وصفها بـ"الأعمال القتالية وجرائم الخطف" التي تشهدها طرابلس، ودعا كافة الأطراف لوقف الاقتتال.

كما علق رئيس الحكومة الليبية المكلفة من البرلمان أسامة حماد على الاشتباكات، قائلا إنه يتابعها بقلق، ودعا "الجهات الأمنية والعسكرية إلى ضبط النفس وتغليب الحوار حقناً للدماء ومنعاً لتدمير الممتلكات العامة والخاصة".

ودعا المجلس الأعلى للدولة بليبيا إلى الوقف الفوري لإطلاق النار في طرابلس، وطالب بحل الإشكال بالطرق السلمية.

ردود أفعال دولية

من جهته، أعرب المبعوث الأممي إلى ليبيا عبدالله باتيلي عن قلقه بشأن التطورات في طرابلس، مذكرا الأطراف بأن حماية المدنيين أمر بالغ الأهمية.

وقال: "أحث كل الأطراف على وقف تصعيد العنف واحترام مطالب الشعب من أجل السلام والاستقرار"، وأضاف أن "الأحداث تذكرنا بضرورة التوصل لاتفاق يمهد الطريق للانتخابات وتوحيد مؤسسات الدولة".

كما أعربت كل من السفارة الأمريكية والبريطانية والفرنسية في ليبيا عن قلقها إزاء الاشتباكات في طرابلس، وطالبت بوقف التصعيد.

 

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

ليبيا اشتباكات طرابلس عبدالحميد الدبيبة اللواء 444 جهاز الردع قوات الحرس الرئاسي حكومة الوحدة الوطنية

الإمارات وقطر تعلقان على اشتباكات ليبيا.. وتدعوان للتهدئة