إصابة عشرات الفلسطينيين باقتحام إسرائيلي في نابلس.. والاحتلال يدرس عملية ضد جنين

الأربعاء 16 أغسطس 2023 11:26 ص

أصيب عشرات الفلسطينيين، فجر الأربعاء، خلال اشتباكات مسلحة ومواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال الإسرائيلي بالتزامن مع اقتحامها بعشرات الآليات مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية المحتلة.

وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، في تصريح صحفي، إن المواجهات أسفرت عن 8 إصابات بالرصاص الحي، بينها واحدة خطيرة جداً وأخرى اعتقلها الاحتلال، و85 حالة اختناق بالغاز.

وأفاد شهود عيان بأن أكثر من 30 آلية عسكرية تابعة لجيش الاحتلال، بينها جرافتان، اقتحمت المنطقة الشرقية قادمة من حاجز بيت فوريك، وانتشرت في شارع عمان ومحيط قبر يوسف.

واندلعت على الفور مواجهات عنيفة، أطلقت خلالها قوات الاحتلال الأعيرة النارية وقنابل الغاز بكثافة، فيما استهدف مقاومون فلسطينيون دوريات الاحتلال بصليات من الرصاص والعبوات المتفجرة محلية الصنع.

وشهد محيط مدينة نابلس حشودا كبيرة لقوات الاحتلال منذ ساعات المساء، فيما أغلق شبان الشوارع المحيطة بقبر يوسف بالإطارات المطاطية المشتعلة، لصد الاقتحام.

ودفعت قوات الاحتلال بتعزيزات إضافية من قواتها من عدة محاور، وانتشرت في محيط قبر يوسف واعتلى جنود قناصة أسطح عدد من البنايات المرتفعة.

وأصيب شاب برصاص الاحتلال بالقرب من حاجز حوارة جنوب نابلس قبل اقتحامها لقبر يوسف.

ومنعت قوات الاحتلال طواقم الهلال الأحمر من إسعاف الشاب المصاب، واعتدت على الطواقم، قبل أن تعتقله وتنقله بواسطة مركبة إسعاف إسرائيلية.

واقتحمت قوات الاحتلال، معززة بعدد من الآليات والجرافات العسكرية، مخيم بلاطة شرق نابلس بالتزامن مع اقتحامها قبر يوسف، وسط اشتباكات عنيفة مع المقاومين.

وأقدمت جرافات الاحتلال على إزالة السواتر الصخرية التي وضعها المقاومون لصد اقتحامات الاحتلال، ما ألحق أضرارا كبيرة في البنية التحتية وممتلكات المواطنين.

وفجرت قوات الاحتلال قبل انسحابها من المخيم مقر حركة فتح ومنزل المطارد عبدالله أبو شلال، بعد إخلاء جميع المنازل المجاورة من سكانها.

وتسبب تفجير المنزل بأضرار بالغة بالمنازل المجاورة.

ويقتحم المستوطنون اليهود بشكل متكرر مدينة نابلس لأداء صلوات في "مقام يوسف"، تحت حراسة الجيش الإسرائيلي، لأداء طقوس دينية، لاعتقادهم بأنه قبر النبي يوسف عليه السلام.

وينفي الفلسطينيون صحة ذلك، ويقولون إن عمر القبر لا يتعدى 200 عام، وأنه يعود لرجل مسلم سكن المنطقة قديما، يدعى يوسف دويكات.

تفكير بعملية عسكرية في جنين

في سياق متصل، قال موقع "والا" الإسرائيلي، الأربعاء، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي يدفع باتجاه عملية عسكرية جديدة في مخيم جنين شمالي الضفة الغربية، في ضوء استمرار العمليات الفلسطينية ضد الاحتلال، لكن المستوى السياسي يعيق ذلك.

وبحسب الموقع، تُسمع دعوات في جيش الاحتلال، للقيام بعملية أخرى في مخيم جنين، على غرار العدوان الأخير في يونيو/ حزيران الماضي، الذي خلّف 12 شهيدا وعشرات الإصابات وترك دماراً واسعاً في المخيم، بهدف استهداف مئات المقاومين في المنطقة.

إلا أن العديد من كبار المسؤولين - حسب الموقع - يرون أنه يجب السماح للأجهزة الأمنية في السلطة الفلسطينية بالعمل في المنطقة.

كما يرى البعض أن ثمة ضغطا كبيرا على جنود الاحتياط، عقب استدعاء عدد كبير منهم للمشاركة في العدوان الأخير.

لكن الموقع لم يذكر أن الضغط قد يكون ناجماً أيضاً عن اتساع رقعة الجنود الرافضين للامتثال للخدمة العسكرية، احتجاجاً على التعديلات القضائية.

ويبدو أن إسرائيل تعوّل مجدداً على دق الأسافين بين السلطة الفلسطينية والمقاومة، من خلال حثها السلطة على المزيد من الاعتقالات ووضعها في مواجهة مع أبناء الشعب الفلسطيني.

ويندرج ذلك في إطار التضليل الإسرائيلي المستمر الذي يظهر من خلال تصريحات المسؤولين الإسرائيليين حول أهمية الحفاظ على السلطة ودورها وتقديم تسهيلات لها، لم يتحقق منها شيء.

وليس مستبعداً أن تحمل هذه التصريحات للمسؤولين العسكريين رسائل داخلية للمستوى السياسي، بشأن كفاءة الجيش، في ظل الاتهامات المتبادلة بين المستويين الأمني والسياسي، والانتقادات اللاذعة التي يوجهها نواب في الائتلاف الحاكم لقادة في الجيش، معتبرين أنهم يشجعون التمرّد في صفوف الجنود.

وكان رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي هرتسي هليفي، زار أمس الثلاثاء، كتيبة الاحتياط 983 التابعة لقيادة الجبهة الداخلية، والتي ينفذ جنودها مهمات عملياتية في الضفة الغربية منذ ثلاثة أسابيع.

ونقل موقع "والا" عن مسؤول في شعبة العمليات، لم يسمّه، أن دمج كتائب الاحتياط في المهام العملياتية في الضفة الغربية منذ مطلع العام، بات يثقل على نظام الاحتياط.

وأضاف المسؤول أن هذا الوضع خلق قيوداً، "بحيث لا يمكن دعوة تلك الكتائب للتدريب أو العمل في القريب العاجل"، لافتاً إلى أن ذلك يتزامن مع ازدياد حجم عمليات المقاومة الفلسطينية ضد أهداف للاحتلال، في الآونة الأخيرة.

وذكر الموقع الإسرائيلي أن "هذه القضايا تسبب قلقاً لدى المستوى الأمني، وذلك أن كتائب الاحتياط تشكّل بديلاً مهنياً لكتائب الجنود النظاميين الذين يتدربون للحرب.

وأوضح مسؤولون أمنيون إسرائيليون أن العمليات ضد أهداف إسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة بارتفاع مستمر، بحسب الموقع، الذي أضاف أن مسؤولين عسكريين، لم يسمهم، تحدّثوا عن عشرات الإنذارات اليومية بشأن عمليات محتملة، واعتقال 84 فلسطينياً كل أسبوع بالمعدّل.  

ورأى المسؤولون أن ازدياد محاولات تصنيع قذائف صاروخية، وتحسين العبوات الناسفة التي تستهدف جيش الاحتلال، يُفقد الاسرائيليين الشعور بالأمن.

كما وصف "جيل المقاومة الفلسطيني الجديد" بأنه "أكثر جرأة لأنه لا يعرف معنى الدبابات والمدرعات في المدن والقرى؛ لأنه مضى أكثر من 20 عامًا على الانتفاضة الثانية، وكل ذلك أدى إلى تآكل الردع الإسرائيلي"، وفق ما نقله الموقع العبري.

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

  كلمات مفتاحية

نابلس فلسطين قوات الاحتلال الإسرائيلي إصابات قبر يوسف الضفة الغربية

استشهاد فلسطيني برصاص جنود إسرائيليين في جنين.. واعتقال 50 آخرين (فيديو)

إصابة مستوطنين أحدهما في رأسه بإطلاق نار جنوبي نابلس