عائلة صلاح سلطان تتهم بايدن بالتخلي عن وعده بإطلاق سراحه

الخميس 17 أغسطس 2023 09:57 ص

كشفت منظمة "هيومن رايتس ووتش" أن المعتقل السياسي المصري، الحامل للجنسية الأمريكية، صلاح سلطان، أبلغ أسرته بأنه يواجه الموت في معتقله، ما دفعهم لاتهام إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بالتخلي عن والدهم، رغم وعوده السابقة بالدفاع عن حقوق الإنسان.

وذكرت المنظمة، في بيان، أن أستاذ الفقه الإسلامي هرب رسالة إلى خارج السجن، جاء فيها أنه شعر "كما لو أن الموت أصبح محدقا في عينه" بعدما ظل مستقليا على أرضية السجن محروما من المساعدة والدواء لعدة أيام، على خلفية شكواه من آلام في الصدر في وقت سابق من العام الجاري، حسبما أورد تقرير نشرته صحيفة "الجارديان" وترجمه "الخليج الجديد".

 وتقول عائلة سلطان إن الرسالة كانت أول اتصال له مع ذويه دون إشراف إدارة السجن منذ عامين ونصف، بحسب الصحيفة البريطانية.

وقالت هيومن رايتس ووتش إن سلطات السجن المصرية حرمت الرجل البالغ من العمر 62 عاما من العلاج الطبي المناسب، على الرغم من تاريخه مع مشاكل القلب.

وحذرت مجموعة من 20 طبيبا في وقت سابق من العام الجاري، من أن احتمال فقدان سلطان لحياته مرتفع بدون رعاية صحية متخصصة.

وتقول عائلة سلطان إن إدارة بايدن تراجعت عن وعودها بالمساعدة في تحرير والدهم، وذلك في بيان جاء فيه: "لقد أصبح من الواضح لعائلتنا أن إدارة بايدن مترددة في بذل الجهود اللازمة لتأمين إطلاق سراح والدنا والسجناء الآخرين. عند التعامل مع مصر، تختار إدارة بايدن عدم إعطاء الأولوية لحماية سلامة مواطنيها وحرياتهم".

واعتقل سلطان عام 2013 عقب الإطاحة العسكرية بأول رئيس مدني منتخب في تاريخ مصر (محمد مرسي)، ولا يزال رهن الحبس الانفرادي بمجمع سجون بدر، شمال شرقي القاهرة، وهو أحد المجمعات العديدة التي شُيدت في عهد الرئيس المصري الحالي، عبدالفتاح السيسي، لسجن المنتقدين والمعارضين.

وأفادت منظمات حقوقية بأن السلطات المصرية تحرم السجناء بشكل روتيني من الرعاية الطبية، ما يؤدي في بعض الحالات إلى وفيات يمكن تجنبها.

وفي رسالته من السجن، قال صلاح سلطان أيضًا إنه تخلى عن بعض المعتقدات السابقة التي يعتبرها الآن معادية للسامية.

وتأمل عائلته أن يؤدي التغيير العلني لوجهات نظر والدهم إلى إزالة أي مخاوف عالقة لدى السياسيين الأمريكيين الذين كانوا يترددون في السابق في الدفاع عن حريته.

وذكرت عائلة سلطان في بيانها أن"رسالة والدنا مهمة لإعادة الأمور إلى نصابها (..) نأمل أن يساعد ذلك الناس على رؤية والدنا كما هو: رجل شرف وشجاعة على باب الموت ويستحق أن يخلص".

وفاقم مشكلة أستاذ الفقه الإسلامي عزم السلطات المصرية الواضح على معاقبته على مناصرة ابنه (محمد) الذي سُجن لمدة عامين إلى جانب والده وأُطلق سراحه بعد إضراب مطول عن الطعام في عام 2015، وأصبح منذ ذلك الحين مدافعًا بارزًا عن حقوق الإنسان.

ووفقًا لمجموعة العمل الأممية، المعنية بالاحتجاز التعسفي، فقد عرّضت سلطات السجن صلاح سلطان بشكل روتيني لعمليات انتقامية شديدة بسبب عمل ابنه، بما في ذلك كسر فكه.

وبعدما حاول سلطان مقاضاة رئيس وزراء مصري سابق في الولايات المتحدة لدوره في اعتقاله قبل سنوات، تم اعتقال 5 من أبناء عمومته في مصر لشهور.

وفي عام 2020، استشهد جو بايدن، المرشح الرئاسي آنذاك، بحالة محمد سلطان وجهود السلطات المصرية لمعاقبة أسرته كمثال للقمع العابر للحدود، وندد عبر تويتر بإعطاء "مزيد من الشيكات على بياض لـ "ديكتاتور ترامب المفضل"، في إشارة إلى التوصيف الذي أطلقه الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، على السيسي.

لكن وعد بايدن بكبح المساعدات المقدمة لمصر لم يتحقق، واستمرت الولايات المتحدة في تقديم مساعدات عسكرية لمصر بقيمة 1.3 مليار دولار سنويًا.

وفي العام الماضي، اختارت إدارة بايدن حجب 130 مليون دولار من المساعدات العسكرية لمصر بسبب أوضاع حقوق الإنسان، لكنها سمحت بمساعدات أخرى بقيمة 75 مليون دولار، على أساس أن مصر قد أفرجت عن ألف سجين سياسي، متجاهلة اعتقال ما يقرب من 3 أضعاف هذا العدد، وتجديد اعتقال آلاف آخرين.

وكتب 11 عضوًا في الكونجرس إلى وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكين، في وقت سابق من العام الجاري لمطالبة الإدارة بوقف 320 مليون دولار من المساعدات العسكرية بينما "تواصل مصر الانخراط في القمع العابر للحدود خارج حدودها ضد أفراد عائلات وأقارب الناشطين".

كما بعث 10 أعضاء بمجلس الشيوخ، بينهم إليزابيث وارن وتيم كين وبن كاردان، برسالة إلى بلينكين للمطالبة بحجب 320 مليون دولار من المساعدات، مشيرين إلى احتجاز "عشرات الآلاف من السجناء السياسيين، بمن فيهم اثنان على الأقل من المقيمين قانونيا في الولايات المتحدة".

المصدر | الجارديان/ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

مصر الولايات المتحدة صلاح سلطان جو بايدن أنتوني بلينكن محمد سلطان