اتهام رئيس البرازيل السابق ببيع هدايا سعودية وبحرينية فاخرة غير مثبتة

الخميس 17 أغسطس 2023 05:05 م

يواجه الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو، اتهامات جديدة بتلقى أموال من بيع ساعتين فاخرتين بحوالي 70 ألف دولار، حصل عليهما كهدايا من السعودية أثناء وجوده في منصبه، ولم يقم باثباتهما، مما يضيف شبهة فساد أخرى للرئيس بجانب الاتهامات التي تحاصره منذ رجوعة من الخارج.

وقالت الشرطة الفيدرالية البرازيلية الجمعة، إن استقبال الهدايا وبيعها لم يقتصر على بولسونارو وحده، بل تشتبه الشرطة البرازيلية في قيام مساعدي الرئيس اليميني المتطرف السابق، ببيع هدايا مقدمة من دول أجنبية كالسعودية والبحرين، من بينها مجوهرات.

وتطلب البرازيل كما ينص القانون من مواطنيها الذين يصلون بالطائرة من الخارج الإعلان عن السلع والهدايا التي تزيد قيمتها عن 1000 دولار، ودفع ضريبة تساوي 50% من قيمتها لأي مبلغ يزيد عن هذا الإعفاء.

وكان يمكن إعفاء المجوهرات من الضرائب لو كانت هدية من السعودية إلى البرازيل، وقام بولسونارو باثباتها، لكن لم يكن من الممكن أن يحتفظ بها كهدية شخصية، وفق ما ذكر تقرير لصحيفة "الجارديان"، وترجمه "الخليج الجديد".

ووفقًا للتحقيق باع مساعد بولسونارو، اللفتنانت كولونيل ماورو في يونيو/حزيران 2022 لمتجر في الولايات المتحدة ساعة رولكس وساعة "باتيك فيليب" التي قدمت كهدية من قبل حكومة السعودية للبرازيل، ممثلة في الرئيس في عام 2019 بمبلغ إجمالي قدره 68 ألف دولار.

وقال القاضي إن الأموال تم تحويلها إلى الحساب المصرفي لوالد مارو في نفس اليوم.

وتصدرت الفضيحة، التي تنطوي على هدايا باهظة الثمن من السعودية والبحرين، وجنرال عسكري من فئة 4 نجوم، وطائرة إيرباص الرئاسية، وتاجر ساعات فاخرة في ويلو جروف، في بنسلفانيا، عناوين الصحف لأول مرة في مارس/آذار، بعد أشهر من ترك بولسونارو السلطة.

وذكرت إحدى الصحف المحافظة الرائدة في البرازيل، أنه في أكتوبر/تشرين الأول 2021، صادر مسؤولو الجمارك في مطار ساو باولو زوجًا من الأقراط المرصعة بالماس بقيمة 3 ملايين يورو، حاول مسؤول عسكري يسافر مع أحد وزراء بولسونارو تهريبه في حقيبته.

وحاول مسؤولو بولسونارو، دون جدوى، استعادة المجوهرات التي كان من المفترض أن تكون هدية للسيدة الأولى آنذاك، ميشيل بولسونارو، من السعودية.

ونفى بولسونارو وعائلته ارتكاب أي مخالفة، لكن الفضيحة وصلت إلى مستويات جديدة في الأيام الأخيرة بعد أن طلبت الشرطة الفيدرالية الوصول إلى السجلات المصرفية لبولسونارو، مشيرة إلى الشكوك في أن أعضاء دائرته المقربة كانوا يبيعون هدايا رسمية، بما في ذلك الساعات رولكس، بعد إخراجها من البرازيل على متن الطائرة الرئاسية.

ونُشرت عناصر من تحقيقات الشرطة في حكم أصدره قاضي المحكمة العليا ألكسندر دي مورايس، لتبرير أوامر التفتيش التي نفذت الجمعة، في منازل مساعدين سابقين مقربين من جايير بولسونارو.

وجاء في الأمر أن "الأدلة التي تم جمعها أظهرت انه خلال رئاسة جايير بولسونارو كانت هناك شبكة لاختلاس الممتلكات باهظة الثمن المقدمة له".

ويعتقد المحققون أنه "بخلاف ان ذلك من شأنه السماح بإثراء غير مقبول لرئيس الجمهورية (...)، فمن الممكن أن يكون قد تم استقطاب الرئيس البرازيلي من قبل دول أجنبية بواسطة هذه الممتلكات".

كما أبلغ المحققون عن ممتلكات وضعت في "حقيبة محمولة على متن الطائرة الرئاسية في 30 ديسمبر/كانون الأول"، عندما غادر بولسونارو البرازيل متوجها إلى الولايات المتحدة قبل يومين من تنصيب خليفته اليساري لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، الذي هزمه في انتخابات أكتوبر/تشرين الأول الرئاسية.

ومن بين المشتبه في قيامهم ببيع هذه الهدايا ماورو سيد، المساعد السابق لبولسونارو، الذي يقبع في السجن منذ مايو/أيار.

وتم القبض عليه فيما يتعلق بقضية أخرى، بتهمة تزوير شهادات التطعيم ضد (كوفيد-19).

وحسب المحققين، ذكر ماورو في رسالة صوتية "25 ألف دولار نقدا" كانت مخصصة للرئيس السابق بعد بيع بعض الهدايا.

وقالت الشرطة الفيدرالية البرازيلية أن ساعة اليد "رولكس" المصنوعة من الذهب الأبيض، والتي قدمتها السعودية إلى بولسونارو في 2019، وجدت طريقها إلى تاجر الساعات الأمريكي الذي يعد "بمعاملات خالية من المخاطر" للعملاء من جميع أنحاء العالم.

ويُزعم أن ساعة "باتيك فيليب" التي قيل إنها أعطتها البحرين لبولسونارو، انتهى بها الأمر في نفس المتجر، بينما تم عرض مجموعة من مجوهرات "شوبارد" من السعودية للبيع في أحد مواقع المزاد.

ومنتجات "شوبارد"، عبارة عن ساعة وقلم وأزرار أكمام وخاتم ومسبحة عربية، فشلت في العثور على شراء يفي بالسعر المطلوب البالغ 120 ألف دولار.

لكن الشرطة تقول إن ساعات "رولكس" و"باتيك فيليب" بيعت بمبلغ إجمالي قدره 68 ألف دولار من قبل أحد أقرب مساعدي بولسونارو، وهو ماورو.

من بين الأدلة التي جمعوها صورة هاتف محمول، يُقال إن انعكاس الجنرال فيها مرئي في صندوق أسود يحتوي على شجرة نخيل ذهبية، يُشتبه في أن المجموعة حاولت بيعها بعد أن استلمها بولسونارو من البحرين.

ووفقًا لديوان المحاسبة البرازيلي، لا يمكن الاحتفاظ إلا بالهدايا "ذات الطابع الشخصي للغاية أو ذات القيمة النقدية الدنيا" من قبل الرئيس في نهاية فترة ولايته.

بعد 8 أشهر من فقدانه السلطة، يغرق الزعيم البرازيلي السابق في صعوبات قانونية، بما في ذلك التحقيقات في تعامله المناهض للعلم مع جائحة (كوفيد-19) ودوره المزعوم في التحريض على هجمات 8 يناير/كانون الثاني في برازيليا.

ومن المتوقع أن يتم استجواب الرئيس السابق، خلال أيام، من قبل الشرطة الفيدرالية، وذلك للمرة الرابعة منذ يناير/كانون الثاني.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

السعودية البحرين هدايا رئيس البرازيل بولسونارو البرازيل