انخفاض معدل الأمطار وارتفاع درجات الحرارة يهددان مدن تركيا بجفاف كارثي

الجمعة 18 أغسطس 2023 03:08 م

تواجه المدن الرئيسية في تركيا أزمة جفاف، مع انخفاض إمدادات المياه في السدود، وارتفاع درجات الحرارة.

وكشف تقرير لموقع "ميدل إيست آي"، وترجمه "الخليج الجديد"، عن طلب السلطات التركية من سكان إسطنبول، أكبر مدن البلاد، خفض استهلاكهم للمياه.

ونقل عن عمدة إسطنبول أكرم إمام أوغلو، حثه سكان المدينة البالغ عددهم 16 مليون نسمة، على إنقاذ "كل قطرة ماء ثمينة تتدفق من الصنبور".

جاءت دعوة إمام أوغلو، بعد أيام من نشر إدارة المياه والصرف الصحي في إسطنبول (ISKI) بيانات تظهر أن سدود المدينة كانت ممتلئة بنسبة 33% فقط، اعتبارًا من منتصف أغسطس/آب، وهو أدنى معدل في 9 سنوات.

كما تتراجع إمدادات المياه بسرعة في السدود التي تخدم أنقرة وإزمير.

وتُعزى ندرة المياه جزئيًا إلى درجات الحرارة القصوى، حيث وصلت بعض المناطق إلى مستوى قياسي بلغ 49.5 درجة مئوية، إلى جانب ارتفاع نسبة الرطوبة.

وظل في غياب هطول الأمطار، ستكون سدود إسطنبول قادرة على ضخ المياه لنحو شهرين فقط، بينما  ستصمد سدود أنقرة لنحو 7 أشهر، بينما ستكون سدود إزمير قادرة على ضخ المياه لنحو عام، وفقًا لتقديرات رسمية.

والأسبوع الماضي، أطلق مدير عام إدارة المياه والصرف الصحي في إسطنبول سافاك باسا، حملة لتوفير المياه لتعويض "الجفاف الكارثي" الذي يعانون منه.

ونقلت وكالات الأنباء المحلية عنه قوله: "إننا نمر بفترة جفاف شديدة.. وأثناء القيام بكل هذه الاستثمارات، نشهد جفافا كارثيا تحطمت فيه بالفعل سجلات درجات الحرارة".

وحث الاتراك والمقيمين في إسطنبول على الاستحمام لفترة أقصر، حيث أظهرت البيانات أن حوالي 70% من استهلاك المياه يرجع إلى استخدام الحمام.

يشار إلى أن تركيا ليس لديها وفرة طبيعية من المياه العذبة.

ووفق بيانات رسمية، فإن 1550 مترًا مكعبًا من المياه مخصصة للفرد سنويًا، ومن المتوقع أن تنخفض إلى 1000 متر مكعب في عام 2050، بسبب النمو السكاني وتغير المناخ.

في أواخر عام 2020، هدد الجفاف الشديد الموارد المائية في إسطنبول وأنقرة وإزمير.

ويحذر الخبراء من أن الجفاف أصبح الآن حقيقة واقعة بالنسبة للمواطنين الأتراك، حيث أن 60% من تركيا لا تتلقى ما يكفي من الأمطار.

ويوضح رئيس قسم المياه والصرف الصحي في بلدية إسطنبول، إسماعيل أيدين، أسباب أزمة قلة المياه قائلا: "نقص المياه في السدود مرتبط تماما بحجم استهلاك المياه والتبخر الناجم عن ارتفاع درجات الحرارة. حاليا لدينا مخزون مياه في هذا السد وغيره لكنه قليل"

ويضيف أيدين: "نكافح لأجل أن يكفينا مخزون مياه حتى موعد هطول المطر في أكتوبر، لذلك أطلقنا حملة كبرى لترشيد استهلاك المياه، خاصة وأن سبعين في المائة من المخزون يذهب للاستخدام المنزلي".

في محيط الحقول والسدود، تبدو صور التغير المناخي واضحةً.. تتسع شيئاً فشيئاً، متغذيةً على الفجوة الكبيرة بين ندرة الماء وكثرة الاستهلاك.

وفي رحلة البحث عن مخرج من خطر الجفاف، يقول الخبراء إن الأزمة هذه المرة ليست عابرةً، وهو ما يوجب في رأيهم، إيجاد حلول مستدامة تحافظ على موارد المياه الآخذة في الانحسار، كما يخبرنا مجرى هذا السد.

المصدر | ميدل إيست آي- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

تركيا الجفاف إسطنبول الأمطار درجات الحرارة

تركيا.. الموجة الحارة تهدد بتقليص المحاصيل وارتفاع الأسعار

إسطنبول.. شح مياه غير مسبوق في السدود يهدد بالجفاف (فيديو/ صور)

2023 قد يكون أكثر الأعوام حرا على الإطلاق