استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

عصر السرعة أم الكسل؟

الاثنين 21 أغسطس 2023 01:00 م

عصر السرعة أم الكسل؟

«لا أجد أن العمل هو أهم شيء في حياتي، ولا يجب أن يكون أهم شيء في حياة أي شخص».

«الاستقالة الهادئة» مفهوم جديد في أمريكا، عرّفها شاب بأنها «مقاومة فعل مهام أخرى ليست في وصف وظيفتك، ولا يتم الدفع لك مقابلها».

أمر الكسل يعني مجتمعات بلغت من التطور مستويات، بوسع الفرد فيها الاطمئنان إلى أنه لن يموت جوعاً لو لم يعمل، وهذا ما يستشف من معلومات آتية من ألمانيا.

ظاهرة «الاستقالة الهادئة» تظهر منذ صيف 2022 عندما نشر مستخدم فيديو يقول: «الاستقالة الهادئة» تعني «أن لا تستقيل تماماً من وظيفتك لكنك تتخلي عن فكرة فعل المزيد».

تتحدث معلومات عن ميل متزايد لدى شرائح من الألمان نحو الكسل فمجموع ما يقضيه هؤلاء في بيوتهم من ساعات دون عمل، زادت نصف ساعة يومياً عما كانت أصناء «كورونا».

عن أي كسل نتحدث لإنسان لا خيار له سوى الكدح لتأمين العيش، وهل كان ينتظر عصر السرعة، الذي نحن فيه، ليصبح سريعا، وهو الذي اعتاد الدوران السريع في دوامة العمل؟

* * *

الشريحة الأكبر من سكان المعمورة، من الفقراء والمعدمين، عمالاً كانوا أو مزارعين أو بحارة أو صيادين أو حرفيين وسواهم، وحتى ربّات البيوت المتفرغات لإدارة شؤون عائلاتهن وأطفالهن، غير معنيين بأمر الكسل أو بماذا كنا في عصر السرعة أو في ما قبله.

الكثيرون منهم يواصلون الكدح، ليلاً ونهاراً، في سبيل تأمين العيش، وقد لا يفي العمل الشاق الذي يقومون به، وفي الكثير من الحالات وفي العديد من البلدان، بالوفاء حتى بالنزر اليسير من متطلبات العيش، ويفاقم من ذلك ما تعيشه بلدان كثيرة من حروب دامية ومن مجاعات وحرائق وكوراث طبيعية كثيرة.

سيبدو في السؤال الوارد في العنوان الكثير من الترف بالنسبة لهؤلاء، فعن أي كسل نتحدث لإنسان لا خيار آخر أمامه سوى الكدح لتأمين عيشه وعائلته، وهل تراه كان ينتظر عصر السرعة، الذي نحن فيه اليوم، كي يصبح سريعاً، هو الذي اعتاد الدوران السريع في دوامة العمل؟

لعل أمر الكسل يعني مجتمعات بلغت من التطور مستويات، بوسع الفرد فيها الاطمئنان إلى أنه لن يموت جوعاً لو لم يعمل، وهذا ما نستشفه من معلومات آتية من واحد من هذه البلدان المتقدمة، هو ألمانيا، التي يعرف عن شعبها شدة انضباطه وجديّته ودأبه في العمل، وتتحدث هذه المعلومات عن ميل متزايد لدى الألمان، أو لدى شرائح منهم نحو الكسل.

حتى إن مجموع ما يقضيه هؤلاء في بيوتهم من ساعات دون عمل، زادت نصف ساعة يومياً عما كانت عليه الحال عندما كان وباء «كورونا» منتشراً، وبشكل عام، زاد وقت الجلوس اليومي للمواطن الألماني بأكثر من 1.5 ساعة يومياً في المتوسط خلال سبع سنوات، وحتى الشباب، الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 29 عاماً، أصبحوا يقضون أكثر من 10 ساعات يومياً جلوساً دون إنتاجية تذكر.

هذا في ألمانيا، أما في الولايات المتحدة فثمة حديث عن مفهوم جديد، يطلق عليه «الاستقالة الهادئة»، عرّفها شاب اسمه هانتر كايمي، ظهر في برنامج حواري تلفزيوني، بأنها «مقاومة لفعل مهام أخرى ليست في وصف وظيفتك، ولا يتم الدفع لك مقابلها»، مضيفاً: «لا أجد أن العمل هو أهم شيء في حياتي، ولا يجب أن يكون أهم شيء في حياة أي شخص»،

وحسب الإعلامي كيت مورغان الذي تناول الموضوع فإن ظاهرة «الاستقالة الهادئة» أخذت في الظهور منذ الصيف الماضي عندما نشر مستخدم تيك توك يُدعى «زيد خان» فيديو قال فيه إن «الاستقالة الهادئة»، تعني «أن لا تستقيل تماماً من وظيفتك ولكنك تتخلي عن فكرة فعل المزيد».

*د. حسن مدن كاتب صحفي من البحرين

المصدر | الخليج

  كلمات مفتاحية

الكسل الكدح عصر السرعة الاستقالة الهادئة تأمين العيش