بقوة ناعمة شاملة.. دعوة أمريكية لمواجهة جماعة و3 دول في لبنان

الثلاثاء 22 أغسطس 2023 12:54 م

إلى جانب دعمها للجيش اللبناني، على الولايات المتحدة أن تستخدم برنامج القوة الناعمة الشامل عبر قطاعات التعليم والثقافة والصحة والبيئة، بما يلبي احتياجات اللبنانيين ويعزز الديمقراطية والإصلاحات ويحد من نفوذ جماعة "حزب الله" (المدعومة من إيران)، فضلا عن التصدي لكل من إيران والصين وروسيا.

تلك القراءة قدمها إدوارد جابرييل، رئيس الفريق الأمريكي المعني بلبنان (تجمع غير حكومي)، في مقال بـ"مركز ويلسون" للدراسات بواشنطن (wilsoncenter) ترجمه "الخليج الجديد"، على خلفية حادثة بلدة الكحالة بالقرب من العاصمة اللبنانية بيروت.

وفي 9 أغسطس/ آب الجاري، قُتل شخصان في تبادل لإطلاق النار في الكحالة، وهي قرية ذات أغلبية مسيحية، إثر انقلاب شاحنة محملة بالذخيرة، كان يقودها عناصر من "حزب الله".

واعتبر جابرييل، سفير أمريكي سابق في المغرب (1997-2001)، أن "قتال الكحالة يثير شبح الحرب الأهلية في لبنان (سبق وأن شهد حربا بين 1975-1990) وتذكر بهشاشة لبنان المستمرة".

وأردف: "ولحسن الحظ، سيطر الجيش على الأمور.. لقد كان الجيش استثمارا أمريكيا جديرا بالاهتمام، ولكن الآن هو الوقت المناسب لتنويع الدعم الأمريكي للبنان".

وتابع أن "حزب الله يحتفظ بميليشيا مسلحة خاصة به، وهو أمر غير قانوني بموجب القانون اللبناني والدولي، وقد أصبح يمارس نفوذا سياسيا واسع النطاق في لبنان عبر شبكات الرعاية المالية والاجتماعية التي تعمل كدولة داخل الدولة، ومن المعروف أنه أقوى حتى من الجيش".

وتتهم عواصم إقليمية وغربية وقوى لبنانية "حزب الله" باستخدام ترسانته العسكرية لتهديد خصومه السياسيين داخل لبنان والسيطرة على مؤسسات الدولة، بينما تقول الجماعة إن سلاحها مكرس حصرا لمقاومة إسرائيل التي تحتل أراضٍ لبنانية في الجنوب.

فرصة لواشنطن

ومشيرا إلى حادثة الكحالة، قال رئيس الكنيسة المارونية الكاثوليكية الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي إنه "لا يمكن العيش على أرض واحدة بأكثر من دولة وأكثر من جيش شرعي وأكثر من سلطة وأكثر من سيادة".

فيما اعتبر رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع  أن "الحادث أظهر أن هناك أغلبية ساحقة من اللبنانيين لديهم الآن حساسية قصوى تجاه حزب الله وممارساته". ودعا البرلماني راجي السعد إلى "منح الجيش صلاحيات موسعة لحماية الدولة.

و"مع تطور حادثة الكحالة، سيواجه الشعب والجيش في لبنان تحديا يتمثل في العمل معا ضد القوى المزعزعة للاستقرار، ويأتي ذلك في وقت تتراجع فيه شعبية حزب الله وسط الظروف الاقتصادية الخانقة (منذ 2019)، مع توجه الغضب والسخط الشعبي ضد الحزب وسياساته، وكان هذا التحول أكثر وضوحا في الانتخابات النيابية لعام 2022، التي وجهت ضربة خطيرة لحزب الله وحلفائه"، كما أضاف جابرييل.

ورأى أن هذا الوضع "يمثل فرصة للولايات المتحدة لمضاعفة دعمها للبنان ديمقراطي وتعددي وذو سيادة، فضلا عن معالجة التهديدات التي تواجه حلفاء واشنطن في المنطقة من قبل إيران ووكلائها".

دعم متنوع

و"قد أثبت دور الجيش اللبناني وسجله الحافل في ضمان استقرار لبنان وسيادته ضد أعداء الولايات المتحدة وحدود أكثر أمانا بين إسرائيل ولبنان، فعاليته من حيث التكلفة، ويرجع ذلك أساسا إلى الاستثمارات الأمريكية في بناء جيش قوي وفعال"، بحسب جابرييل.

واستدرك: "لكن يجب أن يذهب دعم الولايات المتحدة إلى ما هو أبعد من تلبية الاحتياجات العسكرية. ونظرا للظروف الاقتصادية والسياسية المتدهورة، فإن برنامج القوة الناعمة الشامل الذي يعمل على تعزيز التعليم الأمريكي سيكون مناسبا للبنان، عبر زيادة المساعدات الأمريكية في قطاعات الصحة والطاقة والبيئة والإنسانية".

واعتبر أنه "لتعزيز القيم الأمريكية في الخارج، ليس هناك ما هو أكثر فعالية من إعطاء الناس فرصة للتعلم من التجربة الأمريكية عبر الزيارات التعليمية والثقافية والتجارية".

جابرييل شدد على أنه "ينبغي على الولايات المتحدة أن تستثمر في مثل هذه البرامج التي من شأنها تعزيز لبنان الديمقراطي والإصلاحي ودعم مؤسسات التعليم العالي الأمريكية والشركات الأمريكية التي توفر المعدات والخدمات اللازمة لتلبية الاحتياجات الملحة للشعب اللبناني".

و"أيضا، لا تستطيع الولايات المتحدة أن تتنازل عن مثل هذه الفرص لصالح قوى خبيثة مثل الصين وروسيا، اللتين تتحركان بسرعة لزيادة مشاركتهما ونفوذهما في لبنان والمنطقة من خلال مثل هذه البرامج"، كما ختم جابرييل.

المصدر | إدوارد جابرييل/ مركز ويلسون- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

لبنان الكحالة إطلاق نار حزب الله الولايات المتحدة قوة ناعمة