حميدتي مصمم على إسقاطها.. الاشتباكات حول قاعدة المدرعات في الخرطوم تتواصل

الأربعاء 23 أغسطس 2023 07:10 ص

تتواصل الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، لليوم الرابع على التوالي، من أجل السيطرة على قاعدة عسكرية في العاصمة الخرطوم.

وبعد أن نشرت قوات الدعم السريع مقطعا مصورا لجنودها أعلنوا فيه أنهم دخلوا القاعدة واستولوا على دبابات، قالت مصادر بالجيش إن القوات المسلحة تمكنت من طردهم.

وهذه ليست المرة الأولى التي تحاول فيها قوات الدعم السريع السيطرة على هذه القاعدة العسكرية منذ بدء القتال مع الجيش في أبريل/ نيسان الماضي، فقد تمت مهاجمتها مرارا وتكرارا في مسعى للسيطرة عليها.

وخلال الهجمات المتكررة، فقدت قوات الدعم السريع المئات من الجنود والآليات العسكرية، ومع ذلك، فإن محاولات قائد القوات محمد حمدان دقلو (حميدتي)  للسيطرة على سلاح المدرعات لم تتوقف.

ويقع مقر سلاح المدرعات في منطقة الشجرة جنوب الخرطوم في مساحة تزيد على 20 كيلومترا مربعا، وهو الموقع العسكري الأكثر أهمية كونه يتوسط بين مقر القيادة العامة للجيش بوسط الخرطوم.

والقاعدة العسكرية تابعة  لسلاح الجو بمنطقة جبل أولياء في أقصى جنوب الخرطوم.

وأفادت لجان الأحياء بوجود نزوح ووفيات بين المدنيين خلال الاشتباكات المستمرة منذ أيام، وهو ما ذكره بيان للجيش، حين اتهم من يطلق عليها "المليشيا المتمردة" بـ"ارتكاب جريمة أخرى بحق المدنيين بإطلاقها عدداً من قذائف الهاون على منطقة عد حسين ما أدى إلى مقتل 4 نساء وعدد من الجرحى".

ويرى الخبير العسكري اللواء محمد إسماعيل أن قوات الدعم السريع تريد السيطرة على هذا الموقع، لأنه سيمهد الطريق للاستيلاء على القيادة العامة.

ويقول:"قوات الدعم السريع تريد السيطرة على القيادة العامة للجيش لتعلن سقوط الخرطوم وبالتالي فإنها بحاجة إلى السيطرة على سلاح المدرعات  والتي تعتبر العقبة الرئيسية في الطريق إلى القيادة العامة".

ويضيف: "إذا تمكنت قوات الدعم السريع من السيطرة على سلاح المدرعات فهذا يعني أن الكفة العسكرية للحرب أصبحت لصالحها وبات الطريق سالكاً للسيطرة على القيادة العامة وبقية المقرات العسكرية بسهولة لأن سلاح المدرعات هو الأقوى".

وطبقا للمعلومات المتوفرة فإن سلاح المدرعات يضم المقر الرئيسي للقوات المسلحة السودانية، ويتكون من أربع كتائب مدرعات مختلفة واثنين من ألوية المشاة المدرعة، وكتيبة مدفعية متوسطة وصغيرة هذا فضلا عن مراكز للتدريب المتطور والصيانة.

ويوضح إسماعيل أنه إذا تمكنت قوات الدعم السريع من الاستيلاء على هذا الموقع،  فإنه يكون قد وضع قدمه على منجم ذهب.

ويضيف: "ببساطة كل هذه الآليات العسكرية ستصبح تحت سيطرتهم، وبالتالي، سيستخدمونها في معاركهم القادمة ضد الجيش نفسه وهو ما سيعزز من  قدراتهم القتالية".

ويقول مقربون من حميدتي إن هنالك سببا شخصيا جعله يستميت للسيطرة على سلاح المدرعات، وهو أن القادة العسكريين في  سلاح المدرعات ظلوا  يرفضون نشر أي وحدات تابعة للدعم السريع داخلها.

كما طلب حميدتي عندما كان نائبا لرئيس مجلس السيادة وقبل اندلاع القتال وكما حدث مع بقية الوحدات العسكرية. 

وواقع الحال يؤكد ذلك، فقد انتشرت وحدات من قوات الدعم السريع في معظم المرافق العسكرية التابعة للجيش في الخرطوم  وظل جنودها جنبا إلى جنب جنود الجيش في هذه المواقع ما عدا سلاح المدرعات. 

ويبدو أن هذه الرغبة ليست لدى حميدتي وحده وإنما وسط جنوده أيضا، ويظهر ذلك من الصراخ الهستيري والفرحة العارمة التي أبداها أحد الجنود بعد تمكنه من الدخول إلى داخل مقر سلاح المدرعات  خلال المعارك الأخيرة بحسب مقطع مصور نشرته  قوات الدعم السريع، وفق مراقبين.

 الأكثر من ذلك، فإنه يعتقد على نطاق واسع، أن المحاولة الانقلابية الفاشلة التي وقعت بالبلاد، في سبتمبر/ أيلول من عام 2021 والذي عرف إعلاميا ب "انقلاب البكراوي" نفذه ضباط كبار في سلاح المدرعات احتجاجا على "توسع نفوذ قوات الدعم السريع".

وذلك يفسر الزيارة السريعةوالمفاجئة التي قام بها قائد الجيش الفريق عبدالفتاح البرهان برفقة حميدتي إلى مقر سلاح المدرعات بعد ساعات من إحباط المحاولة الانقلابية، ومحاولة تهدئة الأوضاع خلال خطابه الشهير الموجه  للضباط والجنود.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

السودان الخرطوم سلاح المدرعات حميدتي البرهان اشتباكات السودان