قبل انتخابات مصر 2024.. هشام قاسم: سجني مسرحية ولن يكسرني

الأربعاء 30 أغسطس 2023 06:12 ص

ندد الناشط الديمقراطي البارز والناشر المصري هشام قاسم، باعتقاله الذي يثير مخاوف بشأن خنق المعارضة السياسية في مصر قبل انتخابات برلمانية ورئاسية مقرره في 2024، بحسب تقرير لوكالة "ذا ميديا لاين" الأمريكية (The Media Line) ترجمه "الخليج الجديد".

قاسم قال للوكالة: "لست مجرما ولا لصا حتى تتم كفالتي (دفع كفالة مالية لإطلاق سراحه).. السجن لا يكسرني، لكن الاستسلام لهذه المسرحية يكسرني". ووفقا للوكالة فإن اعتقال قاسم "يدق ناقوس الخطر بأن السلطات تتحرك مبكرا لمنع أي محاولات من المعارضة لتقديم مرشحين للبرلمان أو الرئاسة".

ولفتت إلى أن قاسم عمل سابقا كناشر لصحيفة "المصري اليوم"، المعروفة باللغة الإنجليزية باسم "إيجيبت إندبندنت"، وكعضو في اللجنة التوجيهية للحركة العالمية من أجل الديمقراطية.

وقاسم هو رئيس التيار الحر، وهي حركة تنظم المعارضة للرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي يتولى الرئاسة منذ 2014 في أعقاب الإطاحة بالرئيس الراحل محمد مرسي بعد عام واحد في السلطة، ومن المتوقع أن يترشح لولاية ثالثة في فبراير/ شباط  2024.

والتيار الحر هو مجموعة ليبرالية تأسست في 25 يوليو/ تموز الماضي وتؤمن بالسوق الحرة والديمقراطية، وتتكون من أحزاب سياسية وشخصيات عامة، بينهم رئيس حزب المحافظين أكمل قرطام، ورئيس حزب الإصلاح والتنمية محمد أنور السادات، ورئيسة حزب الدستور جميلة إسماعيل.

والأحد الماضي، اعتقلت الشرطة قاسم بعد رفضه دفع كفالة قدرها 5000 جنيه مصري (نحو 162 دولار أمريكي) في قضية تشهير رفعها وزير العمل السابق كمال أبو عيطة، الذي اتهمه قاسم بالفساد.

ففي مقابلة صحفية محلية يوم 24 يوليو/تموز الماضي، قال أبو عيطة إنه "شم رائحة الأجندات الخارجية في التيار الحر بسبب تورط هشام قاسم".

وبعد أربعة أيام، رد قاسم عبر "فيسبوك" بقوله إن أبو عيطة خضع مع آخرين لتحقيق بتهمة اختلاس 40 مليون جنيه (حوالي 1.3 مليون دولار) على مدار 7 سنوات، واضطر إلى إعادة 75 ألف جنيه (قرابة 2500 دولار).

هيمنة أمنية

وقال عماد جاد، المتحدث الرسمي باسم التيار الحر وعضو المكتب السياسي لحزب المحافظين، للوكالة: "حذرنا مرارا وتكرارا من هيمنة الأجهزة الأمنية على الهياكل السياسية في إدارة شؤون الوطن".

وتابع: "من المهم معالجة الأمور السياسية والاجتماعية وقضايا حرية التعبير والرأي بالحكمة والدهاء السياسي، وهذا ينطوي على فتح المجال العام، ودعم سيادة القانون، وضمان التوازن والفصل بين السلطات، والحفاظ على استقلالية المؤسسات الرقابية."

جاد شدد على أن "الأمن أصبح أهم من حقوق المواطنين وحرياتهم؛ مما أدى إلى انتكاسة كبيرة في الحياة المصرية، واعتقال قاسم هو نتيجة طبيعية لهذا المناخ".

وأضاف أن "مصر لن تتحمل ذلك إلا لفترة قصيرة، مهما نجحت السلطة في استقطاب شخصيات وقوى من المعارضة، وتحديدا من بعض المحسوبين على التيار الناصري".

وأردف: "المطلوب الآن هو إخراج الأجهزة الأمنية من الساحة السياسية، فالمزيد من تشديد قبضة الأجهزة الأمنية على السياسيين والشخصيات العامة في الحياة السياسية، سيزيد من حدة الأزمة ويسرع من تفجرها، وسيضر بشكل خطير بالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية ويشوه صورة مصر في الخارج".

ومنذ سنوات، تعاني مصر من انسداد سياسي حاد وأزمة اقتصادية خانقة ومتفاقمة؛ مما أدى إلى اضطرابات اجتماعية جراء اتساع رقعة الفقر في بلد يتجاوز تعداد سكانه 105 ملايين نسمة.

خاشقجي السيسي

وبحسب بيان صادر عن الحركة العالمية من أجل الديمقراطية، فإن قاسم ليس الصحفي المستقل الوحيد الذي تعرض للقمع مؤخرا في مصر، ففي 19 أغسطس/ آب الجاري، تم القبض على كريم أسعد، عضو فريق التحرير في منصة التحقق من الحقائق "ماتصدقش"؛ لكونه جزءا من تحقيق عن تورط مسؤولين مصريين كبار في فساد.

واقتحمت قوات أمنية ترتدي ملابس مدنية منزل أسعد وهددت عائلته، وبدعم من نقابة الصحفيين ونشطاء حقوق الإنسان، تم إطلاق سراحه في اليوم التالي، وفقا للوكالة.

الوكالة اعتبرت أن "اعتقال هشام قاسم وكريم أسعد يجسد سياسة قمع حرية التعبير التي تنتهجها مصر، والتي لا تزال، وفقا لمنظمة "مراسلون بلا حدود"، "إحدى أكبر الدول التي تسجن الصحفيين في العالم، حيث يوجد ما لا يقل عن 19 صحفيا في السجن حتى 21 أغسطس/آب الجاري".

وقال إريك جولدستين، نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة "هيومن رايتس ووتش"، إن "السلطات المصرية تواصل استخدام قوانين التشهير الجنائية لإسكات المنتقدين مثل هشام قاسم، وهي واحدة من الأدوات التي لا تعد ولا تحصى التي يستخدمونها لضمان أن التعبير الانتقادي يعادل السجن في مصر".

ومتحدثا عن قاسم، اعتبر محمد جوهر، المذيع التلفزيوني ومؤسس القناة الخاصة "تي في 25" (25TV) بعد الربيع العربي، أنه "جمال خاشقجي جديد للسيسي".

وأردف جوهر أن "هشام اسم معروف في الغرب بسبب عمله الصحفي المستقل وجهوده في مجالات حقوق الإنسان"، واعتقاله سيجلب الآن للسيسي نفس النوع من الانتقادات التي تلقاها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بعد مقتل خاشقجي.

وخاشقجي كاتب صحفي سعودي معارض قُتل داخل قنصلية بلاده في مدينة إسطنبول التركية عام 2018؛ ما أثار اتهامات دولية لولي العهد السعودي بأنه مَن أمر بقتله، وهو ما تنفي الرياض صحته.

المصدر | مينا نادر/ ذا ميديا لاين - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

مصر هشام قاسم اعتقال سجن انتخابات السيسي

المعارض المصري المعتقل هشام قاسم يدخل في إضراب عن الطعام.. لماذا؟

إضراب المعارض المصري المعتقل هشام قاسم عن الطعام.. ماذا يعني؟