يوسف عامر - الخليج الجديد

شهدت السنوات الأخيرة ظهورا لافتا لآباء وأمهات مع أبنائهم من لاعبي كرة القدم، ليتحولوا من مجرد محبين وناصحين إلى متحكمين في مستقبلهم، وأحيانا متهمين باستغلالهم والتهرب من الضرائب.

وأدلت الجزائرية الأصل فايزة العمري، والدة نجم باريس سان جيرمان الدولي الفرنسي كيليان مبابي (24 عاما)، مؤخرا، بتصريحات أكدت فيها أنها تلعب دورا في اختيارات نجلها.

الأم اتهمت إدارة باريس سان جيرمان بـ"معاملة ابنها مثل الكلب"، عقب تجديد عقده مع الفريق في العام الماضي.

وبعد أيام من تصريحها، اضطر النادي لإعادة مبابي إلى التدريبات رغم عدم وجود تصريح واضح بموافقته على تمديد عقده مع الفريق من عدمه، بينما اكتفى النادي بالإعلان عن وجود "محادثات إيجابية وبناءة".

وكشف لاعب تشيلسي الإنجليزي السابق دانيل بوجا أن فريقه حاول ضم مبابي عام 2011، إلا أن والدته كانت المتحكمة في كل شئ وتثق في قدرات نجلها، لدرجة أنها توعدت إدارة "البلوز" بأنهم سيطلبون التعاقد مع مبابي بعد 5 سنوات بأضعاف المبلغ المعروض، ولن يتمكنوا من ضمه.

تصريحات فايزة المسيطرة جعلتها هدفا لهجوم قوي من جماهير ريال مدريد الإسباني؛ بعد تراجعها أكثر من مرة عن اتفاقات مع رئيس النادي "الملكي" لضم مبابي.

ويبدو أن فيرونيك، والدة أدريان رابيو لاعب يوفنتوس الإيطالي، لا تقل سيطرة عن والدة مبابي.

فيرونيك اتهمت إدارة باريس سان جيرمان بحبس نجلها في 2018 بسبب خلافات تجديد تعاقده، مع حرمانه من التدريبات، وعادت بعد 4 سنوات لتحاول إعادة نجلها إلى النادي بهدف استمراره بين أندية الصفوة.

ومؤكدةً تأثير والدة رابيو، قالت صحيفة "لو باريسيان" الفرنسية الشهيرة في تقرير سابق، إن الأم "تتدخل في كافة قراراته حتى الأمور البديهية، إنها تفرض نفسها عليه".

وحين أكد نادي روما الإيطالي رغبته في التعاقد مع رابيو، تفاجأ بطلب والدته الجلوس أولا مع المدير الرياضي؛ ما أثار استياء النادي وأنهى المفاوضات من دون ضمه.

مبررات كثيرة

الدولي الأرجنتيني السابق جابريل عمر باتيستوتا قال لـ"الخليج الجديد"، إن "تولي أحد الوالدين لأمور أبنائهم اللاعبين له مبرراته في الكثير من المواقف، خاصة إذا كانوا مدربيهم في الصغر مثلما نرى بين (النجم الأرجنتيني ليونيل) ميسي ووالده".

وتابع أن "السيطرة على قرارات اللاعبين ليست أمرا سهلا، خاصة بعد تسليط الأضواء عليهم بشدة؛ لذا يجب أن يكون وكلاء أعمالهم ذو شخصية قوية ويحسنون التصرف، وهو ما يجده الكثير من اللاعبين في والديهم".

الأعمال التجارية الخاصة بميسي يقف ورائها والده خورخي، الذي يحافظ على علاقة ناجحة مع نجله منذ سنوات طويلة.

والد ميسي قال إن إدارة أعمال اللاعبين أمر في غاية الصعوبة، إلا أنه تجاوز رحلة صعبة بداية من الانتقال مع نجله صاحب الـ13 عاما من الأرجنتين إلى برشلونة وتوقيع عقده مع النادي، الذي أعلن تكفله بعلاج "البرغوث" من نقص هرمون النمو، ليصبح بالفعل أحد أساطير الساحرة المستديرة على مر العصور.

تقارير رياضية أفادت بأن راتب خورخي السنوي يبلغ 150 مليون يورو (أكثر من 163 مليون دولار) مقابل إدارة أعمال نجله من أنشطة تجارية وإعلانات رعاية وإدارة ممتلكات.

وفي حوار صحفي عام 2013، قال والد ميسي إن نجله يستمع دائما لحديثه ولا يقول له إنه الأفضل في العالم، مضيفا: "أنا والده منذ كان صغيرا وبعدما صار الأفضل في العالم".

لكن في 2016، شهدت علاقة ميسي وخورخي هزة عنيفة، حين اتهم "ليو" والده بخداعه خلال إدارة ثروته؛ مما أدى إلى اتهام النجم الأرجنتيني بالتهرب من الضرائب، إذ وقف الثنائي أمام محكمة برأت اللاعب وأدانت الأب.

كنز الأبناء

الاتهام نفسه حدث بين الثنائي نيمار دا سيلفا ووالده، وهو مدير أعماله ووكيله حتى انتقال النجم البرازيلي قبل أسابيع إلى نادي الهلال السعودي.

ففي 2013، حصل والد نيمار على 40 مليون يورو (43.5 مليون دولار) ضمن صفقة انتقال نجله إلى برشلونة؛ ما جعل رئيس نادي سانتوس البرازيلي، حيث كان يلعب الابن، يصف الأب ساخرا بأنه "يستحق جائزة نوبل".

واتهم نيمار والده بإخفاء قيمة الصفقة الحقيقية للتهرب من الضرائب، وخضع الثنائي لمحاكمة طالب فيها الإدعاء البرازيلي بسجنهما عامين وتغريمهما 10 ملايين يورو (10.8 ملايين دولار).

المحلل الرياضي إبراهيم ضيف قال لـ"الخليج الجديد" إن "بعض الوكلاء والمسؤولين عن اللاعبين لديهم كنز يمكنهم تأمين مستقبلهم من خلاله".

وأردف أن "والد نيمار حصل على 40 مليون يورو (43.5 مليون دولار) من صفقة واحدة ليست الأغلى في تاريخ نجله، فماذا عن باقي الصفقات؟".

فيما قال المحلل السعودي مبارك الشهري لـ"الخليج الجديد" إن "وظيفة وكيل اللاعبين ليست بالسهلة، خاصة مع تولي إدارة ممتلكاتهم وتجارتهم الضخمة".