رغم التحقيقات بشأن تحفيزها للانتحار.. إقبال خليجي على "أوزيمبيك" وأدوية إنقاص الوزن

الجمعة 1 سبتمبر 2023 01:52 م

سلطت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية الضوء على اتجاه الكثير من سكان دول الخليج العربية إلى الاعتماد على أوزيمبيك (Ozempic) وغيره من الأدوية المماثلة لإنقاص الوزن، بالرغم من تحقيقات يجريها الاتحاد الأوروبي حول تقارير بشأن تسببه في زيادة مخاطر الرغبة في الانتحار.

وذكرت الصحيفة، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، أن شعبية الدواء الشهير تتزايد في الخليج بشكل كبير جداً، إذ تعد معدلات السمنة بدول المنطقة من بين الأعلى في العالم، بسبب الانتشار المتزايد للأغذية المصنعة، وكثرة استخدام السيارات في التنقل، والحرارة الشديدة التي تبقي الناس في منازلهم.

وعلى مدار العام الماضي، غير "أوزيمبيك" قواعد اللعبة عالمياً في مجال إنقاص الوزن، إذ جرى تطويره ليتم حقنه باستخدام إبرة القلم، كعلاج لمرض السكري من النوع 2، ولكن يتم وصفه بشكل متزايد لأولئك الذين يريدون السيطرة على الرغبة الشديدة في تناول الطعام وفقدان الوزن دون جراحة.

واستشهد التقرير بتجربة مقدمة البرامج التلفزيونية السعودية، لبنى عبد العزيز، التي قالت لمتابعيها على منصة سناب شات، البالغ عددهم 150 ألفاً، العام الماضي: "سألني الكثير منكم: لبنى، تحدثي عن تجربتك مع أوزيمبيك (..) لمدة شهر كنت أتناول 0.25 مليجرام، ولم يكن له تأثير يذكر عليّ، ولكن بعد زيادة جرعتها إلى 0.5 مليجرام، بدأت ألاحظ النتائج، ثم انقطع الدواء عن السوق فجأة". وأضافت أنها اضطرت إلى التحول إلى جرعة بمقدار 1 مليجرام فقط لأنها كانت الجرعة الوحيدة المتاحة، لكنها بدأت تعاني من آلام في المعدة والإمساك.

وتعتبر لبنى بين كثيرين في منطقة الخليج العربي الذين أصبحوا يعتمدون على أوزيمبيك والأدوية المماثلة لإنقاص الوزن.

وكما هو الحال في الولايات المتحدة وأجزاء أخرى من العالم، فإن الطلب المتزايد أدى إلى نقص في وجود هذه النوعية من أدوية السمنة وسط دعوات إلى وضع المزيد من القواعد التنظيمية.

وفي السياق، قال الطبيب الاستشاري لطب الأسرة في دبي، عادل سجواني، إن "الاتجاه يتزايد أكثر فأكثر بالنسبة لأدوية خفض الوزن"، مضيفاً: "بسبب هذا الاتجاه الجديد، فإن معدل جراحات السمنة ينخفض ​​في جميع أنحاء العالم، وحتى هنا في الإمارات"، في إشارة إلى عمليات تحويل مسار المعدة، وغيرها من العمليات الجراحية لإنقاص الوزن.

وأوضح أن "أوزيمبيك يعمل عن طريق إبطاء عملية الهضم، حيث عادة ما يستغرق الطعام نحو 6 ساعات لمغادرة الجسم، لكن عندما يتم تناول أوزيمبيك، يبقى الطعام أكثر في معدتك، لذلك تشعر بالشبع".

وتابع سجواني: "كان الناس يكافحون من أجل الحصول على أوزيمبيك، إلا أن الوضع تحسن بعد طرح عقار مونجارو، وهو دواء آخر لمرض السكري يستخدم لفقدان الوزن أيضاً".

وفي قطر، أدت مشكلات سلسلة التوريد إلى نقص في دواء "ويجوفي"، لذلك بدأ الأطباء في وصف "أوزيمبيك"، وفقاً لما ذكرته، علا الطائي، مديرة العمليات والصيدلة في مركز الطائي الطبي بالدوحة.

وقالت علا: "من المفهوم أنه في مواجهة الطلب المتزايد، لم تتمكن الشركة الأم (نوفو نورديسك) من مواكبة الطلب. وأدى هذا الأمر، إلى جانب تأخير الشحن والكميات المحدودة المخصصة للموزع المرخص في قطر، إلى نقص (الدواء) على مستوى البلاد".

ونقلت الصحيفة الأمريكية عن رجل إماراتي يبلغ من العمر 40 عاماً إنه بدأ بتناول "مونجارو" مؤخراً، وخسر بسرعة 6 أرطال ولم يشعر بالجوع على الإطلاق، كما تتناوله زوجته وحماته أيضًا وكانتا سعيدتين بالنتائج.

لكن الإماراتي، الذي أدلى بإفادته شريطة عدم الكشف عن هويته، قال إنه اضطر للسفر إلى السعودية للعثور على الدواء، الذي يتناوله دون وصفة طبية.

ويعاني 31% من الرجال و44% من النساء في دولة الإمارات العربية المتحدة من السمنة، وفقاً لتقرير التغذية العالمي، بينما تبلغ النسبة في قطر 36% للرجال و46% للنساء.

ويثير الاتجاه الخليجي المتزايد نحو تناول أدوية إنقاص الوزن، دون وصفات علاجية، مخاوف في المجتمع الطبي، خاصة بعد إخضاع أدوية إنقاص الوزن التي تنتجها "نوفو نورديسك" للتحقيق من قبل هيئة تنظيم الأدوية في الاتحاد الأوروبي، على أثر إحالة عدد من التقارير عن مخاطر الانتحار إلى الهيئة.

وأعلنت الوكالة الأوروبية للأدوية أنها تدرس "الأحداث السلبية التي لاحظتها وكالة الأدوية الأيسلندية حول أفكار انتحارية مرتبطة بعقاري ساكسيندا وأوزيمبيك"، مشيرة إلى أنها ستنظر في ما إذا كان ينبغي توسيع نطاق مراجعتها لتشمل أدوية أخرى من نفس الفئة، والمعروفة باسم منبهات GLP-1، والتي تدخل في صفوف الأدوية الأكثر مبيعاً في العالم.

ومن بين هذه الشركات "مونجارو"، التابعة لشركة "إلي ليلي اند كو"، كما تعمل شركات أخرى، بما في ذلك "أمجين" و"فايزر" على تطوير منتجات مماثلة.

المصدر | واشنطن بوست/ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الخليج إنقاص الوزن أوزيمبيك السعودية الإمارات