نيوزويك: إعادة ضبط دور الولايات المتحدة بالشرق الأوسط تؤتي ثمارها

الجمعة 1 سبتمبر 2023 08:47 م

اعتبر ديفيد فارس الأكاديمي المتخصص في الشؤون السياسية بجامعة جامعة روزفلت، أن عملية إعادة ضبط الولايات المتحدة الأمريكية لدورها في الشرق الأوسط باتت تؤتي ثمارها.

وأضاف فارس في مقال بمجلة نيوزويك الأمريكية، أن الولايات المتحدة أكملت عامين على إجلاء أخر رحلة لقواتها من أفغانستان

وذكر أنه بالرغم من الانتقادات الواسعة لعملية إجلاء القوات الأمريكية من أفغانستان، فقد استمر الرئيس الأمريكي جو بايدن في مهمتها رغم الصراخ العالي لآلاف من المتحمسين للحرب إلى الأبد

ورأي أن عملية الإجلاء أثبتت في نهاية المطاف أن الأمن القومي الأمريكي لا يتطلب حامية مفتوحة أو مواقع عسكرية تشمل دول متعددة في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى.

نهاية الأساطير

وذكر فارس أن الولايات المتحدة في عام 2008، كانت غارقة في أتون حربين مرهقتين في منطقة الشرق الأوسط، وهما العراق وأفغانستان.

وأشار إلى أن ذلك كان يأتي في ظل وجود عشرات الآلاف من القوات على الأرض، وإهدار مليارات الدولارات يوميًا في مسعى غير مثمر لإعادة تشكيل مجتمعين بالكاد نفهمهما.

وأضاف أن إدارة جورج بوش الابن كانت تعتقد بأن التحول الديمقراطي وحده هو القادر على منع موجات جديدة من الإرهاب ضد الولايات المتحدة الأمريكية.

وبدلاً من ذلك، عندما تم إخلاء آخر جندي من كابول، تضمنت قوائم الرحلة رجالًا ونساء لم يولدوا حتى في 11 سبتمبر/ أيلول 2001.

وأوضح فارس أن القصة غير المعلنة للسياسة الخارجية الأمريكية اليوم هي أن الأساطير المدمرة حول مهمتنا الحضارية في الشرق الأوسط وحتمية وجود القوة العسكرية الأمريكية لتحقيق الاستقرار الإقليمي تم التخلص منها بشكل شامل.

وذكر أن الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما بدأ عملية إعادة ضبط الدور الأمريكي في الشرق الأوسط بالانسحاب من العراق ورفض الانجرار بشكل عميق إلى الحرب الأهلية السورية.

على الرغم من افتتانه الواضح بالطغاة السعوديين وانفتاحه المتعجرف على إثارة حرب مع إيران، إلا أن الرئيس السابق دونالد ترامب ظل على هذا المسار إلى حد كبير.

وقد أنهى الرئيس بايدن، الذي كان ذات يوم الصوت الوحيد الذي عارض زيادة القوات في أفغانستان عندما كان نائباً للرئيس أوباما، مهمة الابتعاد عن الشرق الأوسط.

يؤتي ثماره

 ووفق فارس فقد أثبت العامان الماضيان بشكل قاطع أن الوجود العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط ليس غير ضروري فحسب، بل إنه يضر بشدة بشعوب وبلدان المنطقة.

منذ أن بدأت الولايات المتحدة في تقليص وجودها العسكري، تم التوقيع على العديد من اتفاقيات السلام الجديدة بين إسرائيل ودول إقليمية أخرى.

كما اتخذ الخصمان اللدودان إيران السعودية الخطوات الأولى نحو مستقبل السلام والتعايش بدلاً من التدخل والتحريض الذي لا نهاية له.

وأصبح العراق اليوم أفضل حالاً مما كان عليه قبل عقد من الزمان، وأصبحت الحروب الأهلية في اليمن وسوريا أقرب إلى النهاية مما بدا ممكناً قبل بضع سنوات فقط.

لم تكن هناك أعمال إرهابية كبيرة أو حتى مؤامرات محبطة ضد الولايات المتحدة.

وعقب فارس قائلا إنه "صحيح أن أفغانستان قد تُركت لطالبان، ومما لا شك فيه أن الحياة أصبحت أسوأ بالنسبة للنساء هناك.. ولكن كما قال الصحفي فضل الله قزيزاي وقت سابق من هذا الشهر، كان هناك جانب إيجابي غير متوقع

وأوضح قزيزاي في تصريحات إعلامية أن: التغييرات الجيدة التي يمكنني رؤيتها هي توقف القصف، ولا مزيد من غارات الطائرات بدون طيار، فقد تم إرساء السلام والأمن.

وبحسب فارس فإنه ربما يكون منح أفغانستان استراحة طويلة من الصراع الذي لا نهاية له أفضل على المدى الطويل بالنسبة للإصلاحيين المحتملين في البلاد من عقد آخر من القتال غير المثمر بقيادة الولايات المتحدة.

لقد كلف الصراع في أفغانستان دافعي الضرائب الأمريكيين أكثر من 2.3 تريليون دولار، ناهيك عن مقتل ما يزيد على 243 ألف شخص كنتيجة مباشرة للقتال والملايين من الجرحى.

وتتجاوز التكلفة الإجمالية لحروب ما بعد 11 سبتمبر/أيلول في نهاية المطاف 6 تريليون دولار مع عدم وجود عائد ملحوظ على هذا الاستثمار المذهل.

وخلص فارس إلي أن الأمر المهم بالنسبة لبلاده يتمثل في أنه ليست هناك عودة إلى سياسات التدخل الثقيلة في الشرق الأوسط التي كانت متبعة خلال فترة الحرب الطويلة على الإرهاب.. فأخيرا تم إنجاز المهمة.

المصدر | ديفيد فارس/نيوزويك- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الانسحاب الامريكي من أفغانستان التطبيع الإسرائيلي العربي استنئاف العلاقات السعودية الإيرانية

إيكونوميست: الشرق الأوسط يبدأ فصلا جديدا بفرص ومخاطر مختلفة.. ما دور الخليج؟