تقدير ألماني: تباين مصالح القاهرة والرياض وأبوظبي فرصة لأوروبا

الأحد 3 سبتمبر 2023 05:40 م

دعا ستيفان رول، رئيس قسم الأبحاث حول أفريقيا والشرق الأوسط في "المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية" (GIISA)، كلا من ألمانيا والاتحاد الأوروبي إلى الاستفادة من "تباين المصالح" بين مصر والسعودية والإمارات، باعتباره "فرصة لممارسة نفوذهما على التطورات في المنطقة".

وأضاف رول، في تحليل ترجمه "الخليج الجديد"، أنه "على مدى السنوات العشر الماضية، مارس التحالف الفعلي لحكومات مصر والسعودية والإمارات تأثيرا كبيرا على التطورات في الشرق الأوسط".

وتابع أن "الهدف المشترك كان هو منع التحول الديمقراطي، ووقف صعود الإسلام السياسي، ومواجهة نفوذ إيران وتركيا في المنطقة، لكن التدخلات السياسية الإقليمية المشتركة (للدول الثلاث) لم تحقق نجاحا يذكر حتى الآن".

"كما ظهرت إلى السطح في الأشهر الأخيرة اختلافات بشأن العلاقات الثنائية بين هذه الدول العربية، وأصبحت احتمالات الصراع واضحة فيما يتعلق بالقضايا الاقتصادية والسياسية الإقليمية، ومن المرجح أن تتزايد في المستقبل"، بحسب رول.

ومضى قائلا إنه "بالنسبة لألمانيا والاتحاد الأوروبي، فإن هذه الاختلافات في المصالح بين الدول الثلاث توفر الفرصة لتحقيق أهدافهما الخاصة في المنطقة".

إصلاح اقتصاد مصر

"وتوجد اختلافات جوهرية بين الدول العربية الثلاث والأوروبيين، خاصة فيما يتعلق بقضايا حقوق الإنسان، ولكن في سياقات أخرى، يوجد تقارب في المصالح بين ألمانيا وشركائها الأوروبيين وواحدة أو أكثر من هذه الحكومات الثلاث، وعلى هذا الأساس ينبغي استكشاف إمكانية التعاون أو توسيع التعاون القائم"، كما أضاف رول.

وموضحا، تابع: "الأوروبيون ومملكتا الخليج يشتركون في الاهتمام بالإصلاحات كوسيلة لتحقيق الاستقرار في الاقتصاد المصري المترنح. وفي حالة انزلاق مصر إلى الإفلاس، فإن السعودية والإمارات، باعتبارهما أكبر دائني القاهرة، ستعانيان من أضرار اقتصادية كبيرة".

وأردف: "وبالنسبة للأوروبيين، فإن إفلاس مصر، الدولة العربية الأكثر اكتظاظا بالسكان (أكثر من 105 ملايين نسمة) سيكون كارثيا، وخاصة بسبب الاضطرابات الاجتماعية وضغوط الهجرة المصاحبة لها (إلى أوروبا)".

و"لذلك، فمن المهم أن يضغط الجانبان على القاهرة لحملها على تنفيذ الإصلاحات على سبيل المثال في سياق اتفاق (القرض الأخير مع) صندوق النقد الدولي. والشرط الأساسي هو سحب الجيش من الاقتصاد المصري، وهو ما لا يبدو أن إدارة (الرئيس المصري عبدالفتاح) السيسي مستعدة للقيام به حتى الآن"، وفقا لرول.

واستدرك: "لكن ممالك الخليج أدركت الآن أنه (انتهاء هيمنة الجيش على الاقتصاد) ضروري أيضا، ومن خلال نهج مشترك ومنسق مع الرياض وأبوظبي، يمكن للاتحاد الأوروبي أن يمارس ضغوطا أكبر بكثير على القاهرة مما هو عليه الحال حتى الآن".

إنهاء حرب السودان

رول قال أيضا إن "لدى الأوروبيين مصالح مماثلة لتلك التي لدى السعودية فيما يتعلق بحل الصراع في السودان".

وللشهر الخامس، تتواصل في السودان (الجار الجنوبي لمصر) اشتباكات بين الجيش وقوات "الدعم السريع" شبه العسكرية؛ ما خلّف أكثر من 3 آلاف قتيل، أغلبهم مدنيون، وما يزيد عن 4 ملايين نازح ولاجئ داخل وخارج إحدى أفقر دول العالم.

وأضاف أنه "بالنسبة للرياض، يعد الاستقرار والأمن في منطقة البحر الأحمر أمرا ضروريا، ليس فقط فيما يتعلق بالشحن، ولكن أيضا لتنفيذ خططها التنموية الطموحة، وخاصة توسيع السياحة الساحلية، ومن المهم أيضا حماية الاستثمارات التي تمت بالفعل في الاقتصاد السوداني".

و"على عكس القاهرة (تدعم الجيش السوداني) وأبوظبي (يتردد أنها تساند "الدعم السريع")، اللتين ترتبط مصالحهما بأحد طرفي الصراع، تحافظ السعودية على علاقات جيدة مع كل من الجيش والدعم السريع"، كما أضاف رول.

واعتبر أنه "من غير المرجح أن يكون للرياض أي مصلحة في قيام مصر أو الإمارات بتوسيع نفوذهما في السودان بحالة تحقيق حلفائهما مكاسب عسكرية على الأرض.. والتفوق العسكري لأحد طرفي الصراع لن يشكل تطورا إيجابيا؛ فالجمود العسكري يتيح الفرصة لتعزيز دور القوى المدنية كوسيط بين الجانبين".

وزاد رول بأنه "حتى الآن، لم تكن جهود الوساطة السعودية ناجحة، ولكن مع ذلك ينبغي للأوروبيين أن يستمروا في دعم مثل هذه المبادرات، كما ينبغي عليهم الضغط على الرياض لضمان إعطاء أولوية أعلى في السياسة الخارجية لحل الصراع السوداني".

وفي 6 مايو/ أيار الماضي، بدأت السعودية والولايات المتحدة برعاية محادثات بين الجيش و"الدعم السريع"، أسفرت عن اتفاق في جدة بين الجانبين لحماية المدنيين، بالإضافة إلى أكثر من هدنة جرى خرقها وتبادل الطرفان اتهامات؛ ما دفع البلدين إلى تعليق المفاوضات.

المصدر | ستيفان رول/ المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

مصالح أوروبا ألمانيا مصر السعودية الإمارات