فاجعة كبيرة ألمت بأهالي قرية الشريف التابعة لمركز ببا بمحافظة بني سويف في صعيد مصر؛ حيث قضى العشرات من أبناء القرية جراء العاصفة دانيال في ليبيا، بينما لا يزال عشرات آخرون في عداد المفقودين.

تجمع أهالي القرية التي تبعد عن العاصمة المصرية القاهرة حوالي 160 كيلومترا، صباح الأربعاء، لاستقبال جثامين 74 شابا من أبناءهم بعد وصولها من مدينة درنة الليبية.

واصطف الأهالي على جانبي القرية، بينما تشق عربات الإسعاف طريقها إلى المقابر في موكب جنائزي مهيب؛ حيث ووريت الجثامين الثرى.

وسادت حالة من الحزن على أهالي القرية؛ حيث أخذ الجميع من الحاضرين في ترديد الدعوات وقراءة القرآن.

وتداخلت سرادقات العزاء، الضحايا معظمهم إما أشقاء أو أبناء عمومة أو أقارب؛ حيث يكاد لا يخلو بيت من قتيل.

وكان أهالي قرية الشريف تداولوا، الثلاثاء، قائمة بأسماء الضحايا، وبينهم 14 من عائلة واحدة، و3 أشقاء.

وتوجه عدد كبيرة من الأهالي إلى مدنية السلوم الحدودية مع ليبيا في انتظار جثامين أبنائهم، الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 30 عاما.

واعتاد أبناء القرية السفر إلى ليبيا للعمل في مجال البناء، ومعظمهم لديه أسر وأطفال في مصر تركوهم بحثا عن عمل لتوفير حياة كريمة لأبنائهم.

وكانت مصر، أعلنت الثلاثاء، الحداد 3 أيام في البلاد، تضامناً مع ضحايا كارثة الإعصار في ليبيا، حسب بيان صادر عن رئاسة الجمهورية.

وأعلنت الخارجية المصرية أنها تتابع أوضاع المصريين بليبيا في أعقاب الإعصار "دانيال"، مؤكدةً أنه أسفر عن سقوط عدد من الضحايا والمفقودين من بين رعاياها.

وذكرت في بيان أنه "تم فتح خط ساخن للتواصل مع القنصلية المصرية في بنغازي، والتي تنسق مع الجانب الليبي للوقوف على آخر تطورات أوضاع المواطنين المصريين في المناطق المنكوبة وجهود البحث والإنقاذ، وكذلك الحصول على البيانات الخاصة بالضحايا وسبل حصر أعدادهم".

وأشارت الوزارة إلى أنها "تنسق مع كافة الجهات الوطنية المعنية، في ضوء انقطاع الاتصالات في عدد كبير من المناطق وتدمير الطرق الرئيسية المؤدية إليها"، مؤكدةً أنها "مستمرة في جهود متابعة عمليات البحث والإنقاذ".

كما وجه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، القوات المسلحة بتقديم كافة أشكال الدعم الإنساني، من أطقم إغاثة ومعدات إنقاذ ومعسكرات ايواء للمتضررين، بالتعاون والتنسيق مع الأجهزة والمؤسسات الليبية والمغربية.

كما أجرى السيسي اتصالا هاتفيا مع رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، عبر خلاله عن تضامن مصر مع ليبيا في مواجهة تداعيات الإعصار.

ولاحقا، زار رئيس أركان حرب القوات المسلحة الفريق أسامة عسكر، ليبيا لبحث تنسيق سبل تقديم الدعم اللوجيستى والإغاثة الإنسانية العاجلة بالتعاون مع الأجهزة والمؤسسات الليبية المختصة.

ووفق آخر بيانات رسمية، فقد ارتفعت حصيلة ضحايا السيول والفيضانات التي اجتاحت مدينة درنة الليبية، بسبب العاصفة دانيال إلى 5300 قتيل، في وقت قال الصليب الأحمر إنه لا توجد إحصائية دقيقة بشأن أعداد الوفيات والمصابين، مشيراً إلى أن الأرقام المعلنة غير دقيقة.

فيما أكد جهاز الإسعاف والطوارئ الليبي، تضاؤل الآمال في العثور على ناجين بعد مرور 48 ساعة على كارثة السيول والفيضانات، مشيرا إلى عدد القتلى مرشح للزيادة.