أول قمة بين بوتين وكيم منذ 2019.. ماذا تعني؟

الأربعاء 13 سبتمبر 2023 11:26 ص

التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، في روسيا الأربعاء، وسط دفء العلاقات بين بلدين تتوافق مصالحهما ويواجهان عقوبات غربية قاسية تقودها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

بوتين استقبل كيم في قاعدة فوستوشني الفضائية (أقصى شرقي روسيا)، وهي أحدث موقع لإطلاق الصواريخ الفضائية في روسيا. وردا على سؤال صحفي في ظل حرب روسية- أوكرانية، قال بوتين إنهما سيناقشان كل القضايا بما فيها إمدادات الأسلحة. وتثير هذه القمة بلا شك قلق الرئيس الأوكراني فولاديمير زيلينسكي، المدعوم من الغرب بقيادة إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن.

  • كيم هو زعيم إحدى أكثر الدول عزلة ونادرا ما يسافر خارجها، لكن الظروف الاقتصادية المتدهورة دفعت نظام بيونغ يانغ إلى السعي للحصول على مساعدات خارجية واستئناف التجارة جزئيا بعد إغلاق صارم للحدود بسبب جائحة كورونا.
  • على متن قطار مصفّح، وصل كيم إلى روسيا في أول رحلة له إلى الخارج منذ بداية الجائحة. وفي رحلته الخارجية الأخيرة، التقى مع بوتين في فلاديفوستوك عام 2019. ويرافق كيم في زيارته الحالية مسؤولون حكوميون كبار، بينهم عسكريون.
  • هذه القمة تأتي بعد أشهر من تقييمات للاستخبارات الأمريكية بأن كوريا الشمالية تبيع أسلحة لروسيا من أجل دعم موسكو في حربها المستمرة ضد جارتها أوكرانيا منذ 24 فبراير/ شباط 2022. وتبرر موسكو هذه الحرب بأن خطط كييف للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بقيادة الولايات المتحدة، تهدد الأمن القومي الروسي.
  • منذ بدء الحرب الروسية- الأوكرانية، أعلن كيم دعمه لموسكو، وكانت كوريا الشمالية واحدة من خمس دول رفضت في مارس/ آذار  2022 مشروع قرار في الأمم المتحدة لإدانة غزو روسيا لجارتها، كما أعربت عن دعمها لضم موسكو لأجزاء من أوكرانيا في خطوة لا يعترف بها المجتمع الدولي.
  • تسلط القمة الضوء على الكيفية التي يرى بها بوتين وكيم تداخل مصالحهما، وخاصة مواجهتهما مع الولايات المتحدة. وقد ساعدت روسيا في تمكين كوريا الشمالية من التقدم في برنامجي النووي والأسلحة منذ انهيار المحادثات الدبلوماسية بين واشنطن وبيونغ يانغ في 2019.
  • تمتلك كوريا الشمالية مخزونا من الذخائر المتوافقة مع الأسلحة الروسية، إذ انتهى القتال في الحرب الكورية (1950-1953) بوقف إطلاق النار، واحتفظت الكوريتان بترسانة ضخمة من المدفعية والأسلحة التقليدية الأخرى.
  • تحتاج روسيا المزيد من الذخيرة من مخزونات كوريا الشمالية؛ مع انخفاض احتياطيات موسكو، وعدم قدرتها على مواكبة الحجم الذي يتم إنفاقه في حربها ضد أوكرانيا. وعلى الرغم من أن صناعة الدفاع الروسية في طريقها لإنتاج 2.5 مليون قذيفة، بزيادة عن 1.7 مليون في 2022، إلا أنه من المتوقع أيضا أن تطلق 7 ملايين طلقة من ذخيرة المدفعية هذا العام، بحسب جاك واتلينج، الزميل في المعهد الملكي للخدمات المتحدة.
  • بشكل خاص، تهتم روسيا بالحصول على منصات المدفعية مثل نظام 152 ملم وقاذفات الصواريخ مثل أنظمة 122 ملم وربما 107 ملم، وكلها أنظمة غير دقيقة، لكنها تناسب مع القوات الروسية التي تستخدم القوة الغاشمة، خاصة في شرقي أوكرانيا، وفقا لخبراء غربيين.
  • في المقابل، من المرجح أن يسعى كيم إلى الحصول من روسيا على مساعدات اقتصادية وفنية لتوسيع ترسانته من الأسلحة، إذ فاقمت عزلة كوريا الشمالية، خلال جائحة كورونا، الصعوبات الاقتصادية وانعدام الأمن الغذائي، وقد استوردت العام الجاري آلاف الأطنان من دقيق القمح من موسكو، ومن الممكن أن يصل المزيد إلى البلاد بعد القمة.
  • كوريا الشمالية طورت في الماضي صواريخ تشبه إلى حد كبير نظيرتها الروسية، وأثار اختبارها مؤخرا لصاروخ باليستي جديد عابر للقارات تساؤلات حول دعم موسكو التكنولوجي المحتمل. وفي ما تبدو رسالة تحدٍ بالتزامن مع قمة بوتين وكيم، أطلقت كوريا الشمالية الأربعاء صاروخين باليستيين قصيري المدى قبالة ساحلها الشرقي.
  • كيم ربما يطلب أيضا من بوتين السماح باستقبال المزيد من العمال الكوريين الشماليين، الذين يكسبون العملة الأجنبية في روسيا ويحتاجها بشدة نظام بيونغ يانغ. وهؤلاء العمال يعملون في أعمال يدوية مثل البناء والغابات، في وقت يعاني فيه الاقتصاد الروسي من نقص كبير في العمالة في ظل زيادة الإنتاج الدفاعي ووجود مئات الآلاف من الروس على الخطوط الأمامية في أوكرانيا وهروب آخرين من الحرب.

موضوعات متعلقة