صفقة واشنطن وطهران.. فرصة محتملة للدبلوماسية في الجمعية الأممية

الأحد 17 سبتمبر 2023 07:01 م

تساءل الكاتب أندرو باراسيليتي بشأن ما إذا كان بمقدور الصفقة الأمريكية الإيرانية الوشيكة أن تمنح فرصة جديدة للدبلوماسية خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك بعد أيام، بحسب مقال في موقع "المونيتور" الأمريكي (Al Monitor).

باراسيليتي تابع، في المقال الذي ترجمه "الخليج الجديد"، أن كلا من الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيره الإيراني إبراهيم رئيسي سيلقي كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في 19 سبتمبر/أيلول الجاري.

وأضاف أنه من المتوقع أن تتم قريبا عملية تبادل للأسرى بين الولايات المتحدة وإيران طال انتظارها، لافتا إلى أن الصفقة تقوم على تبادل إطلاق سراح 5 سجناء من كل جانب، بالإضافة إلى موافقة واشنطن على الإفراج عن 6 مليارات دولار مستحقة لطهران لدى كوريا الجنوبية.

وأوضح أن تلك الأموال تم تجميدها بموجب عقوبات فرضتها الولايات المتحدة في 2018، عندما انسحبت إدارة الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب من خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي لعام 2015)، وقد تم تحويل الأموال بالفعل إلى حساب بنكي مُقيد تشرف عليه قطر (كي تستخدمها إيران في أغراض إنسانية فقط).

وتفرض الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات قاسية على إيران؛ بزعم سعيها إلى إنتاج أسلحة نووية، بينما تقول طهران إن برنامجها مصمم للأغراض السلمية، بما فيها توليد الكهرباء.

و"قبل انسحاب الولايات المتحدة من خطة الاتفاق النووي، التزمت إيران بشروط الصفقة، لكن منذ الانسحاب، اقتربت من عتبة الأسلحة النووية وباتت على بعد أشهر فقط، وليس سنوات، من إنتاج سلاح نووي"، كما أضاف باراسيليتي.

وتابع: "ويبدو أن الخطة تتلخص في أن تحويل الستة مليارات دولار يشكل، أكثر من إطلاق سراح السجناء، دفعة مقدمة لإيران حتى تظل تحت العتبة النووية واحتواء احتمالات التصعيد في لبنان والعراق وبؤر التوتر الأخرى في المنطقة".

ضغط وتحوط

وبالنسبة لإيران، وفقا لباراسيليتي، فإن "كل شيء له ثمنه. وتعتبر طهران الملف النووي بمثابة وسيلة ضغط وتحوط في التعامل مع الولايات المتحدة، خاصة إذا فازت إدارة جمهورية أكثر تشددا بالبيت الأبيض (في الانتخابات الرئاسية) العام المقبل، وفي موقفها الردعي بالنسبة لإسرائيل".

وتعتبر كل من إسرائيل، حليفة الولايات المتحدة، وإيران، الدولة الأخرى العدو الأول لها، وتمتلك تل أبيب ترسانة نووية لم تعلن عنها رسميا وغير خاضعة للرقابة الدولية.

وقال باراسيليتي إن "البطاقة النووية، التي في رصيد طهران، لا ينبغي أن تتخلى عنها، وقد كان هذا هو الهدف من خطة العمل الشاملة المشتركة".

وأضاف أن "إيران تعتبر كل هذا بمثابة مفاوضات مستمرة ومحتملة إلى ما لا نهاية، وتتأثر أيضا بالتحولات في ميزان القوى العالمي، إذ أصبحت سياساتها أكثر رسوخا وانسجاما في الشرق، أي مع الصين وروسيا (المنافسين الاستراتيجيين للولايات المتحدة)".

وتابع: "منتقدو نهج بايدن لا يؤمنون بالتحدث مع إيران، وغالبا ما يتجاهلون الموقف الرادع القوي المتزايد من جانب الولايات المتحدة، ويعلقون آمالهم على العقوبات وتغيير النظام (الحاكم في طهران)".

مبادرات إقليمية

و"السؤال المطروح في الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الأسبوع، هو ما إذا كان تبادل الأسرى يمكن أن يوفر فرصة جديدة للدبلوماسية والبناء على المبادرات الإقليمية، مثل التقارب السعودي الإيراني المستمر، والذي يبدو أنه ساهم في تقدم الدبلوماسية لإنهاء الحرب في اليمن"، كما زاد باراسيليتي.

وبوساطة الصين، استأنفت السعودية وإيران علاقتهما الدبلوماسية، بموجب اتفاق في 10 مارس/ آذار الماضي، ما أنهى قطيعة استمرت 7 سنوات بين بلدين يقول مراقبون إن تنافسهما على النفوذ أجج صراعات في العديد من دول الشرق الأوسط، وبينها اليمن.

وأردف باراسيليتي أن احتمالات تجديد الدبلوماسية بشأن الملف النووي الإيراني قد تواجه انتقادات في الجمعية العامة للأمم المتحدة، على ضوء أن التقرير الأخير للوكالة الدولية للطاقة الذرية أعرب عن "الأسف لعدم إحراز أي تقدم في حل قضايا الضمانات المعلقة" بشأن البرنامج النووي الإيراني، بالإضافة إلى أن الوكالة أدانت السبت طهران لسحبها اعتماد بعض مفتشي الوكالة.

كما لفت إلى أن اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة تُعقد بعد عام واحد من مقتل الشابة الإيرانية مهسا أميني داخل مركز للشرطة بزعم انتهاك قواعد اللباس؛ "مما فجر احتجاجات وحملات قمعية".

المصدر | المونيتور - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

إيران الولايات المتحدة صفقة الأمم المتحدة الدبلوماسية