أبراج تحترق وسط الخرطوم.. وتجدد الاشتباكات بمحيط "القيادة العامة"

الأحد 17 سبتمبر 2023 10:07 م

تجددت لليوم الثاني على التوالي اشتباكات استخدمت فيها كافة الأسلحة بين الجيش السودان والدعم السريع، صباح الأحد، في محيط القيادة العامة للجيش،

ونقلت تقارير المعارك شهدت استخدام الأسلحة الثقيلة والمتوسطة التي اهتزت لها المباني السكنية الموجودة بالمنطقة وتصاعدت أعمدة الدخان من المكان.

وفيما أطلقت قوات الدعم السريع، قذائف مدفعية وصاروخية بشكل مكثف باتجاه القيادة العامة، رد الجيش بالمدفعية الثقيلة، واستهداف نقاط تمركز قوات الدعم السريع في مناطق أبو آدم، وجنوب الحزام، جنوبي العاصمة الخرطوم.

وتصاعدت أعمدة الدخان في مواقع تابعة لقوات الدعم السريع شمال وجنوب وشرق مدينة أم درمان.

أبراج تحترق

ونقلت التقارير عن شهود عيان، إفادتهم بتصاعد كثيف لأعمدة الدخان في محيط منطقة أم درمان القديمة، ورجحوا أن يكون صادراً من منشأة صناعية.

 وأظهرت مقاطع فيديو على منصات التواصل الاجتماعي، ألسنة اللهب تلتهم مباني شهيرة، أبرزها البرج الذي يضم مقر ومكاتب شركة النيل، أكبر شركات النفط في البلاد.

ويعد المبنى ذو الواجهات الزجاجية والتصميم الهرميّ، من أبرز معالم العاصمة. وأظهرت المقاطع احتراقه بشكل شبه كامل، إذ غطّى اللون الأسود طبقاته مع تواصل تصاعد الدخان منه.

وفي تصريح لوكالة "فرانس برس"، قال بدر الدين بابكر المقيم في شرق العاصمة: "من المحزن رؤية هذه المؤسسات تدمّر على هذا النحو". وتساءل "بعد كل هذا الدمار ماذا سيتبقى لهم لحكم البلاد؟".

وقال حاتم أحمد (البالغ 53 عاماً) في تصريح للوكالة ذاتها: "وكأنهم يريدون تحويلها إلى مدينة رماد غير قابلة للسكن".

وأكدت نوال محمد (44 عاماً) أن معارك السبت والأحد كانت "الأعنف منذ بداية الحرب". وعلى الرغم من أنها تقيم على بعد نحو ثلاث كيلومترات من أقرب مناطق الاشتباك، فإن نوافذ بيتها وأبوابه تهتز من جراء قوة الانفجارات.

وفي مدينة الأبيض، أفاد شهود عيان بتجدد الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع، قائلين إن الفرقة الخامسة مشاة شنت هجوماً على قوات تابعة للدعم السريع تتمركز في الاتجاه الجنوبي الشرقي للمدينة بولاية شمال كردفان، غربي السودان.

خسائر

وقال الناطق باسم الجيش السوداني، نبيل عبد الله، في بيان صحافي، إن "المليشيا المتمردة" حاولت الهجوم على بعض المواقع المتقدمة بمحيط القيادة العامة، بحسب وصفه.

وذكر عبد الله أن قوات الجيش صدت المهاجمين، وكبدتهم خسائر بلغت عشرات القتلى والجرحى وتدمير عدد من المركبات القتالية، على حد قوله.

واتهم الناطق باسم الجيش، في بيان، قوات الدعم السريع، باستهداف الأحياء السكنية بالقصف العشوائي، قائلاً إنها قصفت أحياء بانت، والعباسية، والموردة، وما حولها، جنوبي أم درمان، مما أدى إلى جرح 40 مدنياً.

 ومنذ اندلاع المعارك في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) في 15 إبريل/نيسان، فرّ أكثر من مليون لاجئ إلى دول الجوار هرباً من ويلات الحرب.

ودمّر النزاع البنى التحتية الضعيفة أصلاً، وتسبب بإغلاق 80 بالمئة من مستشفيات البلاد، وأغرق ملايين الأشخاص في وضع أشبه بالمجاعة الحادة.

وغطى الدخان الأسود الكثيف سماء العاصمة السودانية. وأظهرت صور جرى تداولها على مواقع التواصل، تهشّم نوافذ مبانٍ عدة في وسط الخرطوم واختراق الرصاص جدرانها.

ومنذ اندلاع الحرب، وقعت أشد المعارك في الخرطوم وفي إقليم دارفور بغرب السودان، حيث شنت قوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها هجمات على أساس عرقي، ما دفع المحكمة الجنائية الدولية لفتح تحقيق جديد في جرائم حرب محتملة.

وكان إقليم دارفور مطلع القرن الحالي مسرحاً لنزاع دامٍ أوقع 300 ألف قتيل، وأدى الى نزوح أكثر من 2,5 مليون سوداني، بحسب الأمم المتحدة.

المصدر | الخليج الجديد+ وسائل إعلام

  كلمات مفتاحية

السودان اشتباكات الدعم السريع الجيش أبراج تحترق