أذربيجان تشن هجمات في منطقة على أعتاب روسيا.. ما علاقة أمريكا؟

الثلاثاء 19 سبتمبر 2023 03:26 م

أعلنت أذربيجان، الثلاثاء، عن شن قواتها هجمات عسكرية على أهداف أرمينية في منطقة ناجورنو كاراباخ، في خطوة تعد بمثابة تصعيد كبير يهدد بدفع البلدين إلى صراع شامل في الفناء الخلفي لروسيا.

ووفق تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال"، فإن الولايات المتحدة الأمريكية تسعى إلى الحصول على مزيد من النفوذ على تلك المنطقة مع انخراط موسكو عسكريا في أوكرانيا.

وقالت وزارة الدفاع في أذربيجان، إنها بدأت أنشطة محلية لمكافحة الإرهاب في الإقليم؛ لكبح استفزازات واسعة النطاق وطرد ما قالت إنها قوات أرمينية.

وذكرت الوزارة في بيان: "في إطار الإجراءات وبأسلحة عالية الدقة يجري تعطيل مواقع وحدات القوات المسلحة الأرمينية على الخطوط الأمامية ونقاط إطلاق النار على مدى طويل في العمق، وكذلك الأصول القتالية والمنشآت العسكرية".

وتسكن منطقة ناجورنو كاراباخ، غالبية من العرقية الأرمينية، وهي عبارة عن جيب داخل أذربيجان يبلغ عدد سكانها حوالي 120 ألف نسمة، وتتنازع عليه البلدين بعنف منذ 3 عقود.

وشنت أذربيجان هجومًا في عام 2020 لاستعادة الأراضي المحيطة بالجيب من أرمينيا، على الرغم من أن ناجورنو كاراباخ نفسها ظلت في أيدي الأرمن بعد صمود وقف إطلاق النار بوساطة روسية.

تخلت أرمينيا عن سيطرتها على جزء كبير من الأراضي التي كانت تسيطر عليها سابقًا ووافقت على سحب قواتها من ناجورنو كاراباخ، بموجب شروط وقف إطلاق النار، بينما تم نشر 2000 جندي روسي لحفظ السلام لإنفاذ الاتفاق.

تحركات جديدة

على مدى الأسابيع القليلة الماضية، عززت أذربيجان وجودها العسكري في أراضيها حول الإقليم المتنازع عليه؛ مما دفع الكثيرين إلى توقع اندلاع أعمال عنف أخرى.

بهذا الصدد، قال رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، إن حشد القوات أدى إلى تفاقم الوضع السياسي والعسكري الإقليمي.

منذ بداية هذا العام، فرضت الحكومة الأذربيجانية في باكو حصارًا فعليًا على ناجورنو كاراباخ؛ ما تسبب في تدهور حاد في الإمدادات الغذائية والطبية من خلال إغلاق الطريق الرئيسي بين الجيب وأرمينيا.

وفي العاصمة الأرمينية يريفان، احتشد آلاف المتظاهرين، الثلاثاء؛ احتجاجا على الوضع في إقليم كاراباخ، بعد إعلان أذربيجان إطلاق عملية عسكرية لإعادة الأمن إلى الإقليم.

ووفقا لوسائل إعلام أرمينية، أغلقت المظاهرة الطريق الواصل إلى مبنى الحكومة الأرمينية.

ودعا المتظاهرون المواطنين إلى التجمع أمام مبنى الحكومة، ورددوا هتافات بينها: "إخواننا يقتلون في كاراباخ وحكومة رئيس الوزراء نيكول باشينيان لا تحرك ساكنا لوقف هذه المأساة".

وذكرت الصحيفة الأمريكية أنه في تصعيد كبير الثلاثاء، أظهرت لقطات نشرها السكان المحليون على وسائل التواصل الاجتماعي بمدينة ستيباناكيرت، عاصمة المنطقة التي تسيطر عليها أرمينيا، والتي تدعي الأخيرة أنها أراضيها السيادية، وهي تتعرض للقصف مع انطلاق صفارات الإنذار للغارات الجوية.

وإزاء تلك التطورات، قال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، الثلاثاء، إن روسيا على تواصل مع كل من أذربيجان وأرمينيا وتدعو لعقد مفاوضات لحل الصراع على إقليم كاراباخ.

وأضاف في إفادة صحافية، بأن روسيا قلقة من أحدث تصعيد هناك، وتعتبر أن ضمان سلامة المدنيين هو القضية الأهم.

ومنذ تفكك الاتحاد السوفييتي، كانت أرمينيا شريكًا أمنيًا مهمًا لروسيا وتستضيف واحدة من القواعد العسكرية القليلة التي يحتفظ بها الكرملين على أراضٍ أجنبية، وظلت البلاد أيضًا عضوًا في منظمة معاهدة الأمن الجماعي، وهو تحالف أمني لدول الاتحاد السوفييتي السابق، والذي طورته موسكو كرد على منظمة حلف شمال الأطلسي.

ولكن مع توجيه روسيا مواردها لغزو أوكرانيا وتراجع دور موسكو كضامن أمني في المنطقة، أظهرت أرمينيا علامات على التحول نحو الغرب للحصول على الدعم الدولي للدفاع عنها ضد أذربيجان.

وفي وقت سابق قال باشينيان إن أرمينيا لم تعد قادرة على الاعتماد على روسيا كشريك أمني.

وهذا الشهر، بدأت القوات الأمريكية مناورات عسكرية مشتركة مع قوات من أرمينيا، في علامة محتملة على إعادة التنظيم الجيوسياسي نتيجة للحرب الروسية على أوكرانيا، حيث استمرت المناورات المشتركة لمدة 10 أيام.

وأعقب ذلك تدريب حوالي 175 جنديًا أرمنيًا مع حوالي 85 جنديًا من قيادة الجيش الأمريكي في أوروبا وأفريقيا خارج العاصمة يريفان.

تتصاعد التوترات بين أذربيجان وأرمينيا منذ صراع عام 2020، حيث لم تتمكن روسيا من فرض وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه. وأدت حالات متفرقة من القصف عبر الحدود إلى مقتل جنود من كلا الجانبين بشكل منتظم.

وقد أعربت الحكومة الأرمينية في يريفان عن إحباطها المتزايد إزاء فشل روسيا في الحفاظ على وقف إطلاق النار. ويهدف الاتفاق إلى ضمان حرية الحركة لكلا الجانبين عبر ممر لاتشين، وهو الطريق الرئيسي الذي يربط ناغورنو كاراباخ بأرمينيا.

وفي الشهر الماضي، حثت الأمم المتحدة أذربيجان على رفع الحصار "لتخفيف معاناة الآلاف من الأشخاص في ناجورنو كاراباخ، والسماح بتدفق المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى السكان المدنيين".

وتقول أذربيجان إنها تمنع استيراد الأسلحة إلى أراضيها من أرمينيا، وهو ما نفته أرمينيا.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، يوم الثلاثاء، إن تصرفات يريفان الأخيرة سهلت سياسات الغرب العدائية تجاه روسيا، وفقًا لوكالة الأنباء الروسية الرسمية.

المصدر | وول ستريت جورنال - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

أرمينيا أذربيجان روسيا الولايات المتحدة الحرب الأوكرانية الروسية ناجورنو كاراباخ