الألغاز لا تزال تظهر من الصحاري السعودية.. كيف؟

الأحد 24 سبتمبر 2023 06:51 ص

كشف قمة العلا العالمية للآثار، التي استضافتها السعودية، الأسبوع الماضي، بعض الأسرار القديمة التي تم اكتشافها في المملكة، وفرصة نادرة للوصول إلى مجموعة من الاكتشافات القديمة، التي حتى السنوات القليلة الماضية، كانت بعيدة عن متناول أغلبهم.

منح المؤتمر، الخبراء، فرصة لمناقشة الجهود الدولية للحفاظ على الآثار، والمساعدة في رسم مسار المملكة نحو السياحة التراثية المستدامة، وفق ما ذكر تقرير لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، خاصة بعدما شهد المؤتمر حلقات نقاش، وليس مجرد استماع لأوراق أكاديمية، وذلك لدراسة أفكار مجموعة متنوعة من خبراء الآثار.

ويولي ولي العهد السعودية الأمير محمد بن سلمان، علم الآثار شغفا خاصا، ويرى فيه بوابة لرؤيته لتنويع الاقتصاد السعودي من خلال جلب السياح للاستمتاع بالمواقع التراثية إلى جانب المنتجعات الفاخرة، وفق الشبكة.

وبالنسبة له، هي أيضا وسيلة مفيدة "لتهميش الأقلية من الإسلاميين المتشددين الذين يزدرون تلك المواقع، ويعتبرونها غير إسلامية".

ومن خلال عكس عقود من العزلة الثقافية، وتطوير واحة العلا، وفتح مجمعات المقابر الشاسعة التي يعود تاريخها إلى آلاف السنين في منطقة الحجر القريبة (مدائن صالح)، تشهد المملكة اكتشافات رائعة.

وتظهر الاكتشافات الأثرية حتى الآن أن البشر عمروا هذه الأرض منذ 200 ألف عام على الأقل.

ويقول عالم الآثار بالهيئة الملكية لمحافظة العلا آدم فورد، إن الأوائل الذين سكنوا المنطقة جاؤوا من أفريقيا عن طريق سيناء إلى شبه الجزيرة العربية "السعودية".

ويضيف كذلك إن كل اكتشاف يجلب إمكانات أخرى لفهم متجدد لتلك الحقب.

وكشف أن قطعة حرير قديمة تم العثور عليها مؤخرا أظهرت له وللباحثين طرق التجارة الممتدة جنوبا على طول الطريق إلى "الهند أو الشرق الأقصى".

ويتابع: "ما زلنا نجري اختبارات على تلك القطعة لحد اليوم".

وبفضل الوصول غير المسبوق إلى "عجائب" العلا القديمة، يحاول علماء الآثار كشف لغز القبور النبطية وكيف يمكن ربطها بمراقبة النجوم أو أحداث الكواكب الأخرى، وفق فورد الذي يقول: "لقد جاء إلينا باحث من جزر الكناري، كان ذلك قبل بضعة أشهر فقط، وكانت البيانات التي جمعها مهمة جدًا، ولا يزال يشق طريقه في بحوثه".

وأحد الاكتشافات الحديثة هو ما يُعتقد أنه أحد أقدم مواقع الأضاحي في العالم، وفقا للباحث جوناثان ويلسون.

وفي المقر الرئيسي الجديد للهيئة الملكية لمحافظة العلا، وهو متحف العلا الذي تم تجديده، يفتح ويلسون أحد الأدراج الضخمة في غرفة تخزين القطع الأثرية المزدحمة، ويرفع بعناية كيسا بلاستيكيا شفافا يحتوي على ما يشبه قرنا أصفر ضخما.

ويقول: "هذا هو الأرخص، إنها سلالة منقرضة من الماشية، ولكنها أكبر من الماشية التي نعرفها".

والأرخص (Aurochs) نوع ضخم من الماشية كان يعيش في معظم أوروبا، الشرق الأوسط، شمال إفريقيا، آسيا الوسطى، وحتى الهند قبل أن ينقرض في الربع الأول من القرن السابع عشر.

ويقول ويلسون إنه بحسب التأريخ الكربوني، يرجع تاريخ الموقع إلى 5200 قبل الميلاد، لكن اللغز هو سبب العثور على الجزء العلوي فقط من جمجمة هذا الحيوان الضخم وقرونه، متسائلا: "هل تخلصوا من الباقي؟".

ويضيف أن مهمتهم كخبراء هي مساعدة علماء الآثار في المملكة العربية السعودية على حل مثل هذه الألغاز.

ومع نمو عمليات البحث والتنقيب، يأمل ويلسون أن يعرف خبراؤه المزيد.

ويقول إنهم يعثرون في كل موسم على حوالي 700 قطعة أثرية من الحفريات الأثرية.

ويضيف: "يمكن أن يحتوي كل صندوق على ما يصل إلى 600 قطعة.. نقوم بفرزها حسب الأهمية"، بهدف عرض العديد من هذه الكنوز المكتشفة.

إلى ذلك، أوضح أن العملات المعدنية تقدم بعضا من أكبر الأدلة حول الحضارات التي كانت العلا موطنا لها ذات يوم.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

السعودية العلا صحراء السعودية آثار بن سلمان