الهند كالسعودية مهمة للغرب.. وهذا ما ينتظرها بعد اغتيال نيجار

الأربعاء 27 سبتمبر 2023 08:18 ص

تعد الهند دولة مهمة للغرب، كما هو حال السعودية، ما يعني أنها قد تنجو من عواقب اغتيالها لهارديب سينغ نيجار (45 عاما)، وهو ناشط انفصالي من السيخ، بالرصاص في كندا في يونيو/حزيران الماضي؛ ما فجر خلافا بين نيودلهي وأوتاوا، بحسب مجلة "ذي إيكونوميست" البريطانية (The Economist).

المجلة، أضافت، في مقال ترجمه "الخليج الجديد"، أن مقتل نيجار "سلطت الضوء بشكل حاد على الوجه المثير للفوضى العالمية الجديدة، وهي الاغتيالات، فمجموعة جديدة من القوى الصاعدة، بينها السعودية والهند، تستعرض قوتها في الخارج وتشعر بالاستياء مما تعتبره معايير غربية مزدوجة في التعامل مع عمليات القتل التي ترعاها الدولة".

وتابعت أن "التقنيات الجديدة، وبينها الطائرات بدون طيار المتقدمة، تجعل من السهل أكثر من أي وقت مضى على الحكومات ضرب الأشخاص بدقة من مسافة بعيدة".

و"أثار اغتيال روسيا لألكسندر ليتفينينكو، عميل الاستخبارات الروسية السابق، في بريطانيا عام 2006، ضجة كبيرة وأدى إلى فرض عقوبات"، كما أردفت المجلة.

واستدركت: "بينما بعد القتل المروع عام 2018 لجمال خاشقجي، الصحفي السعودي (داخل قنصلية بلاده في إسطنبول) والذي كان منفيا في الولايات المتحدة، قال جو بايدن إنه يجب معاملة السعودية على أنها منبوذة، لكنه في العام الماضي صافح محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي والحاكم الفعلي، ويسعى إلى إقناعه بصنع السلام مع إسرائيل".

وزادت المجلة بأن "الهند تنفي تورطها في مقتل نجار، وقد تتجنب أي عواقب وخيمة؛ فالدولة الأكثر اكتظاظا بالسكان في العالم مهمة بالنسبة للغرب، سواء باعتبارها شريكا اقتصاديا أو ثقلا جيوسياسيا موازنا للصين".

متاهة أخلاقية

و"هذه التناقضات تعكس متاهة أخلاقية وقانونية طويلة الأمد حول عمليات القتل المدعومة من جانب الدولة"، بحسب المجلة.

وتابعت أن "الدول تقتل أعداءً بارزين في الخارج لأسباب مختلفة وبأساليب متنوعة، وتسرد ورقة بحثية أعدها في 2016 وارنر شيلينج وجوناثان شيلينج 14 هدفا محتملا، بينها الانتقام وإضعاف العدو وتدمير دولة منافسة".

وزادت بأنه "وفقا لأحد الإحصائيات، تم الإبلاغ عن 298 محاولة اغتيال لزعماء وطنيين بين 1875 و2004".

وبالنسبة لروري كورماك، من جامعة نوتنجهام في بريطانيا، فإن إطلاق النار في كندا هو دليل على إضعاف المعايير الدولية ضد الاغتيال، "فمع كل عملية قتل لشخصية بارزة تتآكل المحرمات قليلا".

واستشهد كورماك بسببين هما أن "الأنظمة الاستبدادية أصبحت أكثر جرأة في تحدي المعايير الليبرالية، كما أن لجوء الديمقراطيات إلى عمليات "القتل المستهدف" شجع الدول الأخرى".

و"من المحتمل أن تؤدي عوامل أخرى، مثل سهولة السفر والطائرات بدون طيار التي تتيح المراقبة والضربات لمسافات طويلة، إلى تفاقم المشكلة. وعلى مر السنين، قتلت واشنطن الآلاف من الجهاديين المشتبه بهم، والعديد من المدنيين أيضا، بطائرات بدون طيار"، وفقا للمجلة.

السم والرصاص

وعندما يتعلق الأمر بأساليب الاغتيال، كما زادت المجلة، فإن روسيا تفضل السم، ففي بريطانيا، اغتال عملاء موسكو ليتفينينكو باستخدام "البولونيوم المشع"، وكادوا يقتلون جاسوسا سابقا آخر، هو سيرجي سكريبال، وابنته يوليا بغاز الأعصاب "نوفيتشوك" في 2018.

وأضافت أن "كوريا الشمالية تفضل السم أيضا، وقد قتلت كيم جونغ نام، الأخ غير الشقيق لزعيم البلاد، كيم جونغ أون، من خلال تلطيخه بغاز أعصاب في مطار كوالالمبور الدولي عام 201".

أما "الولايات المتحدة فتفضل القنابل والرصاص، وقد داهمت قواتها الخاصة منزلا في باكستان وقتلت أسامة بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة، في 2011"، وفقا للمجلة.

واستطردت: "كما قتلت غارة أمريكية بطائرة بدون طيار خليفته أيمن الظواهري في (العاصمة الأفغانية) كابول عام 2022، وهو ما حدث مع قاسم سليماني (قائد الحرس الثوري الإيراني) بمطار بغداد في 2020".

وبحسب لوكا ترينتا، من جامعة سوانسي في ويلز، فإن "الأنظمة الاستبدادية تستخدم العمل السري لمنحها إمكانية الإنكار المعقول أو غير المعقول في كثير من الأحيان".

"لكن الديمقراطيات، كالولايات المتحدة، تسعى إلى تغطية ستار من الشرعية المعقولة حول ما تسميه الآن "القتل المستهدف"، وخاصة ضد الإرهابيين المشتبه بهم"، كما تابعت المجلة.

وأشارت إلى أن ميثاق الأمم المتحدة يدعو جميع الأعضاء إلى "الامتناع في علاقاتهم الدولية عن التهديد باستعمال القوة أو استخدامها ضد سلامة الأراضي أو الاستقلال السياسي لأي دولة"، لكنه في الوقت نفسه يعترف بـ"الحق الأصيل في الدفاع الفردي أو الجماعي عن النفس في حالة وقوع هجوم مسلح".

المصدر | ذي إيكونوميست- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الهند السعودية اغتيال نجار الغرب