بلومبرج: الطائرات المسيرة تساعد أردوغان على تعزيز نفوذ تركيا عسكريا

الجمعة 29 سبتمبر 2023 09:32 ص

نشرت شبكة "بلومبرج" تقريرا جديدا عن ترسانة الطائرات المسيرة التركية من شركة "بايكار" التي يملكها سلجوق بيرقدار، صهر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قائلة إن تلك الطائرات باتت من أبرز مساندي أردوغان لتعزيز نفوذ بلاده عالميا.

ويقول التقرير إنه في الأعوام الماضية، أصبحت "بايكار" جزءاً أساسياً من جهود أردوغان لبناء صناعة عسكرية مكتفية ذاتياً، تتنوع منتجاتها من الطائرات بدون طيار المُسلحة إلى المقاتلات النفاثة والسفن الحربية. والهدف من كل تلك المنتجات هو دعم سياسته الخارجية الأشد حزماً بمنطقة غارقة في النزاعات.

زيادة المبيعات

لكن منذ غزو روسيا لأوكرانيا، زادت المبيعات الخارجية للطائرات بدون طيار بشكل مستمر، ما منح تركيا ثقلاً سياسياً أكبر تتجاوز حدوده الشرق الأوسط.

وفي مقابلة نادرة معه أجريت في قاعدة القوات الجوية على مشارف أنقرة، كشف بيرقدار، خريج معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، عن طموحه لزيادة قدرات الشركة والمبيعات الدولية سعياً لتعزيز مكانة تركيا في الخارج.

وستبدأ "بايكار" قريباً إنتاج كميات كبيرة لنوع واحد على الأقل من طرازي الطائرات بدون طيار المتطورة التي ستقلع من على متن "تي سي جي أناضول" (TCG Anadolu)، حاملة الطائرات المصغرة المنتجة حديثاً.

وفي الوقت ذاته، ستسعى الشركة إلى زيادة حصتها في الأسواق الممتدة من أفريقيا إلى أوروبا وآسيا عبر الطائرات بدون طيار الحربية من طرازي "تي بي 2" و"أكينجي" (Akinci) الحاليين، و"تي بي 3" و"كيزيل إلما" (Kizilelma) الأحدث.

زيادة نفوذ تركيا

وأكدت "بلومبرج" أن الطائرات بدون طيار الجديدة ستُحدِث تغييراً جذرياً في نفوذ تركيا العسكري الممتد من البحر الأسود والقوقاز إلى شرق البحر المتوسط وسواحل شمال أفريقيا، على حد وصف بيرقدار الذي يشغل منصب كبير مسؤولي التكنولوجيا بالشركة التي أسسها والده وتسيطر عليها عائلته.

وأضاف أن "الطائرات بدون طيار ستمكن تركيا من إجراء عمليات الرصد والمراقبة وشن هجمات دقيقة عبر القارات بفضل زيادة مدة طيرانها وتوسيع نطاق عملياتها".

قالت "بايكار" إنها تبيع طائراتها الرئيسية "تي بي 2" في 31 دولة، ورغم أن الدول النامية كان لها نصيب الأسد من هذه المبيعات، فهي تعد قفزة مقارنة مع دولتين فقط قبل 4 سنوات.

ويقول بيتر فيزيمان، كبير الباحثين بمعهد ستوكهولم الدولي لبحوث السلام "سيبري": "مبيعات (تي بي 2) ارتفعت بوتيرة سريعة في الأعوام القليلة الماضية. تطلب دولة تلو الأخرى كميات مختلفة الأحجام".

ويوضح استخدام تركيا للطائرات بدون طيار التغيرات التي طرأت على مفهوم الحرب في إحدى أكثر المناطق اضطراباً في العالم.

وأحدثت الطائرات غير المأهولة تغيراً كبيراً في جهود أنقرة المستمرة لعقود لمكافحة تمرد حزب العمال الكردستاني الانفصالي في جنوب شرق البلاد، وشمال العراق، وسوريا.

ونظراً للانخفاض النسبي في تكاليف صنعها واستخدامها، ساعدت الطائرات بدون طيار على ترجيح كفة حلفاء تركيا في صراعات بدول بعيدة مثل أذربيجان وليبيا.

بعيداً عن الشرق الأوسط، يُرجح أن تعد الطائرات بدون طيار التركية ذات قيمة كبيرة بالأخص للدول غير الأعضاء بـ"حلف شمال الأطلسي"-"ناتو"- أو غير القادرة على شرائها من الولايات المتحدة أو إسرائيل لأسباب سياسية أو مالية.

تكنولوجيا عالية بسعر معقول

وستعزز الطائرات بدون طيار الجديدة من صيت الدولة بصفتها مورداً لتكنولوجيا الحرب عالية الجودة بأسعار معقولة، وهي مكانة فريدة تحظى بها تركيا بين حفنة من الدول المنتجة للطائرات بدون طيار المتطورة، بحسب فابيان هينتس، الخبير العسكري بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن.

وأضاف: "بغض النظر عن كونك حليفاً للولايات المتحدة أو معارضاً لها، يمكنك شراء (الطائرات بدون طيار التركية) بلا أي كُلفة سياسية تقريباً. يبدو أيضاً أن تركيا أكثر انفتاحاً على نقل التكنولوجيا بدرجة ما، وإتاحة الإنتاج المحلي المرخص، وهو أمر يعارضه المنتجون بشكل أكبر".

وقال بيرقدار إن 82% من أرباح الشركات جاءت من الصادرات خلال العقدين الماضيين، وأضاف أن القدرة الإنتاجية ارتفعت 50% في العام الماضي.

تحديات

وتواجه طموحات بيرقدار الكبيرة عدداً كبيراً من التحديات؛ فما تزال الولايات المتحدة وإسرائيل والصين أكبر الموردين للطائرات بدون طيار في العالم.

وفيما قال فيزيمان من "سيبري" إن منتجات "بايكار" لا تضاهي أداء الطائرات الحربية الحديثة التي تصنعها دول مثل الولايات المتحدة، إلا أن الطائرات بدون طيار التركية تباع مقابل جزء ضئيل من سعر الطائرة الأمريكية.

وأضاف فيزيمان: "بزوغ نجم تركيا بصفتها موردة للطائرات بدون طيار المسلحة كان أمراً استثنائياً. لا شك في أن هذا جزء من التطور السريع لقطاع التسليح التركي، ودور تركيا باعتبارها مُصدّرة للأسلحة، وفي إطار الجهود التركية للتحول إلى قوة إقليمية".

أسس أوزديمير بيرقدار، والد سلجوق، شركة "بايكار" في 1986 على أنها شركة معدات. لكن الطيران جذب اهتمام سلجوق في صباه، وعندما انضم إلى الشركة في 2007، بدأ تحويل نشاطها إلى المعدات العسكرية، وتطوير الطائرات الحربية غير المأهولة، ومنظومات التحكم الأرضية، وفي 2016، تزوج سمية، ابنة الرئيس أردوغان.

في 2019، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على تركيا لشرائها منظومة "إس- 400" (S-400) للدفاع الجوي الصاروخي من روسيا، ومنعت العقوبات تركيا من التدريب أو الحصول على مقاتلات "إف-35" النفاثة الشبحية التي تنتجها "لوكهيد مارتن" (Lockheed Martin).

سرّع ذلك وتيرة الجهود التركية الرامية إلى تطوير طائراتها الحربية غير المأهولة، ودعَم أردوغان لتطوير التكنولوجيا عبر الشركة التي يملكها صهره، إلى جانب شركة "تركيش إيروسبيس إندستريز" (Turkish Aerospace Industries) التي تملكها الحكومة، ومكنت الزيادة المستمرة في الصادرات الشركتين من زيادة الاستثمار في البحث والتطوير.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

صناعات عسكرية تركية طائرتن بيرقدار بايكار أردوغان

أردوغان: تركيا تستهدف رفع صادراتها الدفاعية إلى 6 مليارات دولار

نفوذ روسيا يتراجع.. هكذا تعزز تركيا وكازاخستان تعاونهما العسكري