بنشاط مكثف في منطقة عملياتها.. ماذا يريد حزب الله من اليونيفيل؟

الثلاثاء 3 أكتوبر 2023 01:53 م

تكثف جماعة "حزب الله" نشاطها في منطقة عمليات قوة الأمم المتحدة المؤقتة في جنوبي لبنان (اليونيفيل)، في ما يبدو أنه استهداف للقوة الأممية، بحسب نيكولاس بلانفورد، في تحليل بـ"المجلس الأطلسي" الأمريكي للأبحاث (Atlantic Council) ترجمه "الخليج الجديد".

بلانفورد  تابع أن "الكشف مؤخرا عن بناء جماعة حزب الله المسلحة، المدعومة من إيران، مدرج إسفلتيا (للطائرات) بطول 1200 متر في إحدى قواعدها العسكرية، هو أحدث مثال على نمط السلوك الوقح المتزايد للحزب، خاصة في المنطقة الحدودية الجنوبية، حيث تم نشر قوة حفظ السلام الأممية على مدى الـ45 عاما الماضية".

وأضاف "كما أنشأ حزب الله ما يصل إلى سبعة ميادين للرماية في منطقة عمليات اليونيفيل، حيث يمارس المسلحون مهاراتهم باستخدام أسلحة مختلفة"، كما "يُرى أفراد حزب الله بشكل متزايد وهم يرتدون الزي الرسمي ويحملون أسلحة على طول الخط الأزرق".

والجماعة تمتلك ترسانة ضخمة من الأسلحة تقول إنها مكرسة حصرا لمقاومة إسرائيل، التي تحتل أراض ٍ لبنانية.

وأردف بلانفورد أنه "من غير الواضح ما الذي دفع حزب الله إلى تبني وجود أكثر وضوحا واستفزازا في منطقة عمليات اليونيفيل في أواخر 2020 وأوائل 2021، لاسيما أن الجماعة لا تعاني من نقص في معسكرات التدريب شمال منطقة عمليات اليونيفيل".

مهمة اليونيفيل

و"ربما يكون الهدف الأساسي لموقفها (الجماعة) الحازم هو قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان نفسها، إذ تتلخص الفكرة في تقويض القوة وتشويه سمعتها وإضعافها إلى أن تصبح غير ذات أهمية أو تحفز مجلس الأمن الغاضب على البدء في تقليص المهمة"، كما أضاف بلانفورد.

وتابع: "قبل ثلاثين عاما، عندما احتلت القوات الإسرائيلية قطاعا من الأراضي جنوبي لبنان، كانت قوات اليونيفيل بقوام 4500 جندي آنذاك تشكل جزءا من المجتمع المحلي".

وأردف أن "جنود حفظ السلام كانوا يشترون البضائع من المتاجر المحلية ويأكلون في المطاعم ويقدمون المأوى للمدنيين خلال أوقات العنف المتزايد، ويزورون منازل عمداء القرى والمسؤولين المحليين للجلوس والدردشة واحتساء القهوة".

و"لكن المناخ اليوم أصبح أكثر عدائية؛ جراء شكوك حزب الله في قوة حفظ السلام الموسعة والوجود الضخم للدول الأوروبية المساهمة بقوات، فحاليا تضم اليونيفيل نحو 10,500 جندي من 48 دولة، ويهيمن عليهم أعضاء (حلف شمال الأطلسي) الناتو مثل فرنسا وإيطاليا وإسبانيا"، كما استدرك بلانفورد.

والولايات المتحدة هي الدولة المهيمنة على قيادة "الناتو" والحليف الرئيس لإسرائيل التي تعتبر إيران، حليفة "حزب الله"،  العدول الأول لها.

حماية القوة الأممية

و"حزب الله هو اللاعب السياسي المهيمن في جنوب لبنان ويتمتع بالنفوذ اللازم لتصعيد الضغط بسهولة على اليونيفيل، ويمكن أن تتراوح علامات الاستياء المحلي من إلقاء الشباب بإلقاء على مركبات اليونيفيل المارة إلى نوبات غضب أكثر عنفا"، بحسب بلانفورد.

وزاد بأنه "في المحادثات مع قوات حفظ السلام، يوجد اعتراف مؤسف بأن حماية القوة الأممية أصبحت أهم من تنفيذ الولاية (المهام). إذا قام أعضاء حزب الله بمنع دورية من الوصول إلى منطقة معينة، فستقوم قوات حفظ السلام بتسجيل الحادث والعودة إلى القاعدة بدلا من المخاطرة بحدوث مواجهة ورد فعل عنيف".

وأفاد بـ"يوجود شعور متزايد بخيبة الأمل بين بعض عناصر قوة حفظ السلام، وهم يتساءلون سرا عن جدوى مواصلة المهمة عندما تكون غير قادرة على تحدي وجود حزب الله وأفعاله على الأرض".

و"مع ذلك، لا تزال اليونيفيل تؤدي دورا مهما، فوجود نحو عشرة آلاف من قوات حفظ السلام الأجنبية في جنوبي لبنان يساعد على ضمان استمرار الاهتمام الدولي بهذا الجيب الصغير الذي يحتمل أن يكون مضطربا في الشرق الأوسط"، كما أردف بلانفورد.

ورأى أنه "إذا اندلعت حرب شاملة بين حزب الله وإسرائيل، فسيكون هناك عشرة آلاف أجنبي محاصرين في المنتصف؛ ما يشجع المجتمع الدولي على وضع حد للأعمال العدائية في أسرع وقت ممكن".

كما شدد على أن "دور اليونيفيل كمحاور بين اللبنانيين والإسرائيليين في الاجتماعات الثلاثية هو عنصر أساسي، وربما الأكثر أهمية، في مهمة القوة".

المصدر | نيكولاس بلانفورد/ المجلس الأطلسي- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

لبنان إسرائيل اليونيفيل حزب الله نشاط