عبر تدمير سلاسل توريد معقدة.. 3 عواصم تستهدف أشهر سلاح إيراني

الأربعاء 4 أكتوبر 2023 12:13 م

يبذل كل من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وإسرائيل جهودا مشتركة لاستهداف سلاسل توريد المكونات والتقنيات التي تستخدمها إيران في إنتاج طائرات بدون طيار استطلاعية وهجومية تزود بها روسيا في حربها ضد أوكرانيا، بحسب رينا باسست في تقرير بموقع "المونيتور" الأمريكي (Al Monitor) ترجمه "الخليج الجديد".

رينا أضافت أن "الاتحاد الأوروبي وسع نطاق تدقيقه إلى ما هو أبعد من الأفراد والشركات الإيرانية المشاركة في إنتاج طائرات الاستطلاع والهجوم بدون طيار، لتشمل الشركات الدولية والدول الأخرى التي تزود إيران بشكل غير مباشر بمكونات تصنيع هذه الطائرات".

وفي أكثر من مناسبة، نفت طهران تزويدها موسكو منذ بدء الحرب بطائرات بدون طيار، والتي باتت أشهر سلاح في ترسانة إيران.

ومنذ 24 فبراير/ شباط 2022، تشن روسيا حربا في أوكرانيا، تبررها بأن خطط جارتها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، بقيادة الولايات المتحدة، تهدد الأمن القومي الروسي.

وقال خبراء أمنيون أوروبيون للموقع إن "التعاون بين بروكسل وواشنطن زاد مؤخرا في جهد مشترك لمنع إنتاج إيران للطائرات بدون طيار عبر تدمير سلاسل التوريد للمكونات والتقنيات المستوردة".

وفي 20 يوليو/تموز الماضي، أعلن المجلس الأوروبي عن إجراءات تقييدية جديدة، تحظر تصدير المكونات المستخدمة في بناء وإنتاج الطائرات بدون طيار من الاتحاد الأوروبي إلى إيران.

وكانت هذه الإجراءات "بمثابة الموجة الرابعة من العقوبات المتعلقة بالطائرات بدون طيار، والتي تستهدف أفرادا وكيانات محددة، ولاحقا، تحولت الجهود الأوروبية في مجال الاستخبارات نحو الشركات الدولية والأفراد غير الإيرانيين المشاركين في استيراد مكونات الطائرات بدون طيار"، وفقا لرينا.

تقنيات غربية

وفي 27 سبتمبر/ أيلول الماضي، كشف تقرير لصحيفة "ذا جارديان" البريطانية أن مكونات أوروبية استُخدمت لتصنيع طائرات إيرانية بدون طيار انتحارية استُخدمت في الضربات الأخيرة على المدن الأوكرانية.

واستشهد التقرير بوثيقة قدمتها السلطات الأوكرانية في قمة مجموعة السبع في أغسطس/ آب الماضي، زعمت أن مئات الطائرات بدون طيار من طراز "شاهد 131" و"شاهد 136"، التي استخدمتها روسيا ضد أوكرانيا في الأشهر الثلاثة السابقة، تحتوي على تقنيات غربية.

وزعم أنه تم اكتشاف 52 مكونا من هذا القبيل في طراز "شاهد 131" و57 في طراز "شاهد 136". ووفقا للصحيفة، فإن خمس شركات أوروبية، بينها شركة بولندية تابعة لشركة بريطانية متعددة الجنسيات، تم ذكرها في الوثيقة الأوكرانية باعتبارها الشركات المصنعة الأصلية من هذه المكونات.

والجمعة، ذكرت "ذا جارديان" أيضا أن المفوضية الأوروبية حذرت الشركات والحكومات الأوروبية من أنها قد تمنع بيع بعض المكونات ذات الاستخدام المزدوج (مدني وعسكري) إلى تركيا ودول أخرى يبدو أن إيران وروسيا تشتري منها قطع الغيار.

دول ثالثة

ديفيد خلفا، منسق مرصد أفريقيا والشرق الأوسط في مؤسسة جان جوريس الفرنسية المتخصصة في المسائل الاستراتيجية، قال إن "إيران تستخدم شركات لشراء مكونات الطائرات بدون طيار، وغالبا ما تحصل عليها من دول ثالثة بتصدير أقل صرامة بشأن الضوابط مقارنة بالاتحاد الأوروبي".

وتابع: "في مواجهة العقوبات الأمريكية والأوروبية، غالبا ما تستخدم إيران مثل هذه الشركات لشراء مكونات من دول مثل فنزويلا وكوستاريكا وكازاخستان وفيتنام".

خلفا رأى أن "أوروبا تخلفت في الحرب ضد انتشار الطائرات بدون طيار الإيرانية. والحقيقة هي أنه حتى الغزو الروسي لأوكرانيا، لم تكن بروكسل تقدر بشكل كامل الخطر الذي تمثله هذه الأسلحة الرخيصة والمدمرة والفتاكة".

و"بينما ركزت أوروبا لسنوات على التدابير الرامية إلى مكافحة الانتشار النووي (لمنع طهران من إنتاج سلاح نووي)، أنشأت إيران شبكة تجارية سرية لشراء المكونات والمعرفة اللازمة لتصنيع طائرات بدون طيار منخفضة التكلفة"، كما أضافت رينا.

وبحسب خلفا فإن "وكالات الاستخبارات الأوروبية تعمل بتعاون وثيق مع نظيراتها الأمريكية وأيضا مع الإسرائيليين، ووجود رئيس الموساد (جهاز الاستخبارات الإسصرائيلي الخارجي) ديفيد بارنيا في الاجتماع بين رئيس الوزراء (الإسرائيلي) بنيامين نتنياهو والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في نيويورك قبل أسبوعين بعث برسالة قوية إلى إيران".

وقال دبلوماسي أوروبي رفيع المستوى، طلب عدم نشر اسمه، إن "التعاون بين أوروبا والولايات المتحدة ودول أخرى مثل إسرائيل زاد في الأشهر الأخيرة، وعلى النقيض من ملف الانتشار النووي، الذي لا تتفق فيه بروكسل وواشنطن بالضرورة، فإن الاتحاد الأوروبي معبأ بالكامل ضد الطائرات بدون طيار الإيرانية، تماما مثل الأمريكيين".

وتعتبر كل من إسرائيل وإيران الدولة الأخرى العدو الأول لها، وتمتلك تل أبيب ترسانة نووية غير خاضعة للرقاية الدولية، وهي تتهم طهران بالسعي إلى إنتاج أسلحة نووية، فيما تقول الأخيرة إن برنامجها مصمم للأغراض السلمية، بما فيها توليد الكهرباء.

المصدر | ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

إيران روسيا أوكرانيا حرب طائرات بدون طيار