خرج آلاف المواطنين في دول عربية وإسلامية في تظاهرات حاشدة دعما لقطاع غزة الذي يتعرض لحرب إبادة من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ أيام، وذلك بعد عملية "طوفان الأقصى" التي أعلنت عنها حركة "حماس".

ووثقت مقاطع فيديو وجود تظاهرات واحتجاجات في الأردن ومصر وقطر واليمن والعراق وتركيا وماليزيا وإيران، علاوة على دول أوروبية ومناطق أخرى حول العالم، حيث رددوا الهتافات المؤيدة للقضية الفلسطينية والمنددة بالاحتلال الإسرائيلي.

الأردن.. كر وفر في الأغوار

البداية كانت من الأردن، التي كانت على موعد مع محاولات متظاهرين الوصول إلى منطقة الأغوار،  على الحدود مع الأراضي الفلسطينية المحتلة، تلبية لدعوات من حركات وشخصيات، أبرزها حزب "جبهة العمل الإسلامي"، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين.

لكن قوات الأمن الأردنية منعت بالقوة وصول المتظاهرين إلى تلك المنطقة، وقمعت محاولاتهم باستخدام قنابل الغاز على نطاق واسع.

واعتقلت القوات الأردنية عددا كبيرا من الشبان.

وبمقابل ذلك، احتشد الآلاف في العاصمة عمان، وسط تواجد كبير لقوات الأمن، التي حاولت الاحتكاك بالمشاركين.

وانطلقت المسيرة بعد صلاة الجمعة من أمام مسجد "الحسيني" بالعاصمة عمان، في اتجاه ساحة النخيل (تبعد مسافة كيلومتر عن المسجد)، وهتف المشاركون بالمسيرة، التي نظمت بدعوات من قوى شعبية وحزبية ونقابية: "الشعب يريد تحرير فلسطين"، و"افتح الحدود"، و"بالروح بالدم نفديك يا فلسطين"، و"عالقدس رايحين شهداء بالملايين"، وغيرها من الهتافات.

مصر.. الأزهر ينتفض

وفي مصر، احتشد مئات من المصلين، داخل الجامع الأزهر، بالقاهرة، عقب صلاة  الجمعة، تضامناً مع الفلسطينيين ورفضا للمجازر الإسرائيلية.

وردد المتظاهرون هتافات منددة بالاحتلال، ومؤيدة للفلسطينيين والمسجد الأقصى.

وكان الأزهر الشريف قد طالب، في بيان له، الأربعاء 11 أكتوبر/تشرين الأول الحالي، الحكومات العربية والإسلامية بـ"اتخاذ موقف موحد في وجه الالتفاف الغربي اللاإنساني الداعم للكيان الصهيوني".

وأكد البيان أن "التغطيات الإعلامية الغربية متعصبة ومتحيزة ضد فلسطين وأهلها، وهي أكاذيب تفضح دعاوى الحريات، التي يدعي الغرب حمايتها"، داعياً إلى "تقديم المساعدات الإنسانيَّة والإغاثية على وجه السرعة، وضمان عبورها إلى الشعب الفلسطيني في قطاع غزة".

وفي مدينة الإسكندرية (شمال) احتشد المئات أمام مسجد القائد إبراهيم، عقب صلاة الجمعة، للتنديد بالاحتلال الإسرائيلي وإعلان التضامن مع غزة.

قطر.. مظاهرات بالدوحة

وفي قطر، احتشد الآلاف من المواطنين والمقيمين في ساحة جامع  الإمام محمد بن عبدالوهاب في عاصمة قطر الدوحة تضامناً مع أهالي غزة.

ورفع المشاركون الأعلام الفلسطينية، كما رددوا شعارات منها "بالروح بالدم نفديك يا أقصى".

اليمن.. صنعاء ومدن أخرى

وفي اليمن، تظاهر عشرات الالاف من المواطنين اليمنيين في عشرات المدن اليمنية تضامنا مع أهالي غزة في مواجهة العدوان الإسرائيلي البربري الذي تتعرض له المدينة.

وشهدت العاصمة صنعاء أولى التظاهرات التي شارك فيها عشرات الالاف من المواطنين الذين خرجوا الى الشوارع العامة ورددوا هتافات مناوئة للكيان الإسرائيلي ودعوا الى ضرورة تحرك عربي يحمي الفلسطينيين في غزة .

وشهدت مدن يمنية أخرى مثل تعز تظاهرات حاشدة رفضا للإعتداءات الإسرائيلية هذه.

وفي المكلا تظاهر الالاف رفضا للإعتداءات الإسرائيلية تجاه أهالي غزة .

وشهدت مدن عدة بمحافظة ابين للإسبوع الثاني على التوالي تظاهرات حاشدة شارك فيها الالاف تضامنا مع غزة والشعب الفلسطيني .

العراق.. ساحة التحرير تهتف

أما في العراق فقد احتشدت أعداد هائلة من العراقيين قدرت بمئات الآلاف، في "ساحة التحرير" بالعاصمة بغداد، للتنديد بالحصار الإسرائيلي على غزة، فيما أكد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أن "التظاهرة المليونية اليوم هي مساندة للحق الفلسطيني المغصوب".

بحسب وكالة الأنباء العراقية "واع"، فإن "أعداداً كبيرة من أنصار التيار الصدري توافدت إلى ساحة التحرير تلبية لدعوة زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر للتنديد بالحصار الصهيوني على قطاع غزة".

وأحرق المتظاهرون الأعلام الإسرائيلية والأمريكية.

تركيا وإيران والبحرين

وشهدت مدينة إسطنبول في تركيا، حشوداً كبيرة لمتظاهرين، رددوا هتافات دعماً لقطاع غزة.

وأدى مئات الآلاف من المصلين بمساجد تركيا صلاة الغائب على  أرواح الفلسطينيين ضحايا الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة.

أما في إيران فقد احتشد آلاف المواطنين الإيرانيين، صباح الجمعة، من مختلف ساحات العاصمة طهران وشوارعها، في مسيرات "نفير الجمعة"، نصرة للشعب الفلسطيني، ولا سيما أهالي قطاع غزة، وتنديداً بجرائم الحرب التي يمارسها كيان العدو الصهيوني، في إطار مخطط الإبادة الجماعية ضد القطاع.

وردد المتظاهرون، بمن فيهم النساء والأطفال، خلال هذه المسيرات التي اتجهت نحو جامعة طهران حيث تقام مراسم صلاة الجمعة، هتافات "الموت لإسرائيل" و"الموت لأمريكا"، معبرين عن استنكارهم لجرائم القصف التي ينفذها الصهاينة ضد أهالي غزة، التي خلّفت حتى اليوم المئات من الشهداء والجرحى.

 

وفي شمال البحرين التي ترتبط باتفاقية سلام مع إسرائيل ضمن "اتفاقيات إبراهام"، هتف مئات المصلّين داخل مسجد الدراز: "الموت لإسرائيل" و"الموت لأمريكا"، قبيل صلاة الجمعة ثم شاركوا في مسيرة احتجاجية مع مئات ارتدى معظمهم الكندورة التقليدية ووضع بعضهم كوفيات فلسطينية على أكتافهم أو رؤوسهم.

وداس المتظاهرون أعلاما إسرائيلية وأميركية وضعت على الأرض، فيما حملت نساء لافتات كُتب عليها "لن يهدأ الطوفان" و"طوفان الأقصى معركة الأمة كلها".

ماليزيا وسوريا ولبنان

وفي العاصمة الماليزية كوالالمبور، خرج الآلاف للتنديد بالعدوان الإسرائيلي على غزة.

وفي لبنان خرجت مظاهرات مؤيدة لغزة في أكثر من منطقة، تلبية لدعوة من حزب الله.

وفي سوريا، انطلقت مظاهرات حاشدة في ساحة عرنوس في العاصمة دمشق دعماً للشعب الفلسطيني وتنديداً بالقصف الإسرائيلي.

إندونيسيا وباكستان

وفي إندونيسيا، انضم رجل الدين الإسلامي أبوبكر باعشير العقل المدبر المشتبه به لتفجيرات بالي عام 2002 التي أسفرت عن مقتل 202 شخص إلى عشرات الأشخاص في مسيرة ضد إسرائيل في مدينة سولو بإقليم جاو

وقال في كلمة أمام المتظاهرين الذين كانوا يلوحون بالأعلام الفلسطينية "لا يمكن أن نكون ضعفاء في مواجهة إسرائيل.. نأمل أن يكون هناك من بين هؤلاء الشباب من هم على استعداد لإرسالهم إلى الأراضي الفلسطينية".

وفي إسلام آباد، غصت شوارع العاصمة الباكستانية بالآلاف من المحتجين في مسيرات سبقت صلاة الجمعة وانطلقت بعدها.

وفي داكا، عاصمة بنغلاديش ردد نشطاء مسلمون شعارات خلال احتجاج أقيم بعد صلاة الجمعة للتنديد بما تقوم به إسرائيل تجاه الفلسطينيين.

ونظم أعضاء الجالية الإسلامية في اليابان احتجاجا بالقرب من السفارة الإسرائيلية في طوكيو ورفع المشاركون لافتات وهتفوا بشعارات مثل "إسرائيل إرهابية" و "فلسطين حرة"، فيما حدثت مناوشات مع قوات شرطة مكافحة الشغب.

وفي سريلانكا رفع المتظاهرون لافتات كتب عليها "فلسطين لن تسيري وحدك أبدا".    

وخرج المتظاهرون أيضا إلى الشوارع في الجزء الخاضع للهند من إقليم كشمير على الرغم من إلغاء صلاة الجمعة في المسجد الرئيسي في سريناجار عاصمة الإقليم لتجنب الاضطرابات ورفعوا لافتات كتب عليها "اللهم احفظ إخواننا وأخواتنا في غزة وفلسطين".

الغرب يقمع المظاهرات

ففي العاصمة باريس، أطلقت الشرطة الفرنسية الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه، لتفريق مسيرة لدعم الفلسطينيين، في حين حث الرئيس إيمانويل ماكرون الشعب الفرنسي على الامتناع عن جلب الصراع بين إسرائيل وحماس إلى الوطن.

وكانت الحكومة الفرنسية قد حظرت في وقت سابق الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين قائلة إنها "من المرجح أن تؤدي إلى اضطرابات في النظام العام".

وفي الولايات المتحدة، اتخذت وكالات إنفاذ القانون إجراءات لحماية التجمعات السكنية لليهود والمسلمين قبل الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين.

بيد أن مظاهرة في قلب مدينة نيوريورك، رفعت أعلام فلسطين، وهتفت بعدالة القضية.

وفي هولندا أغلقت السلطات المدارس اليهودية الجمعة لأسباب تتعلق بالسلامة كما جرى إغلاق مدرستين يهوديتين في لندن.

وفي ألمانيا اعتقلت الشرطة عددا من الأشخاص خلال مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين.

وأعلنت رئيسة بلدية العاصمة البلغارية صوفيا، يوردانكا فاندكوفا الجمعة منع مظاهرة مقررة لدعم الفلسطينيين "بناء على تحذيرات من مكتب المدعي العام بالبلاد".

كما وشهدت مدنا في النرويج وأيرلندا وبريطانيا وأستراليا مظاهرات منددة بالهجمات الإسرائيلية على غزة.

وكانت حركة حماس قد دعت، الثلاثاء، الأمة العربية والإسلامية إلى "الخروج يوم الجمعة القادم، في الميادين والساحات والشوارع، وعلى مدى الجاليات في كل مكان"، داعية إلى تقديم العون لغزة وأهلها بعد الدمار الشامل الذي حل بها.