نيويورك تايمز: ضباط إسرائيليون يكشفون خطط الغزو البري لغزة وسر التأجيل لعدة أيام

الأحد 15 أكتوبر 2023 09:47 ص

روت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية بعضا من خطط الغزو الإسرائيلي البري المرتقب في قطاع غزة، والذي يهدف إلى تدمير حركة "حماس" واجتثات قياداتها وتدمير مقدراتها، في أعقاب إطلاق الحركة لعملية "طوفان الأقصى"، قبل نحو أسبوع، وهي العملية التي أسفرت عن مقتل أكثر من 1400 إسرائيلي.

ووفقًا لثلاثة ضباط عسكريين إسرائيليين كبار قدموا تفاصيل غير سرية حول الخطة، قالت الصحيفة إن الهدف النهائي للعملية البرية المرتقبة ستكون القضاء على التسلسل الهرمي السياسي والعسكري الأعلى لحركة "حماس".

اغتيال يحيى السنوار

ومن أبرز المطلوبين للاغتيال خلال العملية هو قائد الحركة في غزة، يحيى السنوار، بحسب الصحيفة، التي تقول إن القادة الإسرائيليين يحملونه مسؤولية اتخاذ قرار عملية "طوفان الأقصى"، حيث قال اللفتنانت كولونيل ريتشارد هيشت، وهو متحدث عسكري لجيش الاحتلال، في إشارة إلى السنوار: "هذا الرجل في مرمى أعيننا.. إنه رجل ميت يمشي على الأرض، وسوف نصل إليه".

ومن المتوقع أن يكون الهجوم أكبر عملية برية لإسرائيل منذ غزوها لبنان في عام 2006.، وسيكون أيضًا الأول الذي تحاول فيه إسرائيل الاستيلاء على الأراضي والاحتفاظ بها لفترة وجيزة على الأقل منذ غزوها لغزة في عام 2008، وفقًا لما قاله ثلاثة من كبار الضباط.

أشهر من القتال الدامي

وقالت الصحيفة إن العملية تخاطر بإدخال إسرائيل في أشهر من القتال الدامي في المناطق الحضرية، سواء فوق الأرض أو في منطقة من الأنفاق – وهو هجوم محفوف بالمخاطر تجنبته تل أبيب منذ فترة طويلة لأنه ينطوي على قتال في قطعة ضيقة ومكتظة بإحكام من الأرض يسكنها أكثر من مليوني شخص.

وتنقل "نيويورك تايمز" عن مسؤولين إسرائيليين زعمهم بأن "حماس" قد تقتل رهائن إسرائيليين، وتستخدم الفلسطينيين غير المقاتلين كدروع بشرية، وتنشر الأراضي الفلسطينية بالفخاخ المتفجرة.

وتقول الصحيفة إنه لا يزال من غير الواضح ماذا ستفعل إسرائيل بمدينة غزة، معقل "حماس" وأكبر مركز حضري في القطاع، إذا استولت عليها، أو ما الذي يقصده المسؤولون الإسرائيليون على وجه التحديد عندما يتحدثون عن تدمير قيادة "حماس"، نظرا لكونها حركة اجتماعية كبيرة متأصلة بعمق داخل غزة.

موقف "حزب الله"

ومن غير الواضح أيضًا ما إذا كان "حزب الله"، الميليشيا اللبنانية الأكبر حجمًا والمدعومة من إيران والمتحالفة مع "حماس"، والتي تمتلك مجموعة واسعة من الصواريخ الموجهة بدقة والقوات البرية، قد يرد على غزو غزة بفتح جبهة ثانية مع إسرائيل عبر الحدود اللبنانية، كما يقول التقرير.

ورغم أن جيش الاحتلال لم يعلن رسميا حتى الآن عن نيته غزو غزة، إلا أنه كشف أن فرق استطلاع دخلت القطاع لفترة وجيزة يوم الجمعة الماضي، وأن القوات الإسرائيلية تزيد من استعدادها لحرب برية.

ويعتقد أن عشرات الآلاف من مسلحي "حماس" قد تحصنوا داخل مئات الأميال من الأنفاق والمخابئ تحت الأرض تحت مدينة غزة والأجزاء المحيطة بها في شمال غزة.

ويتوقع القادة العسكريون الإسرائيليون أن تحاول حماس عرقلة تقدمهم من خلال تفجير بعض هذه الأنفاق مع تقدم الإسرائيليين فوقها، ومن خلال تفجير القنابل المزروعة على جوانب الطرق وتفخيخ المباني، كما تقول الصحيفة.

كمائن للقوات الإسرائيلية

وتخطط "حماس" أيضًا لنصب كمين للقوات الإسرائيلية من الخلف من خلال الخروج فجأة من فتحات الأنفاق المخفية المنتشرة في شمال غزة، وفقا لضابط في "حماس" غير مخول بالتحدث إلى وسائل الإعلام.

وأوضحت "نيويورك تايمز" أنه بسبب الأضرار واسعة النطاق التي لحقت بغزة بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية الأخيرة، تلقت قوات الاحتلال تدريبًا إضافيًا في الأيام الأخيرة لمساعدتهم على القتال في البيئات الحضرية المدمرة، وفقًا للضابط الرابع، العقيد جولان فاخ.

لماذا تم التأجيل؟

وقال الضباط إنه كان من المقرر في البداية أن يتم الغزو في نهاية الأسبوع، ولكن تم تأجيله بضعة أيام على الأقل جزئيا بسبب الظروف الجوية التي كان من شأنها أن تجعل من الصعب على الطيارين الإسرائيليين ومشغلي الطائرات بدون طيار توفير غطاء جوي للقوات البرية.

وأضاف الضباط أنه بالإضافة إلى المشاة، ستشمل القوة الضاربة الإسرائيلية دبابات وخبراء متفجرات وقوات كوماندوز. وستحظى القوات البرية بغطاء من الطائرات الحربية والمروحيات الحربية والطائرات بدون طيار والمدفعية التي تطلق من البر والبحر.

ومما يزيد من تعقيد الغزو حقيقة أن "حماس" تحتجز العديد من الأسرى الإسرائيليين معهم في مخابئهم وأنفاقهم تحت الأرض.

ويقول محللون عسكريون إسرائيليون إنهم يخشون أن تستخدم "حماس" الرهائن كدروع بشرية، مما يخلق معضلة أخلاقية وعملياتية لإسرائيل.

ما بعد السيطرة على غزة

وتقول الصحيفة إن إسرائيل عد ما إذا كانت ستعيد السيطرة على جنوب غزة بالإضافة إلى مدينة غزة، وفقًا لأحد كبار الضباط العسكريين.

ولكن إذا ظل جنوب غزة خارج السيطرة الإسرائيلية، فمن الممكن أن يظل بعض قادة حماس طليقين، كما يقول ضباط إسرائيليون.

وقال نمرود نوفيك، وهو دبلوماسي إسرائيلي كبير سابق ومستشار أمني للحكومة الإسرائيلية، إن بعض القادة العسكريين والسياسيين يريدون أن يقوم الجنود الإسرائيليون بعمليات اعتقال من منزل إلى منزل لمدة 18 شهرًا.

وأضاف نوفيك: "أعتقد أن الآخرين أكثر رصانة بكثير ولا يتحدثون عن تدمير حماس – بل حرمان حماس من قدرتها على تهديدنا".

وأضاف أن ذلك قد يشمل إزالة منصات إطلاق الصواريخ والأنفاق وغيرها من المعدات العسكرية، ولكن في الأساس قد يسمح لها بالاستمرار كحركة اجتماعية.

ويقول محللون إن مسألة من سيدير غزة بعد "حماس" هي أيضا محفوفة بالمخاطر.

ويمكن لإسرائيل أن تعيد تأكيد سيطرتها المباشرة على المنطقة، كما فعلت في الفترة من عام 1967 حتى عام 2005، ولكن ذلك يستلزم حكم عدد كبير من السكان المعادين.

إحدى الخطط التي يناقشها الدبلوماسيون والمسؤولون والمحللون على نطاق واسع الآن تتضمن السماح للسلطة الفلسطينية، التي تدير أجزاء من الضفة الغربية، باستعادة السيطرة على غزة، بعد أن طردتها "حماس" في عام 2007.

وقال إبراهيم دلالشة، المحلل الفلسطيني المقيم في رام الله بالضفة الغربية، إن ذلك من شأنه أن يخاطر بجعل السلطة تبدو وكأنها دمية في يد إسرائيل.

وقال دلالشا: "سيأتون على متن دبابة إسرائيلية، في أعقاب القضاء على حماس".

المصدر | نيويورك تايمز - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

غزة حماس طوفان الأقصى اجتياح بري عملية برية الجيش الإسرائيلي السلطة الفلسطينية

فخ استراتيجي وجيش غير مؤهل.. تحذيرات لإسرائيل من اجتياح غزة بريا